+ A
A -
عواصم- وكالات- قالت لجنة العلاقات الدولية في مجلس اللوردات البريطاني إن بريطانيا تخالف القانون الدولي ببيع أسلحة للسعودية، وطالبت بتعليق بعض تراخيص التصدير على الفور. وقالت لجنة العلاقات الدولية إن من المحتمل جدا أن تكون الأسلحة التي تبيعها المملكة المتحدة للسعودية سببا في وقوع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين باليمن.
وكان حزب العمال المعارض دعا إلى تعليق جميع مبيعات الأسلحة البريطانية إلى الرياض بسبب الصراع في اليمن، لكن حكومة المحافظين بقيادة تيريزا ماي جادلت بأنها متماشية مع القانون الإنساني الدولي، لتعلن لجنة العلاقات الدولية في مجلس اللوردات أن الحكومة على الجانب الخطأ من القانون.
وقال مصدر في شركة إيرباص الجمعة إن قرار ألمانيا وقف صادرات السلاح للسعودية يمنع بريطانيا من استكمال بيع 48 مقاتلة من طراز «يوروفايتر تايفون» للرياض، وقد يؤجل صفقات محتملة لبيع أسلحة أخرى مثل طائرة النقل العسكرية من طراز «أي400 إم».
وقبل أسبوعين، كشفت صحيفة إندبندت أن مسؤولين بوزارة التجارة البريطانية ظلوا يعقدون اجتماعات رفيعة المستوى مع نظرائهم السعوديين لبحث صفقات أسلحة مع السعودية، وأن آخر هذه الاجتماعات تزامن مع إدانة وزير الخارجية جيريمي هنت مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي «بأقوى العبارات الممكنة» في خطاب بالبرلمان.
في سياق ثان تعرضت جولة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في آسيا لاضطراب مفاجئ؛ إذ تأجلت زيارته لكل من ماليزيا وإندونيسيا، وتأخر سفره إلى باكستان يوما، ويأتي ذلك في وقت تلاحقه الاحتجاجات على خلفية اتهامه بالتورط في قتل خاشقجي العام الماضي في مدينة إسطنبول التركية.
وأعلنت ماليزيا وإندونيسيا أمس تأجيل زيارة محمد بن سلمان إليهما إلى أجل غير مسمى بطلب من السعودية، وقال قناة الجزيرة إنه كان مقررا أن توقع السعودية اتفاقيات بمليارات الدولارات مع البلدين.
وأضافت أنه بينما كانت إندونيسيا -التي تنتظر انتخابات رئاسية هذا العام- تأمل أن تصلح زيارة محمد بن سلمان خيبة الأمل الاقتصادية التي خلفتها زيارة والده الملك سلمان قبل عامين؛ تسبب الإعلان عن زيارة ولي العهد السعودي لماليزيا بحرج كبير لساسة ومسؤولين كثر في الحكومة الماليزية أمام قواعدهم الشعبية.
وقالت الخارجية الماليزية -في بيان لها- أمس إن وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير طلب خلال اتصال هاتفي مع نظيره الماليزي سيف الدين عبد الله تأجيل الزيارة دون أن يحدد الأسباب.
كما نقلت وكالة الأنباء الماليزية عن رئيس الوزراء مهاتير محمد قوله إنه جرى إبلاغه بتأجيل الزيارة، وإنه لا يعلم السبب.
التأجيل جاء بعد ساعات من إعلان منظمات حقوقية وإنسانية عزمها على تنظيم مظاهرات واسعة في العاصمة الإدارية بوتراجايا بالتزامن مع الزيارة التي كان مقررا أن يلتقي خلالها ولي العهد السعودي رئيس الوزراء الماليزي.
واتهمت المنظمات الحقوقية الماليزية ولي العهد السعودي بالمسؤولية عن خروق واسعة لحقوق الإنسان في بلاده، والتطبيع مع إسرائيل، واغتيال خاشقجي، وكان مهاتير محمد اعتبر مقتل خاشقجي عملا وحشيا غير مقبول.
وقال تشاندرا مظفر مؤسس «حركة العدل العالمي» إن هناك في ماليزيا حساسية كبيرة تجاه دور السعودية والإمارات في قضايا الفساد، خاصة فضيحة اختلاس مليارات الدولارات من الصندوق السيادي الماليزي، مشيرا لأسباب أخرى لحرج الساسة الماليزيين من زيارة بن سلمان بينها تدخله لزعزعة استقرار لبنان وحصار قطر.
وفي جاكرتا، أكدت الخارجية الإندونيسية إرجاء زيارة محمد بن سلمان إلى أجل غير مسمى، دون أن توضح سبب التأجيل، لكنها لفتت إلى أن الجانبين الإندونيسي والسعودي سيعملان على تحديد موعد جديد للزيارة وجدول أعمالها.
وفي إسلام آباد، أكدت الخارجية الباكستانية تأجيل زيارة ولي العهد السعودي لباكستان إلى اليوم الأحد دون إبداء أسباب، وكان يفترض أن يصل الأمير محمد بن سلمان أمس بصحبة وفد كبير من رجال الأعمال.
ويشمل برنامج الزيارة لقاءات مع رئيس الوزراء عمران خان ومسؤولين آخرين بينهم قائد الجيش، وتشهد إسلام آباد منذ الجمعة إجراءات أمن مشددة حولت العاصمة إلى ما يشبه الثكنة العسكرية.
وأعلن مسؤولون باكستانيون عن تأجيل ملتقى اقتصادي مشترك كان سيعقد خلال الزيارة، بسبب ما وصف بظروف قاهرة.
copy short url   نسخ
17/02/2019
1108