+ A
A -
كتب- أكرم الفرجابي
كثيرون يعتقدون أن مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي، يسعون إلى التكسب المادي من وراء شهرتهم، ولا يقومون بأي دور إيجابي مؤثر في المجتمع، على الرغم من أنهم يفترض أن يكونوا قدوة حسنة لغيرهم، باعتبار أنهم أصبحوا يدخلون كل بيت ويتابعهم الصغار قبل الكبار.
وأصبحت الإعلانات التجارية، التي يقوم بها مشاهير السوشيال ميديا، عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، الأكثر تأثيراً في المتابعين، فقد سحبت البساط بشكل كبير، من وسائل الإعلام بمختلف أنواعها، معتمدة على قدرات هؤلاء المشاهير، الذين استطاعوا بشكل أو بآخر التأثير في متابعيهم، لعرض منتجات مختلفة عبر حساباتهم والترويج لها، مقابل مردود مالي.. الوطن طرحت قضية تربح مشاهير السوشيال ميديا من وراء الإعلانات وتأثيرهم في المتجمع مع عدد من الخبراء والمختصين وخرجت بالحصيلة التالية:
بدايةً يقول علي المسلماني مذيع أول بقناة الجزيرة، وخبير في مجال التواصل الاجتماعي، إن مشاهير السوشيال ميديا بإمكانهم أن يكونوا قدوة حسنة في المجتمع، ولكن ذلك يتوقف على ما يقدمونه من محتوى، موضحاً أنه لا يمكن أن نعتبر أي شخص يظهر في هذه الوسائل بأنه قدوة حسنة، مبيناً أن الشخص المشهور ممكن أن يكون قدوة حسنة بما يقدمه من مواضيع وتغطيات، مبيناً أن هنالك نماذج تعتبر قدوة حسنة في السوشيال ميديا، لكن السواد السائد من هؤلاء المشاهير أشخاص غير مؤهلين ليكونوا مؤثرين في المجتمع، قائلاً: أي شخص يمتلك هاتفا نقالا به كاميرا يستطيع أن يتحدث عن أي موضوع في أي مجال دون أن يمتلك الإلمام الكافي، منوهاً بأن مكمن الخطورة يكمن في أن الجيل القادم يعتمد على وسائل السوشيال ميديا في تلقي المعلومات أكثر من الوسائل التقليدية الأخرى مثل التليفزيون والراديو والصحف، التي تكون منقحة ولا يستطيع أي شخص الظهور من خلالها إلا أن يكون متدرباً ومؤهلاً.
تربح مادي
وأوضح المسلماني الذي يعمل في مجال تدريب وتأهيل مستخدمي السوشيال ميديا، أن الورش والدورات التدريبية تسهم في تثقيف هؤلاء المستخدمين، كونها تعمل على مساعدتهم في تقديم محتوى يناسب الفئة التي تقوم بمتابعتهم، وفيما يخص التهمة التي ظلت تلاحق مشاهير السوشيال ميديا بأنهم يسعون إلى التربح المادي ولا يقومون بأي دور مجتمعي، أوضح المسلماني: أن هذا غير صحيح، لأن الشخص عندما يذهب إلى فعالية ما ويقوم بتغطيتها لصالح شركة أو مؤسسة، يأخذ من وقته ووقت أبنائه وكذلك من وقت راحته، وبالتالي من الطبيعي أن يكون هنالك مقابل مادي نظير الخدمة التي يقدمها للآخرين، لكنه استنكر في الوقت ذاته قيام عدد من المشاهير في السوشيال ميديا بالترويج لسلع بعينها دون تجريبها فقط لمجرد الحصول على المبلغ المالي، مبيناً أن هنالك أشخاصاً روجوا لأشياء غير شرعية، أو تبين بعد ذلك أنها مضرة بالمستخدمين مثل حبوب السمنة وتفتيح البشرة وغيرها، داعياً مشاهير التواصل الاجتماعي إلى تجريب أي منتج على أنفسهم قبل الإعلان عنه للآخرين، موضحاً أن إعلانات السوشيال ميديا أصبحت أغلى حتى من إعلانات الصحف وعدد مشاهدتها أكثر من مبيعات الصحف، مؤكداً أنه التربح ليس خطأ، ولكن يجب أن يكون بالطريقة الصحيحة.
تأهيل وتدريب
من جانبها شددت حنان اليافعي، مدير إدارة المحتوى بمركز الدوحة لحرية الإعلام، على ضرورة تأهيل وتدريب مشاهير التواصل الاجتماعي، وبناء قاعدة لمشاهير مؤثرين ومؤهلين يستطيعون القيام بدور إيجابي في الاستحقاقات المقبلة عليها الدولة، فيما يخص إنشاء المدينة الإعلامية الحرة، التي تحتاج إلى إعداد كوادر بشرية على مختلف المستويات، وكذلك استضافة قطر لمونديال 2022م، مبينةً أن مشاهير التواصل الاجتماعي ليسوا بالضرورة أن يكونوا إعلاميين، بحيث إنه ممكن أن يكون الشخص ممثلاً لأي جهة أخرى غير الوسائل الإعلامية، وفيما يتعلق بسؤال: كيف نجعل مشاهير التواصل مؤثرين بشكل إيجابي في المجتمع، أوضحت اليافعي: إن الخطوة الأولى تتمثل في تقديم الدعم لهم، وذلك يكون عن طريق التأهيل والتدريب الذي يتم من خلال الدورات والورش التدريبية، بالإضافة إلى إشراكهم في جميع الفعاليات والأحداث التي تشهدها الدولة، مثلما حدث مؤخراً في الإعلان عن التصميم الرسمي لإستاد لوسيل، الذي تمت فيه دعوة مشاهير التواصل الاجتماعي للتغطية، إلى جانب توحيد الجهود بين المؤسسات الإعلامية والمؤسسات الأخرى بتقديم الدورات والورش، وكذلك تقديم تسهيلات العمل التي تراعي أن المشهور في وسائل التواصل الاجتماعي، يحتاج إلى التفرغ بعض الوقت عن عمله الرسمي لتغطية بعض الفعاليات والأحداث المهمة.
دور مجتمعي
من جهته يقول عبدالعزيز البريدة، رئيس تحرير برنامج المجلس بقناة الكأس، وأحد مشاهير السوشيال ميديا، إن كل شخص له عدد كبير من المتابعين سيكون بلا شك له تأثير في المجتمع، لكن السؤال: هل تأثير هذا الشخص سيكون سلبياً أم إيجابياً، موضحاً أن المؤثرين بشكل إيجابي يمكن عدهم بالأصابع، أما البقية الباقية فمجرد أرقام ومضيعة للوقت، وفيما يخص التهمة التي ظلت تلاحق مشاهير السوشيال ميديا بأنهم يسعون إلى التربح المادي ولا يقومون بأي دور مجتمعي، أوضح البريدة، أن التربح المادي رزق من رب العالمين، ولكنه يجب أن يتم وفقاً لضوابط ومعايير محددة، ولا يكون بالترويج لسلع مضرة لمجرد الربح المادي فقط، مطالباً زملاءه من مشاهير السوشيال ميديا في قطر، بتجريب أي سلعة قبل الإعلان عنها للجمهور، منوهاً بأنه شخصياً مستحيل أن يصدق أي شخص يعلن عن سلعة وهو لم يقم بتجريبها على نفسه أو أهل بيته، منوهاً بأنه هناك عدد كبير من المشاهير دون ذكر أسماء يعلنون عن سلع لا يعرفون أضرارها وفوائدها، كل هدفهم هو الربح المادي فقط، وأرجع البريدة عدم تأثير مشاهير التواصل الاجتماعي على بشكل إيجابي إلى تشتت جهودهم، لافتاً إلى أنهم يحاولون الحديث في أي شيء ويقتحمون أي مجال دون دراية، لذلك من وجهة نظره تأثيرهم محدود ولا يرقى إلى لعب دور مجتمعي مؤثر في الحياة العامة.
سلاح ذو حدين
وبدورها أوضحت فاطمة فهرئي، ناشطة في وسائل التواصل الاجتماعي، أن مشاهير السوشيال ميديا من الممكن أن يكون لهم تأثير إيجابي أو سلبي، باعتبار أن الأمر سلاح ذو حدين، يعتمد على المشهور نفسه، والرسالة التي يسعى إلى إيصالها، مبينةً أن هناك بعض الأشخاص يستطيع المتابع أن يحصل على فائدة قيمة من وراء متابعة حساباتهم، من خلال تغطيتهم لعدد من الفعاليات في الدولة، ونشرهم للأخلاق الحميدة في المجتمع، وكذلك تركيزهم على الأشياء السلبية وكيفية معالجتها والأشياء الإيجابية وكيفية الاستفادة منها، مؤكدةً أن تأثير مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي أصبح أقوى من تأثير الوسائل التقليدية المتمثلة في التليفزيون والراديو والصحف، وفيما يخص التهمة التي ظلت تلاحق مشاهير السوشيال ميديا بأنهم يسعون إلى التربح المادي ولا يقومون بأي دور مجتمعي، أوضحت فهرئي: إن المتابع نفسه هو من لديه القدرة على تقييم الشخص الذي يتابعه سواء كان يسعى إلى التربح المادي أو لديه رسالة مجتمعية صادقة يرغب في إيصالها، موضحةً أن هنالك بعض المشاهير يسعون إلى التربح المادي من خلال الإعلانات وأصبحوا معروفين لدى المجتمع، مبـينةً أن المجتمع نفسه أصبح واعياً ويستطيع أن يميز ما بـــــين الصـــــالح والطالح، وما بين الذي يستــــــــفيد من وراء متابعته وما بين الذي هو يستفيد من زيادة أعداد المتابعين لديه في سوق الإعلانات، مشيرةً إلى أن مشاهير السوشيال ميديا كان لهم دور إيجابي في المجتمع خلال الفترة السابقة من خلال تفنيدهم لادعاءات دول الحصار، ووقوفهم صفاً واحداً للدفاع عن الوطن والقيادة الرشيدة، في ظل الهجمة الشرسة التي كانت تتعرض لها قطر في بداية الأزمة الخليجية الراهنة.
copy short url   نسخ
25/03/2019
6027