+ A
A -
ترجمة- نورهان عباس
تفتح هاتفك. تتفقد صفحاتك الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي. تكتب ما يأتي في خاطرك وتنشر صورة أعجبتك. إنها أحداث في رحلة قصيرة جدا تتكرر في حياة أي شخص عادي حول العالم ربما أكثر من مرة في اليوم الواحد، لكن ما لا يعرفه هذا الشخص أنه مع كل مرة يفتح فيها الهاتف ويدخل على موقع التواصل الاجتماعي ويكتب منشورا ويضع صورة، أن هناك أجهزة دولية كاملة تتلصص عليه، وتتجسس على معلوماته بمنتهى السهولة، لتقتله بسلاح أعطاه لهم بيده، بعد أن تلصصت على أدق معلوماته واخترقت هاتفه.
مؤخراً، ظهرت وثائق تثبت تورط الإدارة الأميركية في توظيف هذه الوسائل الإلكترونية المستحدثة ومواقع التواصل الاجتماعي في التنصت على الأسرار بدءاً من الأفراد العاديين وانتهاء بالرؤساء والزعماء وكبار المسؤولين.
الاتهامات نفسها وجهت للمخابرات الروسية والصينية، وإلى حكومات بعض الدول التي تستخدم مواقع مثل تويتر وفيس بوك وانستغرام للتجسس على مواطنيها، ومن ذلك الفضيحة التي منيت بها السعودية، بعدما تم اتهامها بالتجسس على مواطنيها باستخدام حساباتهم على موقع تويتر، وفيس بوك.
وفي هذا الصدد، يقول موقع فويس أوف أميركا، إن مواقع التواصل الاجتماعي تحولت إلى نعمة ونقمة، ففي الوقت الذي تقوم فيه بتعريف الشعوب والأفراد على بعضهم البعض، تقوم أيضاً بتسريب المعلومات عنهم، وأدق تفاصيل حياتهم تكون معلنة للجميع، كما تستطيع الجماعات الإرهابية اختراقها وتكوين أجيال متطرفة جديدة من خلالها.
وأضافت الصحيفة: «مواقع التواصل الاجتماعى تحولت إلى إحدى الأدوات الرئيسة في أيدى التنظيمات الإرهابية والجماعات سيئة السمعة، خصوصا أنها تضم الحسابات الخاصة بالمشاهير من جميع أنحاء العالم وصفحات المؤسسات ذائعة الصيت علاوة على الصفحات الشخصية لقادة العالم البارزين».
وفي إطار متصل، قال موقع تك كرانش إن الفيس بوك بالتحديد مصدر مفضل لأجهزة المخابرات، التي تحصل على ملايين المعلومات السهلة منه، وتربطها جميعا في سلسة معلوماتية معقدة لضرب أمن الدول الأخرى الإلكتروني.
وضرب الموقع المثل بفضيحة سنودن، التي أحرجت وكالة الأمن القومى الأميركية بعد اتهامها باستخدام فيس بوك لابتزاز الأشخاص الذين من الممكن الاستفادة منهم، وهو الأمر الذي أثار غضب وحيرة القائمين على إدارة الموقع ودفعهم إلى التفكير بجدية في وضع أكواد أصابت الموقع بعطل مفاجئ لم يكن في حسبان الإدارة، تحسباً لاحتمال خرق فيس بوك وتحطيم البيانات الدالة على تورط أميركا في هذا الانتهاك.
ومن فيس بوك إلى تويتر، حيث أكدت صحيفة واشنطن إكسامينر أنه سلاح في يد الحكومات المستبدة، مثل الحكومة السعودية، التي تعاقب المواطنين على كتابة أي تغريدات معارضة عليه، ومن ذلك ما حدث مع المدون الشهير رائف بدوي الذي يقبع في السجون الآن.
وأشارت الصحيفة، إلى استطلاع رأي علمي تم إجراؤه على مجموعة من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، وأكد فيه 70% من المشاركين اعتقادهم بأن الحكومات تتجسس عليهم من خلال تلك المواقع، كما قال 35% إنهم يخبئون كاميرا الهاتف أو الكومبيوتر اللوحي أثناء استخدامهم لتلك المواقع خشية استخدامها في التلصص عليهم.
ولفتت الصحيفة إلى الاستثمارات الضخمة، التي ضختها المملكة في وادي السليكون في الولايات المتحدة مؤخراً، خلال الزيارة الأخيرة لمجموعة من قادة الرياض للبلاد، وكان الهدف الخفي منها تقييد استخدام المعارضين لوسائل التواصل الاجتماعي في الوصول للجمهور.
ولم يخل انستغرام - موقع الصور الشهير - من الاتهامات الموجهة له كذلك، حيث قالت عنه صحيفة الواشنطن بوست الأميركية، أنه أداة سهلة لمعرفة ملايين المعلومات عن المستخدمين للموقع بكثافة، وذلك بفضل الصور والفيديوهات التي يضعونها عليه، وتكون بها صور أفراد العائلة غالباً أو الأصدقاء، كما يتم تحليل خلفيات تلك الصور لمعرفة مكان وزمان التقاطها بشكل مخابراتي.
ختاماً، قال موقع فاست كومبني، إن الحملات الانتخابية تتعمد استغلال وسائل التواصل الاجتماعي من أجل التجسس على المنافسين والناخبين.
ولفت الموقع، إلى أنه تم رفع قضية أمام المحاكم الأميركية مؤخراً تتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتجسس حملته الانتخابية على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكداً أن هناك وثائق ومعلومات تؤكد تلصص معظم الحملات الانتخابية على تلك المواقع بالذات.
copy short url   نسخ
21/02/2019
1137