+ A
A -
اليمن - الوطن - محيي الدين الشوتري
قالت منظمة سام للحقوق والحريات إن التحالف العربي ربما كان على علم بأن مبنى سجن الشرطة العسكرية الذي استهدفه الطيران في ديسمبر من العام المنصرم يحوي معتقلين مدنيين.. مستندة إلى شهادة معتقلين تم الإفراج عنهم قبيل واقعة القصف بأيام. جاء ذلك في تقرير للمنظمة تضمن إحصائيات لعدد القتلى والإصابات وشهادات موثقة لمعتقلين وجرحى نجوا يومها من الموت بأعجوبة وشهادات لأقارب معتقلين قضوا في السجن.
قال أحدهم وهو الصحفي يوسف عجلان إن الحوثيين أبلغوا المختطفين الذين تم نقلهم من السجن المركزي إلى مقر الشرطة العسكرية بأن الصليب الأحمر قد أُبلغ بنقلهم إلى مقر الشرطة العسكرية.
وأضاف: زارنا الصليب الأحمر بعد أسبوعين من نقلنا وأبلغناهم تخوفنا من قصف طيران التحالف للمعتقل، إلا أنهم قالوا لنا إنهم أبلغوا التحالف بأن المكان يحتوي أسرى ومعتقلين وسيكون في مأمن.
وأكدت سام أنها كانت قد بعثت رسائل استفسار لكل من للصليب الأحمر في العاصمة اليمنية صنعاء بتاريخ 19 أبريل 2018، عما إذا كان الصليب قد أرسل للتحالف تحذيراً بالأمر، وكما وجهت استفساراً للتحالف العربي بتاريخ 28 أكتوبر 2018، وفريق تقييم الحوادث بقوات التحالف العربي المشتركة بتاريخ 29 أكتوبر 2018، عما إذا كان التحالف قد تلقى تحذيراً أن سجن الشرطة المركزي بالعاصمة صنعاء يحتوي معتقلين مدنيين ولكنها لم تتلق رداً.
وأكد رئيس المنظمة المحامي توفيق الحميدي أن إصدار هذا التقرير يأتي في إطار توثيق الجرائم التي ارتكبت بحق المدنيين، بالمخالفة لقوانين الحرب والاتفاقيات الدولية وأولها اتفاقيات جنيف لحماية المدنيين.
وأضاف الحميدي: نأمل أن نكون قد ساهمنا من خلال هذا التقرير بعمل يصب في اتجاه كشف الحقيقة وضمان عدم إفلات المنتهكين من العقاب وتقدر المنظمة ذاتها عدد السجون في اليمن بنحو (232) سجنًا خاصًا، (180) من هذه السجون يتبع جماعة الحوثي، و (25) يتبع قوات ممولة إماراتيًا و(15) تتبع جماعات تقاتل مع الحكومة الشرعية (11) تتبع القوات الحكومية، اعتقل في هذه السجون (3966) مدنيًا تمكنت سام من رصدهم، منهم (3258) في سجون ميليشيا الحوثي، و(583) اعتقلتهم تشكيلات أمنية مسلحة مدعومة من الإمارات العربية المتحدة و(86) اعتقلتهم تشكيلات مسلحة تقاتل مع الحكومة الشرعية.
وقالت سام في تقريرها إن غالبية المعتقلين يتعرضون للتعذيب بدرجات متفاوتة، حيث يموت بعضهم تحت التعذيب، بينما يعاني آخرون انتهاكات جسدية تؤدي إلى إعاقة بعضهم، ومن أشكال التعذيب التي توثقت المنظمة من تعرض المعتقلين لها، الإعدام الوهمي، وربط العضو الذكري والحرمان من البول لساعات طويلة، إضافة للتحرش الجنسي، والتهديد بالاغتصاب، والإرغام على الوقوف لأوقات طويلة على القدمين في حر الشمس، والتعليق على اليدين والصعق الكهربائي، والدفن في حفر بالتراب حتى الرقبة، والضرب بأعقاب البنادق، والحرمان من الطعام، أما الأماكن التي يحتجز فيها المعتقلون فلا تخضع لسلطة قانونية، بحسب تقرير سام الذي أكد أن تلك المعتقلات لا تتوفر فيها الشروط القانونية للسجون، ولا تتوفر فيها أدنى مقومات الحياة الآدمية؛ حيث يُحتجز العشرات في غرفة واحدة وبحمام واحد فقط، وغالبية السجون هي في الأصل منازل، أو أقبية، وبعضها غرف حديثة البناء، والبعض الآخر حاويات (كونتيرات) معدة لشحن البضائع إلى سجون، كما هو الحال في مطار الريان بحضرموت، الخاضع لسلطة الإمارات بشكل مباشر وبلغت إجمالي وقائع التعذيب التي رصدها التقرير خلال العام (100) واقعة، منها (80) واقعة في سجون الحوثيين، و(20) واقعة أخرى في سجون الأجهزة الأمنية التي تشرف عليها وتمولها الإمارات في محافظتي عدن وحضرموت ومن بين وسائل التعذيب، التي تحققت سام من استخدامها في السجون، وسائل تفضي إلى موت محقق، أو تسبب آلامًا مبرحة، كالكي بالكهرباء ودفن الضحية في حفرة ثم إخراجه من تحت التراب، والإعدامات الوهمية، وقلع الأظافر، ونتف اللحية، والوقوف في غرف ضيقة لفترات طويلة جدًا، والرش بالماء البارد طوال الليل، والمنع من النوم، والضرب المبرح، والحرمان من الطعام، والضرب على أماكن الجروح السابقة، والحرمان من العلاج.
copy short url   نسخ
21/02/2019
897