+ A
A -
كتب– أكرم الفرجابي
كشفت جولة ميدانية قامت بها الوطن في مشروع وقف الأترجة العقاري، الذي تقوم ببنائه الإدارة العامة للأوقاف في منطقة بن محمود، عن اقتراب موعد تسليم المشروع الذي شارف على الانتهاء؛ حيث تسابق الجهات القائمة على عمليات البناء الزمن لتسليمه في الوقت المحدد له.
وتتابع الإدارة العامة للأوقاف الأعمال الإنشائية عن كثب لضمان الإنجاز في الوقت المحدد (600 يوم)، وذلك وفق المواصفات القياسية المحددة من خلال كاميرات مباشرة تراقب سير العمل في المشروع، ولوحة رقمية لرصد العد التنازلي منذ بدء الأعمال وحتى الانتهاء منها. ويتكون مشروع الأترجة العقاري، الذي دشنه سعادة الدكتور غيث بن مبارك الكواري، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، في 31 مارس 2018 من عمارتين تحتويان على 112 شقة، وتبلغ قيمة المشروع نحو 70 مليون ريال، بينما يبلغ العائد المتوقع منه نحو 8 ملايين ريال.
إتاحة الفرصة
ويهدف المشروع إلى دعم المراكز والدور القرآنية في الدولة، لإتاحة الفرصة للأعداد المتزايدة من الراغبين في الالتحاق بالمراكز والدور القرآنية من الذكور والإناث، ورفع مستوى تعليم القرآن وجودته، وذلك باستقطاب المعلمين المهرة، وتقليل عدد الدارسين في الحلقة الواحدة لزيادة التركيز والإتقان في الحفظ والمراجعة لكتاب الله، وتقديم الخدمات الحيوية المتزايدة للمراكز والدور القرآنية، وفتح أعداد جديدة من المراكز والدور القرآنية بمناطق الدولة المختلفة، كون هذه المراكز القرآنية قد أسهمت بشكل فاعل في نشر الثقافة القرآنية والقيم وإتقان القراءة والكتابة للأطفال المنتسبين لتلك المراكز والدور القرآنية، وتعزيز مشاركة أهل قطر من أبنائها حفظة كتاب الله في المسابقات القرآنية الدولية تلاوة وحفظاً وإتقاناً، كما يهدف المشروع إلى إبراز الدور العلمي والأخلاقي لمراكز تعليم القرآن الكريم التابعة لقسم القرآن الكريم وعلومه بإدارة الدعوة والإرشاد الديني بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في الدولة وتنوع البرامج والأنشطة التي تطرحها بحسب الفئات العمرية وحاجة المجتمع إليها.
أموال الوقف
وتشير المعطيات إلى أن الاستثمار في أموال الوقف، يؤدي إلى الحفاظ عليها، حتى لا تأكلها النفقات والمصاريف، كون استثمارها يسهم في تحقيق أهداف الوقف الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والتنموية، فيما يؤدي توقف ضخ موارد جديدة للوقف، إلى إضعاف دوره في المجتمع المعاصر، على الرغم من المتغيرات والتحديات القائمة، التي تظهر مدى الحاجة إليه اليوم، وذلك يعود إلى أن الوقف من أهم الأمور التي تميزت بها الشريعة الإسلامية، وقد جاءت فيه الأحكام الفقهية واضحة، باعتباره عملاً يستمر أجره لصاحبه ويستمر نفعه للموقوف عليهم إلى ما شاء الله، الأمر الذي يدعو إلى ضرورة إعادة إحياء نظام الوقف الإسلامي، في المجتمع ليعود إلى سابق عصره؛ حيث كان قديماً إحدى الركائز الأساسية للنهضة الإسلامية الشاملة بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية، خصوصاً أنه يشكل صورة ناصعة للتكافل الاجتماعي بين أبناء المجتمع، وتبين هذه الظاهرة مدى روح المحبة للغير التي سادت بين أبناء المجتمع المسلم، فالإسلام خطط دنيوياً واجتماعياً على أن المجتمع المسلم ككل، مجتمع لا يخلو من ظروف طارئة تداهم المسلمين أو فئة منهم مما يستدعي تدخل أدوات المساعدة، وضمن هذه الأدوات الوقف الذي هو في المحصلة من الحلول الحاسمة لرأب الصدع وإعادة التوازن المعيشي والاجتماعي قدر الإمكان للمجتمع.
جهود الإدارة وتأتي جهود الإدارة العامة للأوقاف في إطار حملتها لدعم مراكز تحفيظ القرآن والبالغ عددها 130 مركزاً تتبع للأوقاف والبقية مراكز أهلية، كما تنشط لزيادة عدد الطلاب الراغبين في حفظ كتاب الله، وفي هذا الصدد طرحت الإدارة العامة للأوقاف أمام المحسنين من أهل قطر أربعة نماذج لبناء مراكز قرآنية جديدة تتيح فرصاً، إضافية لمن يرغبون في دراسة كتاب الله؛ حيث يكلف النموذج الأول من المراكز القرآنية نحو 80 ألف ريال وهو مركز صغير يستوعب نحو 36 طالباً للقرآن بينما النموذج الثاني يكلف نحو 138 ألف ريال ويستوعب هذا المركز 72 طالباً ويكلف النموذج الثالث 237 ألف ريال ويتيح الفرصة لـ 120 طالباً وهو من المراكز الكبيرة ويليه النموذج الرابع وهو أيضاً من المراكز الكبيرة وتكلفة إنشائه 364 ألفاً ويستوعب نحو 166 طالباً.
copy short url   نسخ
18/03/2019
1763