+ A
A -
مدريد- الوطن - زينب بومديانجددت الحوادث الإرهابية التي شهدتها أوروبا وتحديداً نيوزيلندا وهولندا مؤخراً، الحديث عن ضرورة تصدي المجتمع الدولي بحسم للتطرف والتحريض وخطابات الكراهية، لا سيما في المنطقة العربية التي تعج بالنزاعات والتوترات والاضطهاد غير المبرر برعاية أنظمة مستبدة، وقال خبراء لـ الوطن : إن الاعتداء الإرهابي الذي نفذه متطرف نيوزيلندي على مسجدين وأوقع أكثر من 50 قتيلاً وعشرات الجرحى، والحادث الذي نفذه متطرف في هولندا في خط ترام وأوقع ثلاثة قتلى وجرح آخرين، يعكس المأزق الشديد الذي بات العالم يعاني منه، بسبب التقاعس الدولي عن مواجهة التطرف الفكري بكافة أشكاله وانعكاساته على المجتمع، والجرائم الإلكترونية التي تطورت بشكل كبير وأصبحت تتخطى الحدود الجغرافية والقواعد الأمنية القديمة.
وقال أليكس كازابلانكاس، الدبلوماسي السابق لدى الاتحاد الأوروبي لـ الوطن: إن الحادث الإرهابي الذي نفذه متطرف يميني في نيوزيلندا مستهدفاً مسجدين أثناء صلاة الجمعة، وأيضاً الحادث الذي نفذه شاب من أصول تركية في هولندا، الاثنين، لا يمكن النظر إليها على أنها حوادث منفردة أو عارضة، لكنها حالة ناتجة عن تراخٍ دولي في مواجهة الأفكار المتطرفة، ليس داخل أوروبا فقط وإنما في جميع أنحاء العالم، خاصة منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث ينتشر خطاب الكراهية والتحريض بشكل فج عبر القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي، وهناك أنظمة مثل «السعودية والبحرين والإمارات ومصر» تمارس التحريض وبث خطاب الكراهية عن طريق شبكة منظمة أو كتائب واضحة «الذباب الإلكتروني» وتحرض هذه اللجان أو الكتائب المدعومة من الأنظمة ضد المواطنين، وتساهم في نشر الأفكار المتطرفة بشكل كبير، تماماً كما تفعل التيارات السياسية، خاصة اليمين المتطرف في هولندا والنمسا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا ونيوزيلندا وبلجيكا، وغيرها من الدول، تمارس أيضاً التحريض ونشر الأفكار المتطرفة مستغلة اللجان الإلتكرونية لنشر أفكارها واستقطاب الشباب، وأمام هذا كله مازالت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي عاجزين عن التصدي لهذه الجريمة أو الظاهرة الخطيرة، التي باتت تهدد العالم كله وليس البؤرة الجغرافية التي تنبعث منها فقط.
وأضاف يون ألونسو ري، أستاذ الاجتماع بجامعة مدريد، أن ظاهرة التطرف «الديني والأيدلوجي، والأسري، والاجتماعي» توسعت بشكل ملفت لا سيما مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وتنوعها وتطورها، فمثلاً الحادث الإرهابي في نيوزيلندا مؤخراً، ارتكبه متطرف إيديولوجياً، ينتمي لليمين المتطرف في نيوزيلندا، أثرت فيه مواقع التواصل الاجتماعي، وانتمى للتيار المتطرف من خلالها، وبواسطتها أيضاً نشر جريمته لحظة تنفيذها، ولو تأملنا تفاصيل الواقعة سوف نجد أن حوالي أربعة آلاف شخص تابعوا المذبحة عبر البث المباشر على موقع «فيسبوك» وكأن الأمر عادي جداً، بل بعضهم شجع هذا المجرم خلال تنفيذ جريمته التي استمرت أكثر من 40 دقيقة، كما استخدم الشخص نفسه مواقع إلكترونية «منتديات» لنشر جريمته، هذا يعني أن الجرائم الإرهابية اتخذت أبعاداً أوسع مما كانت عليه في السابق، وتخطت المساحات الجغرافية والتضييقات أو الحصار الأمني، وساهم في انتشارها بهذا الشكل تباطؤ المواجهة الأممية والدولية للجرائم الإلكترونية وضعف السيطرة على فضاء الإنترنت، وعدم التصدي للجان أو الكتائب الإلكترونية، رغم تطور جرائمها خاصة خلال السنوات الخمسة الماضية، حتى أن بعضها كاد أن يتسبب في حروب بين الدول مثل أزمة حصار قطر، لذلك يجب أن يكون حادث نيوزيلندا بمثابة جرس الإنذار الذي ينبه المجتمع الدولي لخطورة الأمر.
copy short url   نسخ
25/03/2019
3061