+ A
A -
لندن- الوطن- نادية وردي
حذر عسكريون وحقوقيون بريطانيون من الكوارث الإنسانية في مديرية «كشر» ومحافظة «حجة» بعد إعلانها كمناطق منكوبة، اثر اشتداد القتال بين الحوثيين وقوات التحالف العربي بقيادة الإمارات والسعودية، مؤكدين لـ«الوطن»، أن الوضع الانساني في اليمن وخاصة هذه المناطق المنكوبة التي هزمت فيها القوات اليمنية المدعومة من التحالف العربي بقيادة الإمارات، وسيطرة الحوثيين عليها بعد حصار دام لأكثر من شهرين حول حياة المواطنين داخلها إلى جحيم، ومازالت قوات التحالف تمارس سياسة القصف العشوائي للمناطق التي فقدتها في حالة جنونية تمثل بالدليل والبرهان عملية إبادة جماعية وهو ما يستوجب سرعة تدخل المنظمات المعنية في الأمم المتحدة لوقف هذه الجرائم المستمرة.
هزائم ثقيلة
وأكد روجر كولين هرت، الخبير العسكري، والضابط السابق بوزارة الدفاع البريطانية لـ«الوطن»، أن الوضع في اليمن عموما بات كارثيا، خاصة بعد أن سيطر الحوثيون على عدد من المناطق داخل محافظة حجة، بعد أكثر من شهرين من القتال الشرس، وإطباق الحصار على المنطقة، وهو ما أصاب قوات التحالف العربي والقوات اليمنية الموالية له بالجنون، وانطلقت الطائرات والمدافع بشكل عشوائي بلا أساس علمي أو عسكري أو دعم مخابراتي له لتدك المدينة بالكامل، دون مراعاة للمدنيين الموجودين في المدينة أو المرافق الحيوية والخدمية الموجودة واللازمة لخدمة هؤلاء المواطنين، فالهزائم ثقيلة وتكشف عن ضعف عسكري كبير، ورغم تفوق القوات اليمنية وقوات التحالف في العتاد والسلاح والآليات وأعداد أفراد القوات إلى أن الهزائم فاضحة على المستوى العسكري، وواضحة للجميع، ما يعني كما هو معتاد خلال المعارك السابقة أو بالأحرى الهزائم خلال أربع سنوات، فإن قوات التحالف العربي دائما ما تشن هجوما جويا ومدفعيا مكثفا وبشكل عشوائي، تكون نتائجه دماء كثيفة وعدد كبير من القتلى والجرحى والدمار، هذا ما يؤكده تتبع مسار الحرب منذ بدايتها حتى اليوم، فلا رؤية ولا خبرة عسكرية، الأمر يعتمد في المقام الأول على السلاح وخاصة «الطيران والمدافع» وهذا أمر غير كافي لاحراز الانتصارات، وبالتالي فإن انتظار حل أزمة اليمن عسكريا يعد نوعا من العبث، والحل الوحيد المتاح هو الحل السياسي لوقف نزيف الدماء والدمار ووضع حد لمعاناة شعب اليمن، وإلا فإن النتيجة لن تكون في صالح التحالف العربي والقوات الموالية له.
وضع كارثي
وأضافت إلينا هيلو، الباحثة الحقوقية في مكتب منظمة هيومن رايتس ووتش في لندن، أن الوضع الانساني في اليمن مرعب، وخاصة خلال الصيف القادم قد تكون حالات الوفيات جراء انتشار الأوبئة وبالتحديد الكوليرا كبير جدا، لأن المياة أصبحت ملوثة بدرجة أكبر، وأغلب المرافق الصحية والبنية التحتية دُمرت تمام، والاعتماد على مياه الأمطار أو الابار يزيد المخاطر، وقد أكدت منظمة الصحة العالمية مؤخرا أن فيروس الكوليرا قد تحوّر وتطور وأصبح أكثر شراسة وأسرع انتقالا بين الحيوان والانسان، ومع اصرار قوات التحالف العربي على ممارسة سياساتها الاحتلالية وحصار المدن ومنع الغذاء والدواء والاغاثة الدولية سيكون الأمر كارثي، وهو ما يجب أن تتحرك من أجله الأمم المتحدة وبشكل عاجل، فالوقت أصبح ضيق ولا مجال للتقاعس عن إنقاذ ملايين البشر في اليمن.
copy short url   نسخ
16/03/2019
1240