+ A
A -
أدهم شرقاوي
في مثل هذا اليوم من العام 632م عاد النبيُّ صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع، كان يعرفُ أن الأجل قد اقتربَ، لهذا كان لا بُدَّ من وصية، فصعد على جبل الرحمة ووضع النقاط على الحروف، كانت خطبة رائعة، وكيف لا تكون والمتحدث أفصح الناس قاطبة وقد أُوتي جوامع الكلم ! ولكنها كانت خطبة موجعة أيضاً، وما زالت كذلك بعد ألفٍ وأربعمائة سنة، أي وجع أكبر من أن يضم نبينا وحبيبنا قبر في هذه الدنيا!
«إنّ دماءكم وأعراضكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألا هل بلغتُ، اللهم فاشهد»!
لقد بلّغتَ يا رسول الله، ووصلنا البلاغ، وما عملنا به إلا قليلاً، وإن أقواماً منا سيحول الله بينهم وبين شفاعتك، ويقول لك: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك!
«وإن ربا الجاهلية موضوع، وأول ربا أضعه ربا عمي العباس، وإن دماء الجاهلية موضوعة وأول دم أضعه دم عامر بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب»!
ما أعظمكَ، بنفسك تبدأ دوماً، وأقاربك يجري عليهم ما يجري على الناس، ومن قبل قد قُلتَ: لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعتُ يدها! وحاشا فاطمة! ولكنك تعلمنا أن الدين فوق الجميع، وأن الناس سواسية ولو كانوا أحب هذه الأمة إلى قلب نبيها!
«واستوصوا بالنساء خيراً»، ما أحنك وما أشفقك، إذ تجعل النساء من ضمن مسؤولياتنا لا من ضمن ممتلكاتنا!
وينزل جبريل بـ «اليوم أكملتُ لكم دينكم وأتممتْ عليكم نعمتي ورضيتُ لكم الإسلام ديناً» فيبكي أبو بكر، كان يعلم أنه ليس بعد التمام إلا النقصان، وأن صاحبه عما قليل مغادر، ومن غيرك يُبكى على فراقه يا رسول الله، نشهد أنكَ بلغت الرسالة وأديتَ الأمانة والموعد الحوض إن شاء الله !
copy short url   نسخ
15/03/2019
355