+ A
A -
قطر قوة صاعدة في منظومة الأمن الدوليةلندن- الوطن- نادية وردي
أثنى سياسيون ودبلوماسيون بريطانيون على الدور القطري في منظمة الأمن الدولية، والمشاركة الهامة خلال فعاليات الدورة الـ55 من مؤتمر ميونخ للأمن، التي أقيمت من الجمعة إلى الأحد الماضي في مدينة ميونخ الألمانية بمشاركة مجموعة كبيرة من قادرة الدول والقادة العسكريين والمسؤولين الحكوميين ورؤساء المنظمات الأممية والمدنية,
مؤكدين لـ الوطن أن الرؤية القطرية التي طرحها سعادة الشيخ محمد عبدالرحمن آل ثاني، نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية، خلال الجلسة النقاشية التي أقيمت الأحد، تؤشر بشكل مباشر وواضح إلى أن الدوحة قوة صاعدة في منظومة الأمن الدولية، وطرف يجدر الاستماع إليه باهتمام لضبط المنظومة الدولية وإحلال السلام في العالم.
وقال كين سكوت، سفير بريطانيا السابق لدى الاتحاد الأوروبي لـ الوطن، إن كلمة سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، خلال الجلسة الحوارية في ختام الدورة الـ55 من مؤتمر ميونخ السنوي للأمن قدمت رؤية مستنيرة لأزمات المنطقة والعالم، وحلولاً ناجعة لهذه الأزمات، أهمها دعوة دول الحصار التي هي نفسها دول التحالف العربي المُدمر لليمن، والأطراف المتداخلة في العديد من الأزمات بضرورة إعادة الحسابات والنظر بعين الاعتبار لمصلحة المنطقة والعالم، هذه نقطة مهمة للغاية حظيت باهتمام المتداخلين في المؤتمر، كما أثبتت رؤية قطر السياسية والدبلوماسية لتحديات العالم الأمنية أن الدوحة قوة صاعدة في منظومة الأمن الدولية، مدركاً أبعاد الأزمة ومواطن الحل ونقاط الانطلاق نحو تحقيق الأمن والاستقرار والسلام الدولي، بالتالي فإن الدوحة حليف مهم سوف تلعب دوراً مهماً في المنظومة الدولية للأمن والسلام والحرب على الإرهاب في المرحلة المقبلة، التي يتوقع المراقبون أن تشهد تطورات سريعة تحتاج لتحركات أسرع لتشكيل تكتل دولي قادر على مواجهتها.
مرحلة جديدة
وأضافت سالي رولينج، أستاذة الساسة بجامعة لندن، أن مؤتمر فرسوفيا الذي عقد في بولندا الأسبوع الماضي، أبرز حجم الخلاف وتقاطع وجهات النظر بين الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي حول العديد من القضايا وخاصة إيران وروسيا، ثم جاء مؤتمر ميونخ للأمن الذي عقد من «الجمعة إلى الأحد» ليؤكد الخلاف ويبرز حقيقة مهمة هي أننا أصبحنا على أعتاب مرحلة جديدة تستوجب إعادة ترتيب أوراق القوى في العالم، وأصبحت أوروبا أمام تحدٍ مهم وهو إعادة ضبط تحالفاتها وتوزيع قواها ورسم خريطة تحركاتها على الصعيد الدولي في المستقبل، لا سيما بعد إتمام خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي «بريكست»، وهو تحدٍ مهم لبريطانيا أيضا كدولة منفردة بعد التخلي عن الاتحاد، ما يعني أن الصورة مرتبكة للغاية بالنسبة للاتحاد الأوروبي ولبريطانيا، لذلك تلاحظ بشكل جلي تقارب القوى الدولية المشاركة في مؤتمر ميونخ للأمن مع قطر، وأكدت مشاركة سعادة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، خلال المؤتمر تقدم قطر خطوات في طريق التحالفات الجديدة التي لم تكتمل ملامحها بعد، لكن المؤكد في المشهد الحالي هو أن قطر فرضت نفسها قوة مهمة في منطقة الشرق الأوسط قادرة على تحقيق التوازن السياسي والعسكري في المنطقة والعالم، لا سيما أنها تمتلك خطوط اتصال وتواصل مع جميع الأطراف حول العالم، وهي إدارة مهمة بالنسبة لأي تحالف.
copy short url   نسخ
21/02/2019
872