+ A
A -
كتب- عبدالعزيز أحمد
أقر اجتماع الجمعية العامة العادية لمصرف قطر الإسلامي «المصرف» المنعقدة مساء أمس توزيع أرباح نقدية بنسبة 50 % من القيمة الاسمية للسهم بواقع 5 ريالات لكل سهم، بناء على اقتراح مجلس الإدارة، كما صادق الاجتماع على بقية البنود المدرجة على جدول أعمال الجمعية ومن بينها الموافقة على تقرير مجلس الإدارة عن نشاط المصرف وعن المركز المالي خلال السنة المالية المنتهية في 31 ديسمبر 2018، وخطة العمل لعام 2019،وتقرير هيئة الرقابة الشرعية عن نشاط المصرف للسنة المالية المنتهية في 31 ديسمبر 2018، كما صادقت الجمعية ايضا على تقرير مراقب الحسابات عن ميزانية المصرف وعن الحسابات الختامية للسنة المالية المنتهية 31 ديسمبر 2018، الميزانية العمومية للمصرف وحساب الأرباح والخسائر للسنة المالية المنتهية في 31 ديسمبر 2018، كما تم عرض تقرير الحوكمة الخاص بالمصرف لعام 2018.
وقال سعادة الشيخ جاسم بن حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الإدارة في تقرير مجلس الإدارة عن نتائج أعمال المصرف للعام المالي 2018: إن اقتصادنا الوطني قد حقق في عام 2018 عاما ثانيا على التوالي من مكاسب الناتج المحلي الإجمالي فوق المتوقع، في حين بدأ النمو العالمي في التباطؤ مع مطلع عام 2019 في عدد من الأسواق المتقدمة، وبينما تعافت أسعار النفط على الصعيد الإقليمي عند مطلع عام 2018 إلا أنها تراجعت بشكل حاد مع تباطؤ النمو العالمي، في حين تفوقت دولة قطر على نظرائها الإقليميين في عام 2018، رغم الأزمة السياسية الراهنة التي حولتها الدولة من تحدٍ إلى فرصة للانطلاق والمبادرات الإيجابية، ومن بين شواهدها تدفق الأموال الأجنبية في القطاع المصرفي، والأداء القوي لأسواق الأوراق المالية. وبين ثناياها حقق «المصرف» مكانة ريادية حيث استمر في مكانته كأول وأكبر مصرف إسلامي في قطر بحصة سوقية تبلغ 42.3 % من الأصول الإسلامية، كما تضاعفت أصوله لتبلغ 153.2 مليار ريال، ونمت ربحيته بمعدل سنوي مركب بنسبة 15.6 % خلال السنوات الخمس الأخيرة، ليحتل بذلك مركز الصدارة في الترتيب الثاني بين أشقائه من المصارف والبنوك الوطنية.
وتابع سعادته قائلا:«لقد تمكن المصرف من إدارة ضغط السيولة نتيجة الوضع السياسي الراهن خلال العام والنصف الماضيين بكل اقتدار، ذلك أنه فضلاً عن دعم الدولة المباشر للمؤسسات المالية والمصرفية وتعزيز قدراتها، فقد انطلق المصرف إلى آفاق رحبة من التعاون مع مؤسسات مالية ومصرفية في بعض الدول الآسيوية والأوروبية، إضافة إلى العديد من المبادرات الداخلية، ليوفر قاعدة أوسع من التعامل تحقق التوازن في موقف السيولة، وبالتالي الحفاظ على النسب المالية المقررة محلياً ودولياً».
المصرفية الرقمية
وأضاف:«لقد باشر المصرف خلال هذا العام في وضع أسس الانطلاق والتحول إلى المصرفية الرقمية ليصبح رائداً في التحول إليها بين أشقائه في السوق المحلي، وأُنجزت في هذا الشأن ساعات طويلة من التدريب والإعداد التنظيمي بالتعاون مع المختصين لإحدى شركات الاستشارات العالمية عالية الكفاءة. ونحو دعم هذا التوجه فقد استثمر المصرف جهوداً مالية وبشرية في مجال البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات لخلق القدرات وتوفير التقنيات الحديثة وتحديثها، ودعم الحلول الجديدة، مع توفير أنظمة الحماية وأمن المعلومات عند أحدث الأساليب، وأصبح المصرف سباقاً في تقديم الخدمات المالية للشركات والأفراد عبر تطبيقات الجوال والإنترنت من خلال تطبيقاته المتطورة، هذا فضلاً عن خدماته المتكاملة من خلال مركز الاتصال وفقا لأحدث التقنيات».
تحسين الكفاءة
وزاد قائلا: «من جانب آخر، فقد اهتم المصرف بتحسين ورفع كفاءة أعمال ونتائج الشركات التابعة والشقيقة المحلية والخارجية، فيما تمكنت بنوك المصرف وفروعه الخارجية من تحقيق معدلات ربح مقبولة في كل من المملكة المتحدة ولبنان والسودان. وكما تعلمون، فقد تخارج المصرف من استثماره في بنك التمويل الآسيوي طبقاً للاستراتيجية الخاصة بالاستثمارات الخارجية، كما واصل المصرف عمليات تحديث وإضافة السياسات والإجراءات اللازمة لتتماشى مع أفضل ممارسات الحوكمة والمتطلبات التنظيمية، فضلاً عن الاهتمام بتحسين إجراءات العمل، وتعزيز أنظمة وإدارة الوثائق وفق أحدث النظم الضوئية، بالإضافة إلى إعداد وتوفير متطلبات ضمان الجودة».
وأكد سعادته أن «المصرف» عزز اهتمامه بالقوى البشرية والعناصر الوطنية خلال هذا العام حيث استمر في رعاية العديد من الكوادر الوطنية للدراسة والالتحاق بالعمل في المصرف، فضلاً عن توفير فرص التدريب حيث أنجز ما يربو على 35 ألف ساعة تدريب في عام 2018، في حين ساهم بفاعلية في برامج المسؤولية الاجتماعية وكان بينها دعم وتوفير المحاضرين لبرنامج «كيف تدير الأموال؟» بالتعاون مع مؤسسة إنجاز قطر، لتدريب طلبة الثانوية والجامعيين على إدارة شؤونهم المالية، وهي مؤسسة غير ربحية تعمل على التمكين الاقتصادي للشباب.
خير ونماء
وقال سعادته: «في ظل تلك التطورات الاستثنائية التي يحققها المصرف، فقد كان العام المنصرم عام خير ونماء في نتائجه المالية، فقد حققت موجوداته نمواً بنسبة 2 % مقارنةً بعام 2017 لتصل إلى 153.2 مليار ريال، وسجلت ودائع العملاء مبلغا وقدره 100.6 مليار ريال، في حين بلغ إجمالي الدخل 6.899.7 مليون ريال بنسبة نمو 11.3 % مقارنة بعام 2017. ومن جانب آخر فقد تمكن المصرف من الاحتفاظ بنسبة منخفضة للتمويل المتعثر من إجمالي التمويل، وذلك في حدود 1.2 % والتي تعتبر من أقل النسب في الصناعة المصرفية، بينما واصل سياساته المتحفظة لتكوين المخصصات، حيث بلغت نسبة تغطية التمويل المتعثر 100 % بنهاية عام 2018 وفي ظل تلك النتائج المميزة، فقد حقق المصرف صافي في أرباحه لعام 2018 قدره 2.755.3 مليون ريال بنسبة نمو قدرها 14.5 % مقارنةً بعام 2017، وبناءً على هذه النتائج، فإن مجلس الإدارة أوصى الجمعية العامة بالموافقة على توزيع أرباح نقدية للمساهمين بنسبة 50 %، بواقع (5 ريال قطري) للسهم الواحد»
دعم متواصل
واختتم سعادته بالقول:«لا يسعني في الختام، بالإنابة عن مجلس الإدارة، إلا أن أرفع أسمى آيات الشكر والتقدير إلى سيدي حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى، وإلى سيدي صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، لدعمهم وتشجيعهم المستمرين للقطاع المصرفي في الدولة».
كما توجه سعادته بالشكر لكافة المسؤولين في الجهات المعنية بالعمل المصرفي في الدولة وخاصة مصرف قطر المركزي، لما قدموه للمصرف، وكافة مكونات النشاط المصرفي والاقتصادي، من دعم متواصل في مواجهة الوضع الراهن. وإلى كافة العملاء والمستثمرين والمساهمين لثقتهم وولائهم للمصرف. وإلى هيئة الرقابة الشرعية تقديرا لحسن متابعتهم. مثمنا جهود الرئيس التنفيذي للمجموعة، الذي يبدي مبادرات استثنائية، بعون من الله وفريق عمله من العاملين المخلصين، التي حققت للمصرف بلوغ الصدارة وتحقيق تلك النتائج المميزة.
يذكر أن الجمعية العامة غير العادية على البند الوحيد المدرج بتعديل النظام الأساسي لتوفيق أوضاع المصرف بما يتفق وشرط الإدراج بتجزئة القيمة الاسمية للسهم إلى ريال واحد بدلاً من عشرة ريالات حسب تعليمات هيئة قطر للأسواق المالية، إضافة إلى تعديلات طبقا لمبادئ ومعايير الحوكمة المقررة من الجهات المختصة.
copy short url   نسخ
21/02/2019
1165