+ A
A -
إسطنبول - قنا - أدانت دولة قطر واستنكرت بأشد وأقوى العبارات الجريمة الإرهابية النكراء التي استهدفت المصلين الآمنين في مسجدي نيوزيلندا، مشددة على موقفها القوي والثابت ضد الإرهاب بكافة أشكاله وصوره وأياً كانت دوافعه وأسبابه، معتبرة إياها عملاً منافياً للطبيعة البشرية ولجميع القيم السماوية والأخلاقية والإنسانية.
وأعربت دولة قطر عن قلقها البالغ لتنامي الأيديولوجيات المتطرفة التي تؤجج الكراهية والتعصب الديني والعرقي حول العالم، خاصة وإن ظاهرة (الإسلاموفوبيا) الممزوجة بنظرية التفوق العرقي والتطرف العنصري نخرت في مجتمعات العالم لفترات طويلة وتسببت بارتفاع نسب الكراهية والجرائم الإرهابية بشكل ملموس ضد كل من يعتنق الدين الإسلامي وأدت لخلق موجة عدائية ضد من يناصر قضايا المسلمين ويدافع عنهم.
جاء ذلك في كلمة سعادة سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية في الجلسة الافتتاحية للاجتماع الطارئ مفتوح العضوية للجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي.
وأشار سعادة وزير الدولة للشؤون الخارجية إلى أن تلك الظواهر وغيرها تعتبر انتهاكاً لحقوق الإنسان وتستدعي التفاف أعضاء منظمة التعاون الإسلامي لعدم الاكتفاء بعبارات الاستنكار والشجب فقط، بل للعمل على التصدي بكل قوة لدعوات العنصرية والكراهية ضد المسلمين وإيجاد طرق لسن القوانين الدولية لمحاربة تلك الظواهر بشكل فعّال وجاد والوقوف ضد من يستخدم هذه الظواهر لخدمة مصالحه السياسية.
وأكد أهمية حوار الحضارات ونشر ثقافة التسامح والاعتدال بين كافة الديانات والثقافات والمجتمعات، باعتبار ذلك من أهم آليات مكافحة العنصرية والتمييز وكراهية الأجانب وظاهرة (الإسلاموفوبيا).
ونوه سعادته إلى أن الوقت قد حان لأن تقوم منظمة التعاون الإسلامي بدورها المحوري والأساسي في مواجهة مظاهر (الإسلاموفوبيا) ونبذ الإرهاب والتعصب الديني، وحث سعادته الأمانة العامة على تحديث فريق العمل المشكل من لجنة تنسيق العمل الإسلامي والمعهد إليه متابعة تداعيات ظاهرة (الإسلاموفوبيا) وعملها في ظل المستجدات والتطورات على الصعيد الدولي، داعياً إلى تفعيل مرصد المنظمة للإسلاموفوبيا ومركز صوت الحكمة لمجابهة هذه الظاهرة وإمكانية تطوير عملهم بما ينسجم مع التطورات الأخيرة.
وفي هذا السياق، تقدم سعادة وزير الدولة للشؤون الخارجية بالشكر لحكومة الجمهورية التركية على طلبها عقد هذا الاجتماع الطارئ لمناقشة الهجمات الإرهابية الجبانة الأخيرة التي تعرض له مسجدين في مدينة كرايست تشيرتش، معلناً عن تضامن دولة قطر التام مع حكومة وشعب نيوزيلندا، التي أعلنت ومنذ الوهلة الأولى أن ما جرى يعد جريمة إرهابية عنصرية ومتطرفة بامتياز، وأثنى على ما قامت به من أخذ التدابير اللازمة لحفظ أمن المجتمعات المسلمة في نيوزيلندا، مطالباً بسرعة محاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة البشعة وتوفير الحماية اللازمة للمساجد والمراكز الدينية الأخرى، والعمل على التصدي لظاهرة (الإسلاموفوبيا) ومكافحتها، ونشر ثقافة التسامح والاعتدال في مجتمعاتها.
وفي ختام كلمته، جدد سعادته التزام دولة قطر بدعم كافة جهود منظمة التعاون الإسلامي وأعضائها في نشر ثقافة السلام والتعايش السلمي التي كفلها ديننا الإسلامي الحنيف.
يذكر أن الاجتماع قد افتتح من قبل سعادة السيد مولود جاويش أوغلو وزير خارجية الجمهورية التركية، وشهد مشاركة فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية وإلقائه كلمة في الفعالية، وشهد مشاركة واسعة من وفود الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، إضافة إلى حضور سعادة نائب رئيس وزراء وزير خارجية نيوزيلندا، وجاء تنظيم الاجتماع استجابة لطلب الجمهورية التركية، الرئيس الحالي للدورة الثالثة عشرة لمنظمة التعاون الإسلامي، على أثر الهجوم الإرهابي والوحشي الذي استهدف مسجدين في نيوزيلندا.
copy short url   نسخ
23/03/2019
1088