+ A
A -
نظمت إدارة التوعية المرورية بالإدارة العامة للمرور، محاضرة توعوية بعنوان «دور الأئمة وخطباء المساجد في نشر الوعي المروري».
حضر اللقاء نخبة كبيرة من أئمة وخطباء المساجد للتعرف على الرسالة التوعوية للحد من الحوادث والتي تقوم بها الإدارة العامة للمرور ممثلة في إدارة التوعية المرورية.
كما حضر اللقاء عدد كبير من منتسبي الإدارة العامة للمرور في مقدمتهم اللواء محمد سعد الخرجي مدير عام الإدارة العامة للمرور ومساعده العقيد ناصر درمان المفقاعي، والعقيد محمد راضي الهاجري مدير إدارة التوعية المرورية وعدد من رؤساء الأقسام والضباط.
وثمن مدير عام المرور أهمية مشاركة أئمة المساجد في نشر التوعية المرورية لما تشكله هذه المشاركة من آثار إيجابية تؤثر في سلوكيات المجتمع ولفت اللواء إلى أهمية مخاطبة الوازع الديني لدى الشباب للتعريف بأهمية الحفاظ على النفس وخطورة إزهاق الأرواح وإتلاف ممتلكات الغير مؤكدا على ضرورة استمرار اللقاءات بشكل دوري مع خطباء وأئمة المساجد بهدف إطلاعهم على القوانين المرورية والجهود التي تبذلها إدارات وأقسام الإدارة العامة للمرور إلى جانب سبل التوعية الحديثة التي تنتهجها الإدارة العامة للمرور للحد من الحوادث والتي انخفضت بشكل ملحوظ خلال الإحصائيات الأخيرة على مدار الأعوام الثلاثة الماضية.
وأكد اللواء أن حوادث الطرق هي المسبب الرئيسي للوفيات في العالم وحسب أحدث تقرير لمنظمة الصحة العالمية، يلقيَ نحو 1.250 مليون شخص سنوياً حتفهم نتيجة للحوادث المرورية.. وأكثر من 50 مليون مصاب, وتمثل الإصابات الناتجة عن حوادث الطرق السبب الأول للوفيات بين الأشخاص البالغين.. كما تقع 48% من الوفيات الناتجة عن حوادث الطرق بين الفئة العمرية من 15- 44 عاماً.
كما تشكل الوفيات الناتجة عن حوادث الطرق بين الشباب الذين تقل أعمارهم عن 25 سنة ما يقارب من 73% من إجمالي عدد الوفيات.
وعلى الجانب الاقتصادي تكلف حوادث المرور في معظم البلدان ما يقارب 3% من الناتج المحلي الإجمالي، فضلا عن الخسائر النفيسة التي تسببها الحوادث للأسر والعوائل نتيجة فقد أحد أبنائها.
وخلال كلمته بالملتقى استعرض العقيد محمد راضي الهاجري أهم النقاط التوعوية التي تهدف الإدارة العامة للمرور تحقيقها من خلال إلقاء الضوء على دور الخطباء وأئمة المساجد في نشر الوعي المروري إلى جانب عرض إحصائيات الحوادث والوفيات والإصابات خلال العام الماضي مقارنة بالأعوام السابقة والانخفاض الملحوظ الذي شهدته نسب الوفيات والحوادث مما يعزز دور التوعية المرورية وأثرها في الحد من الحوادث.
مركز لنشر الوعي
وقال مدير التوعية المرورية: إن قضية السلامة على الطرق ليست مسؤولية الإدارة العامة للمرور وحسب بل أصبحت مسؤولية مشتركة، بين كافة فئات المجتمع وهيئاته ومؤسساته، بعد أن أصبحت حوادث المرور تمثل هاجسا للأفراد والمجتمعات في العصر الحديث لما تخلفه من خسائر مادية وبشرية فادحة، ولأن الوازع الديني له تأثر كبير في حياة أفراد المجتمع وله دور فعال في تعديل السلوكيات الخاطئة، لذلك تعتبر المساجد وسيلة تربوية وإعلامية هامة لبناء المفاهيم والاتجاهات للأفراد والجماعات ويمكن أن تلعب دوراً هاماً في تنمية الوعي المروري ومحاربة الانحرافات السلوكية خلال القيادة، ومن هنا تأتي مسؤولية أئمة المساجد وأهمية دورهم في نشر الوعي المروري في المجتمع.
كما أوضح الهاجري أهمية الشراكة المجتمعية في مواجهة الحوادث المرورية من خلال المسجد والذي يعد مركزاً لنشر الوعي، والمكان الأفضل الذي يمكن أن تتم فيه تربية الإنسان المسلم وتنشئته وتأمين المجتمع من الأفكار الخاطئة، والأفعال المنحرفة، وإدراكاً من الإدارة العامة للمرور بأهمية هذا دور وهذه المكانة، تحرص دائما على الشراكة مع وزارة الأوقاف ممثلة في إدارة الدعوة والإرشاد حيث وقعت الإدارة العامة للمرور خطاب نوايا مع إدارة المساجد كممثلة عن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بهدف الاستفادة من المنابر الدعوية في مجال التوعية المرورية.
وعن دور الأئمة والخطباء في مجال التوعية المرورية أوضح مدير التوعية المرورية أن دور الأئمة وخطباء المساجد يكتسب أهمية كبيرة في مجال التوعية المرورية للعديد من الأسباب أبرزها المصداقية العالية التي يتمتع بها رجال الدين لدى الغالبية العظمى من الناس مما يؤدي إلى تقبل رسالة التوعية والعمل بها،وانتظام عدد كبير من الجمهور في حضور خطبة الجمعة مما يساهم في سرعة انتشار رسالة التوعية المرورية إضافة إلى الأسلوب المبسط الذي ينتهجه الأئمة والخطباء في الحديث والربط الدقيق بين قضايا الدنيا والدين مما يساعد المصلين على سرعة الاستجابة لمضامين رسالة التوعية المرورية.
ولتفعيل دور الأئمة في نشر الوعي المروري اقترح العقيد تخصيص فقرة ثابتة في خطبة الجمعة مرة واحدة كل شهر على الأقل للحديث عن أداب الطريق وضرورة احترام قواعد السلامة المرورية وبيان خطورة مخالفة قوانين المرور، والعقوبات المترتبة عليها دينيا ودنيوياً من خلال ربط قواعد السلامة المرورية بالشريعة الإسلامية وشرح القواعد الشرعية والضوابط الفقهية التي تصلح للاستدلال بها على أهمية مراعاة قواعد السلامة المرورية.
كما اقترح تضمين المحاضرات والدروس الأسبوعية فقرات خاصة عن السلامة المرورية ويمكن أن يشارك فيها مختصون في التوعية المرورية، واستغلال المناسبات الدينية للحديث عن مخاطر الحوادث وترسيخ ثقافة السلامة المرورية ودورها في وقاية الفرد والمجتمع من خطر الحوادث إلى جانب توجيه الآباء إلى بث مجموعة من القواعد المرورية التي تحقق السلامة للأبناء خلال عبور الطريق والجلوس الصحيح داخل السيارة وعدم ترك الطفل بمفرده داخل السيارة وعدم السماح للأبناء بقيادة السيارة قبل الحصول على رخصة القيادة وغيرها من السلوكيات الصحيحة.
ولفت إلى تعريف المجتمع بمسببات الحوادث والآثار الناتجة عنها اقتصاديا واجتماعيا وصحيا وأيضا تعريفه بمخاطر المخالفات وتأثيرها وربطها بأحكام الشريعة الإسلامية.
كما تم عرض فيديوهات ترصد العديد من الحوادث الواقعية إلى جانب عرض مجموعة من الأفلام التوعوية القصيرة التي تلخص أبرز المخالفات المرورية.
يأتي هذا اللقاء بهدف الاستفادة من المكانة الاجتماعية الكبيرة التي يتمتع بها السادة الخطباء وأئمة المساجد بين فئات المجتمع المختلفة، و بهدف غرس ثقافة السلامة المرورية والحفاظ على النفس البشرية من خلال حشد كافة الجهود الوطنية لنشر الوعي بمخاطر الحوادث المرورية وتفعيل مفهم الشراكة المجتمعية في مواجهة الحوادث انطلاقاً من كون التوعية المرورية ليست مسؤولية الإدارة العامة للمرور بمفردها بل هي مسؤولية مشتركة بين كافة الأطراف ذات العلاقة «الأسرة- المدرسة– المسجد» حيث خصصت الإدارة العامة للمرور برنامجاً رئيسياً في خطة التوعية السنوية يختص بالشراكة المجتمعية في مواجهة الحوادث.
copy short url   نسخ
14/03/2019
2084