+ A
A -
يواصل داء مرض الحصبة القاتل سريانه في أجساد اليمنيين المنهك بفعل الحرب من جهة وأخرى بفعل موجة الأمراض القاتلة والمتفشية في الديار اليمنية والتي زادت وتيرتها خلال العامين الماضيين مخلفة آلافاً من القتلى وأضعافاً أخرى من الإصابات المعدية، وسط عجز محلي ودولي عن احتواء العديد من الأمراض الفتاكة جراء شحة الإمكانات، كما تقول بعض المنظمات الدولية العاملة في اليمن.
ويرجع العديد من الخبراء الصحيين في اليمن سبب تفشي الأمراض القاتلة في اليمن خلال العامين المنصرمين بسبب تردي الأحوال البيئية والصحية في العديد من المدن اليمنية، ناهيك عن عدم قدرة الجهات المحلية والدولية احتواء تفشيها في بداية ظهورها وهو ماساهم في تردي الأوضاع ووفاة آلاف من المصابين بهذا الأمراض وعلى رأسها داء الحصبة الذي انتشر بشكل مخيف خلال الأشهر الستة مسجلاً وفيات وإصابات وهو ما جعل منظمة اليونيسيف تعد اليمن رابع بلد في العالم إصابة بهذا الداء الخطير. وقالت منظمة الصحة العالمية إن انتشار داء الحصبة مؤخراً في اليمن جاء بسبب تدهور الخدمات الصحية وكشفت في بيان لها عن إصابة 24000 ألف بهذا المرض توفي منهم 220 شخصاً، لكن الرقم لا يبدو نهائياً في وقت تتزايد عدد الحالات المصابة بهذا المرض في وقت كشف مصدر صحي عن بلوغ الحالات المتوفاة هذا الأسبوع حاجز 290 وفاة جراء هذا المرض وشهد اليمن الشهر الماضي حملة دولية للتحصين ضد مرض الحصبة في عشر محافظات يمنية بعضها يخضع لسيطرة الحوثيين وأخرى لسيطرة الحكومة المعترف بها دولياً ونفذ الحملة الدولية التي استهدفت تحصين أكثر من 13 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وخمسة عشر شهراً ومن ضمنهم النازحون من معظم المناطق اليمنية بما في ذلك 174 ألف عائلة نازحة من محافظة الحديدة شمال غرب اليمن وتعد محافظة البيضاء وسط اليمن أكثر المحافظات اليمنية تسجيلاً للوفيات بداء الحصبة؛ حيث بلغت حتى مطلع الشهر الجاري41 وفاة تليها محافظة ذمار شمال اليمن؛ حيث بلغ عدد الوفيات فيها بداء الحصبة حتى أواخر فبراير المنصرم 32 وفاة ثم صنعاء بـ 28 حالة ثم محافظة إب بـ 25 حالة ثم أبين بـ 22 حالة فيما توزعت بقيت الحالات التي قضت نحبها بسبب هذا المرض في كل من عدن وتعز والحديدة وصعدة وشبوه وحجة وحضرموت.
والحصبة مرض فيروسي شديد العدوى يمكن أن يسبب فقدان السمع واعتلالات دماغية لدى الأطفال وقد يؤدي للوفاة في الحالات الشديدة.
وكانت منظمة الصحة العالمية كشفت في تقرير سابق عن تدهور النظام الصحي في اليمن وانهياره، وأشارت المنظمة إلى أن الميزانية المخصصة للسلطات الصحية في البلاد قد انخفضت بشكل كبير تاركة المرافق الصحية دون أموال لتغطية التكاليف التشغيلية والعاملين في مجال الرعاية الصحية دون رواتب منتظمة منذ سبتمبر 2016.
وأضاف البيان أن 45 في المائة فقط من المرافق الصحية في اليمن تعمل بشكل كامل ويمكن الوصول إليها، فيما تعمل 38 في المائة منها بشكل جزئي، و17 في المائة لا تعمل، كما تضرر أو دمر 274 مرفقاً صحياً على الأقل خلال النزاع الحالي، كما أن الأطباء المتخصصين مثل أطباء وحدة العناية المركزة والأطباء النفسيين والممرضين الأجانب قد غادروا البلاد، وذكرت المنظمة العالمية في اليمن أن نحو 15 مليون شخص باتوا بحاجة ماسة إلى الرعاية الصحية الأساسية، وشهد اليمن خلال العامين الماضيين أكبر كارثة صحية في العالم كما ذكرت الأمم المتحدة بعد تفشي داء الكوليرا والذي تجاوز عدد المصابين به حاجز المليون ومائتي ألف شخص قضى منهم بضعة آلاف شخص خلال هذا المرض الذي عاود مؤخراً للظهور بعد تلاشيه.اليمن- الوطن- محيي الدين الشوتري
copy short url   نسخ
23/03/2019
1047