+ A
A -
كن نفسك ولا تكن غيرك، عبارة كثيرًا ما نسمعها ونرددها، لكن هل فكرنا يومًا في المقصود بها؟ إنَّ كل إنسان لديه دون شك قناعات خاصة به، قناعات موجودة في عقله، يحملها ويختزنها بداخله ويؤمن بها، وتصبح بالنسبة له بمثابة المنظار الذي يرى الحياة من خلاله أو البوصلة التي توجه حياته، وتنشأ القناعات بداخلنا وتقوى من الأفكار التي ندخلها نحن لعقولنا أو يدخلها غيرنا لعقولنا قاصدًا متعمدًا لهدف عنده، حتى تصبح تلك الأفكار بمثابة ثوابت وقناعات بالنسبة لنا، ولا يمكننا في أوقات كثيرة تخطيها أو تجاوزها أو تغييرها، فقد أصبحت تسيطر على عقولنا وتتحكم في تصرفاتنا بصورة كبيرة ومؤثرة؟!
وقناعات الإنسان الداخلية تعد بمثابة قيد عقلي ونفسي يسيطر على الإنسان ويتحكم في تصرفاته تجاه نفسه ومع الآخرين، فالقناعة الداخلية هي ذلك الشعور باليقين تجاه شيء أو أمر معين، فهذا الشعور اليقيني تجاه شيء ما يجعله بالنسبة لك حقيقة واقعة وثابتة، ومن الملاحظ أننا نجد أنفسنا في حياتنا اليومية مقيدين بتلك القناعات ونتصرف بناء عليها، كأن تقول لنفسك مثلاً: يجب عليّ دعم فلان وإظهار عمله وتمييزه بين الناس، ويجب علي إحباط فلان وإخفاء عمله وعدم إظهاره بين الناس، يجب عليّ التقرب من فلان، والابتعاد عن فلان، أو تقول لنفسك: أنا لا أستطيع القيام بشيء معين، وفعلاً لا يمكنك عمل هذا أو ذاك، وما تستطيع عمله فعليًا هو ما وجهتك إليه قناعاتك الداخلية، والسبب وراء ذلك هو أنت...!! لأنك أنك أصبحت مقيدًا بقناعاتك التي غلفت عقلك وسيطرت على ردود أفعالك.
والسؤال المهم الآن: هل كل منا يعيش بالفعل بقناعات حقيقية اختارها بكامل حريته وإرادته وهو مؤمن بها، أم أنه يعيش قناعات زائفة وغير حقيقية نتيجة لرغبته في تقمص الأدوار والظهور بمظهر معين لظروف تفرضها عليه الحياة أو لظروف وجدها الأنسب له.. لذلك فإنه من الضروري والواجب على كل فرد أن يختلي بنفسه بعض الوقت، ويعيد تقييم شخصيته وذاته، وحتى إن لم يفعل ذلك في السابق فمن الضروري أن يفعله الآن ولا يتوانى أو يتأخر .
مدرب ومستشار في التدريب
والتنمية والتطوير والجودةمحمود إبراهيم سعد
copy short url   نسخ
16/03/2019
1903