+ A
A -
مدريد- الوطن- زينب بومديان
طالبت منظمات حقوقية اسبانية ودولية بتدخل أممي ودولي سريع لإنقاذ اليمن من كارثة إنسانية مضاعفة قد تأتي على ما تبقى من هذا البلد المنكوب الذي حولته القوات اليمنية بدعم ومشاركة التحالف العربي بقيادة «السعودية والإمارات» إلى أكبر كارثة إنسانية على وجه الأرض بشهادة الأمين العام للأمم المتحدة، مؤكدين لـ«الوطن» أن الوضع في اليمن بات مروعا وتتحمل جميع الأطراف المتقاتلة في اليمن مسؤولية هذه الكارثة، داعين الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى تحمل مسؤوليتهم تجاه الشعب اليمني والتدخل العاجل لإنقاذ ما تبقى من اليمن.
جنون
وقال ألفريدو ياغو، عضو لجنة العدل والحريات وحقوق الإنسان في البرلمان الاسباني لـ«الوطن»، إن تطورات الحرب في اليمن باتت مخيفة، بعد إحكام الحوثيين سيطرتهم على العديد من المناطق في محافظة حجة، وفي المقابل تكثيف التحالف العربي لقصفه الجوي والبري للمحافظة بشكل عشوائي، مما أسقط حوالي 124 قتيلا ومئات الجرحى خلال الأسبوع الماضي، ومازال عدد الضحايا مرشحا للزيادة، وأمام هذا الجنون الأمم المتحدة والمجتمع الدولي مطالبون بالتدخل السريع لحماية ما تبقى من هذا البلد المنكوب، خاصة مع تزايد نقص الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب، وتعاظم احتمالية تفشي وباء الكوليرا خلال الأسابيع القليلة القادمة، الوضع جد خطير ويتطلب تدخلا سريعا لوقف هذا الجنون وإنقاذ ملايين اليمنيين المحاصرين بين الحوثيين والتحالف العربي والقوات اليمنية الموالية لها.
أرقام مخيفة
وأضافت إيزابيل ماريانو، عضو المجلس الوطني لحقوق الإنسان بمدريد، أن الأرقام المعلنة حول أزمة اليمن تصيب اللسان بالخرس، فالتعليق على ما آلت إليه الأوضاع الإنسانية في هذا البلد الذي اقترنت السعادة باسمه لسنوات أمر صعب، ومشهد الأطفال والنساء والرجال الملقين على الأرض في المستشفيات «جلدا على عظام» وصمة عار في جبين الجميع، وتتحمل جميع الأطراف المتقاتلة في اليمن مسؤولية الأزمة، وتتحمل قوات التحالف العربي بطائراتها ومدافعها المسؤولية الأكبر أمام العالم، كما يتحمل الغرب مسؤولية توريد السلاح والقنابل والصواريخ التي حصدت أرواح الآلاف في هذا البلد منذ بداية الحرب غير المبررة وغير المفهومة عام 2015، الجميع مسؤولون والجميع مدانون بسبب هذا الصمت المريب.
حالة إنسانية كارثية
وأكد أنطونيو فورتيني، عضو مكتب منظمة هيومن رايتس ووتش لحقوق الإنسان في مدريد، أن الحالة الإنسانية في اليمن كارثية، لا سيما مع تعمد الطرفين المتقاتلين استغلال المساعدات الإنسانية للضغط على المدنيين، وتعرض مخازن «الغذاء والدواء» التابعة لمنظمات الاغاثية للسرقة، واستهداف البعثات الإغاثية الدولية وملاحقتها لعرقلتها عن أداء دورها تجاه الضحايا، وفي الوقت نفسه تكثف جيمع الأطراف من عملياتها العسكرية دون أي اعتبار للمدنيين، وخاصة قوات التحالف التي تتعمد دائما قصف التجمعات الجماهيرية بشكل عشوائي بواسطة الطيران، وقد شاهد العالم عشرات الحوادث المروعة التي راح ضحيتها الأطفال والنساء، بعضها اعتذرت عنه قوات التحالف وأغلبها تنصلت منه، ورغم ذلك مازالت تكرر الجرائم وتتمسك بسياسة استغلال المدنيين في الحرب للضغط على املجتمع الدولي والتحايل سعيا وراء مطامعها، والضحية هم اليمنيين والمأساة مازالت مستمرة بل ومرشحة للزيادة لحدود غير مسبوقة في التاريخ.
copy short url   نسخ
16/03/2019
1088