+ A
A -
باريس- الوطن- خديجة بركاس
وصف دبلوماسيون فرنسيون مشاركة سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، خلال الجلسة الحوارية في ختام مؤتمر ميونيخ للأمن، الأحد، بـ «رؤية ربط حلقات القوة» لمواجهة الأفخاخ المتزايدة في منطقة الخليج والشرق الأوسط.. مؤكدين لـ الوطن، أن الدبلوماسية القطرية أجادت بمهارة واقتدار التواصل مع جميع القوى الدولية المؤثرة والقوى الناشئة في كل مكان لخلق نسيج متجانس قادر على مواجهة الأزمات المتزايدة وصد جموح المتهورين في العالم، لضمان أمن واستقرار منطقة الخليج والشرق الأوسط ومن ثم أمن وسلامة العالم، لتقدم بعد أكثر من عامين من التحركات المكثفة واللقاءات والتحالفات نموذجًا واقعيًا لضرورة التكاتف الدولي والتحرك الناجع لمواجهة أزمات العالم المتزايدة، وخاصة في الشرق الأوسط.
رؤية مستنيرة
وقال صوماويل تورينه، الدبلوماسي السابق بوزارة الخارجية الفرنسية لـالوطن،: إن مشاركة سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، في الجلسة الحوارية في ختام مؤتمر ميونيخ للأمن، الأحد الماضي، تعكس رؤية قطر تجاه فكرة إعادة تشكيل التحالفات الدولية في ظل المتغيرات الملحوظة في الخريطة القديمة، وتحول دور الولايات المتحدة نحو أهدف بعيدة عن مسار الكتلة الأوروبية، ما أضعف المنظومة الأمنية في العالم التي شهدت استقرارًا كبيرًا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية منتصف القرن الماضي، وقد تداخلت قطر مؤخرًا بشكل ملحوظ لربط حلقات عقد القوة الجديد على المستوى الإقليمي وتداخلت بنفس القوة والحضور على الصعيد الدولي ومدت جسور التواصل وبذلت جهودًا كبيرة للتقارب مع الجميع، ما أبرز مكانة قطر خلال السنوات القليلة الماضية على المستوى الدولي وجعل الدوحة الحليف الأهم للقوى الأوروبية وخاصة فرنسا وألمانيا في منطقة الخليج والشرق الأوسط، لما تقوم به من دور فريد مؤثر في المنطقة وعلى المستوى الدولي، أبرزته بشكل كبير أزمة الحصار التي اندلعت منتصف عام 2017، وتجاوزته قطر بقوتها الدبلوماسية وحولته كأنه لم يكن، ومضت في طريقها أسرع مما كان قبل الأزمة، لا سيما على مستوى التحالفات الدولية ما وضعها في مكانة دولية مميزة ومركز ثقل في المنطقة.
استعراض مهني
وأضاف روجر ريتشارد، الدبلوماسي السابق بوزارة الخارجية الفرنسية، أن العالم يمر بأحداث تبعث على القلق، خاصة أن المعالجة الأممية والدولية لأغلب الأزمات وخاصة في منطقة الشرق الأوسط خلال السنوات الثماني الماضية كانت خاطئة، أو في أحسن تقدير ليست على المستوى المطلوب، ذلك مع تزايد التهديدات سواء الإرهابية أو السيبرانية والنزاعات الأهلية والطائفية، لذلك فإن الدورة الأخيرة من مؤتمر ميونيخ للأمن حظيت باهتمام إعلامي كبير وتفاعل معها الرأي العام الأوروبي بشكل غير مسبوق، خاصة مداخلة سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية، الذي استعرض أزمات منطقة الشرق الأوسط بدقة وحيادية سهل على المشاركين في المؤتمر والجمهور المتابع فهم متطلبات المرحلة القادمة ودور المجتمع الدولي فيها، والذي ستكون قطر طرفًا مهمًا في حل أزماتها، خاصة بعد أن قدمت الدبلوماسية القطرية «استعراضًا» مهنيًا جديرًا بالاحترام في إدارة أزمة الخليج منذ منتصف عام 2017، أجمع المجتمع الدولي على نجاحها فيه.
copy short url   نسخ
21/02/2019
747