+ A
A -
كتب- محيي الدين الشوتري
بالرغم من تطور الصناعات في مجال الأدوات المنزلية إلا أن الأدوات المصنوعة من الفخار اليمني مازالت حافظة على نصيبها في بيوت الأسر اليمنية بصرف النظر عن مدى تراجعها لصالح الصناعة الحديثة لكن العديد من المناطق اليمنية ولاسيما الريفية منها في صنعاء وتعز والحديدة وحضرموت ترفض الاستغناء عن هذه الصناعة الطينية القديمة في اليمن والتي توارثتها الأسر اليمنية جيل بعد آخر حيث يقتات منها العديد من اليمنيين كمصدر لأرزاقهم حيث لاتزال البعض من الأسر في العديد من المناطق اليمنية محافظة على هذا الموروث التراثي الضارب في المجتمع اليمني وتقوم باقتناء العديد من الصناعات اليدوية كصناعة المدر والفناجين والحرضة والتي يتم استخدامها في طهي وجبة العصيد والسلتة والفحسة والفناجين التي تقدم بها القهوة وغيرها من المواد التي تستخدم في طهي الطعام.
ويرجع تاريخ صناعة الفخار في اليمن إلى حوالي2600 قبل الميلاد بحسب اكتشافات البعثة الإيطالية في المرتفعات الوسطى بقيادة دميغريه ناهيك عن الحفريات التي قام بها عبده عثمان غالب في عام1993 خلال رئاسته لقسم الآثار في جامعة صنعاء إذ عثر على فخار سمج خشن من النوع البسيط جدا في صناعته أما في تهامه شمال غرب اليمن فقد ظل الأمر مجهولا لعدم قيام أعمال التنقيب الأثري المنتظم بشكل علمي وتعد مناطق تهامه وحيس وزبيد والجراحي وبيت الفقيه بمحافظة الحديدة وعتمه ووصاب بذمار وريمة ومنطقة الحجرية بتعز وصنعاء وحضرموت من أهم المناطق اليمنية التي تشتهر بصناعة الفخار وأنماطها التقليدية المتعددة والزاهية وتحتوي صناعة الفخار على عدة مراحل حيث تبدأ بفصل رمل الفخار عن عروق الشوائب العالقة بها ثم يتم نقعها في الماء بأحواض معدة لهذا الغرض وعند تحضير الطين يفضل من النوع الجيد وقد يلجأ المدار وهي الصانع لهذه الأواني للحفر لاستخراج الطين من باطن الأرض ثم تأتي مرحلة العجين التي تأتي بالقدم واليد من خلال الضغط المستمر واللمس المتكرر ليصبح الطين لينا وجيدا وقابلا للتصنيع والتشكيل، ثم تأتي مرحلة الدولية، وتتم بواسطة الآلة الخشبية حيث يتم تشكيل الاواني الفخارية، ثم تأتي مرحلة طلاء الفخار وهي عبارة عن مادة مستخدمة تعطي هذه الأواني بريقا ذهبيا جميلا، ويتم تحضير الطلاء بطريقة بدائية مستخدمة من كربون البطاريات يجيد استخراجها واستعمالها القائم على هذه المهنة، وحينها يتحول الطين إلى فخار جاهز للاستخدام وكغيرها من المهن التي كانت تشهد رواجا قبل اندلاع الحرب نالت صناعة الفخار حظها من هذا الكساد الذي أصاب تجارتها بفعل الحرب وآثارها الاقتصادية الصعبة على اليمنيين حيث بات الخبز حلم اليمنيين قبل التفكير في اقتناء أي صناعة أومنتج آخر.
copy short url   نسخ
23/03/2019
6152