+ A
A -
كتب- عبدالعزيز أحمد وقنا
بات مشروع أم الحول للطاقة، الرافد الجديد بقطاع الطاقة الذي يضاف إلى قائمة طويلة من المشاريع التي عملت دولة قطر على تنفيذها لتوفير البنية التحتية اللازمة للتطوير ودعم عملية التنمية الشاملة في البلاد، أحد أهم مشاريع الطاقة في الدولة، ليس فقط من القيمة الكبيرة التي يوفرها للاقتصاد القطري ولما يتمتع به من تقنية متطورة، لكن أيضا لتميزه باختيار أفضل ما قدمته التكنولوجيا العالمية الصديقة للبيئة في مجال تحلية المياه، وهي تكنولوجيا التناضح العكسي، بما يسهم في دعم الجهود الحثيثة المبذولة من قبل الدولة من أجل خفض الانبعاثات الغازية قدر المستطاع ورفع مستوى الأداء، وهما عنصران مهمان من عوامل نجاح عمليات إنتاج الكهرباء والماء في دولة قطر.
وقد اكتسب مشروع أم الحول الذي تبلغ إنتاجيته 2520 ميغاوات من الكهرباء و136.5 مليون غالون من المياه الصالحة للشرب يوميا، أهمية خاصة تكمن في كيفية إنتاجيته، حيث إنه يجمع بين كفاءة الأداء من خلال الاستغلال الأمثل للغاز الطبيعي وتنوع آلية إنتاج المياه وذلك من خلال الاستخدام الأمثل للطاقة الحرارية ومرشحات التناضح العكسي التي تعتبر الأفضل عالميا من الناحية البيئية، كما يقع المشروع في المنطقة الاقتصادية الحديثة، حيث يعد موقعا استراتيجيا يغذي كلا من الدوحة، والوكرة والمنطقة الصناعية، إضافة إلى ارتباطه بالخزانات الكبرى.
يحقق مزايا عديدة
من جانه قال المهندس خالد محمد جولو الرئيس التنفيذي لشركة نبراس للطاقة، الذراع الاستثماري لشركة الكهرباء والماء القطرية، خارجياً، وعضو مجلس إدارة شركة أم الحول، أن مشروع أم الحول للطاقة يعتبر أحد أهم المشاريع التي ستساهم في دعم حركة النمو والتقدم في دولة قطر وأحد الروافد لدعم الاقتصاد في مختلف المجالات، والأكبر بالمنطقة، حيث تقوم المحطة بتغذية الشبكة الرئيسية ومن ثم يتم توزيع الكهرباء، حيث إن كل المحطات في قطر مربوطة بالشبكة الموحدة.
وأوضح جولو في تصريحات صحفية على هامش تدشين مشروع أم الحول للطاقة أمس أن المشروع صديق للبيئة من خلال اعتماد التكنولوجيا المستخدمة واختيار الأجهزة، وقال: «تم تصميم المشروع أخذا بعين الاعتبار أفضل المعايير البيئية التي تتماشى مع المتطلبات المحلية والعالمية، وقد استخدمنا أحدث التكنولوجيا في هذا المجال وتمكنا من تشغيل المحطة في وقت قياسي».
وأوضح أن هناك نموا في الطلب على الطاقة نتيجة التطور الكبير الذي تشهده دولة قطر، وأن هذا المشروع سيغذي هذا الطلب لمدة السنوات الثلاث القادمة، وقال: «سنرى مشروعين آخرين قريبا وهما مشروع إنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية الذي طرحته مؤسسة كهرماء بالتعاون مع شركة سراج للطاقة، وهناك مشروع آخر وهو فاسيليتي إي- ما يعرف بمحطة راس ركن- وهذين المشروعين سيدخلان طور الإنتاج قبل انطلاق نهائيات كأس العالم 2022».
ولفت إلى أن المشروع مرتبط باتفاقية شراء الإنتاج مع «كهرماء» لمدة 25 عاما قابلة للتمديد، وقد تم تصميم المحطة لتدوم 35 عاما.
وانتقل للحديث عن المشاريع المستقبلية لشركة نبراس للطاقة، قال جولو:«أعلنا مؤخرا عن زيادة حصتنا في مشاريع في الأردن من خلال الاستحواذ على حصة شركة أميركية، ولدينا مشاريع الآن في أميركا اللاتينية واستراليا وقارة إفريقيا وسوف نعلن عن هذه المشاريع الجديدة في قريباً، حيث وصلنا فيها الآن إلى مراحل متقدمة».
وفيما يتعلق بالمشاريع الخارجية، فقد قامت شركة نبراس للطاقة التابعة لشركة الكهرباء والماء القطرية بتنفيذ عدد من مشاريع الإنشاء والاستحواذ لمحطات توليد الطاقة الكهربائية موزعة على مناطق جغرافية متنوعة مثل سلطنة عمان والمملكة الأردنية الهاشمية وإندونيسيا، ومؤخراً بهولندا، وتعمل هذه المحطات بأنواع وقود مختلفة منها التقليدي (غاز وديزل) ومنها الطاقة المتجددة (الطاقة الشمسية)، بهذا تمكنت نبراس خلال فترة قصيرة من بناء محفظة استثمارية تزيد قدرتها الإنتاجية على 1.115 ميجاوات من الكهرباء.
إن الخطط المستقبليه لاستثمارات الشركة تهدف إلى مواكبة الطلب المتنامي داخلياً على الكهرباء والماء بإنشاء محطات ذات قدرة إنتاجية كبيرة ومحطات أخرى تعمل بالطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية والطاقة المنتجه من النفايات لخلق تنوع في مصادر الطاقة. كما تسعى الشركة من خلال ذراعها الإستثماري نبراس بالتوسع خارجيا في الأسواق العالمية جديدة.
استثمارات أجنبية ناجحة
كما أعرب مسؤولون من شركة ميتسوبيشي عن سعادتهم للمشاركة في مشروع محطة أم الحول للطاقة، مؤكدين سعيهم إلى المساهمة في النهضة التنموية التي تشهدها دولة قطر، حيث قال كاتسويا ناكانيشي المدير العام لقسم إدارة توليد الطاقة بشركة ميتسوبيشي، هذا المشروع مهم للغاية وقد نجحنا في الحصول على انجازه بصورة رائعة، وسعداء بتواجدنا معكم في هذا الافتتاح، وقد انتهينا من المشروع قبل انتهاء الفترة التعاقدية المقررة، وهذا يعتبر أول مشروع بالنسبة لنا في منطقة الشرق الأوسط ونحن فخورون جدا بهذا الإنجاز الذي تم تحقيقه.
سعداء بتنفيذ المشروع قبل الموعد المحدد له، وهو أحد أضخم مشاريع الطاقة لشركة ميتسوبيشي في المنطقة.
وأردف: «تم منحنا تسهيلات كبيرة للاستثمار في المحطة، حيث يعتبر اول مشروع تم الاستثمار فيه بالنسبة لنا، وقطر دولة مستقرة، وفيما يخص العلاقة بين دولة قطر واليابان فإن اليابان من الدول المستوردة للطاقة من قطر، وبالتالي بناء على هذه العلاقة الموجزدة ما بين البلدين وفيما يخص الفرص المستقبلية ما بين البلدين في إطار وجود هذه الدولة المستقرة قررنا ان نستثمر هنا».
من جهته، قال هيرو ساكاما من شركة ميتسوبيشي: تعتبر محطة أم الحول أحد أبرز مشاريعنا في قطر، وذلك إلى جانب مشروع في راس لفان وثلاثة محطات لتغذية مترو الدوحة؛ نحن نسعى إلى المساهمة في النهضة التنموية لدولة قطر، ونأمل بعد انتهاء اتفاقية تزويد المنتج مع كهرماء التي تمتد على 25 عاما أن تصبح الدوحة أكثر تطورا وأن تحقق أعلى نسبة نمو في المنطقة، وأن نساهم في ذلك.
وزاد: «لدينا الآن عدد من المشاريع بما في ذلك محطة لتحلية الماء في رأس بوفنطاس، علاوة على مشروع للريل. نود أن نواصل في المساهمة في بناء المشاريع هنا في دولة قطر خلال الخمسة وعشرين سنة القادمة، وهذا ما نريد أن نركز عليه، بعد ذلك ستكون دولة قطر كبيرة جداً وهذا ما نتطلع لأن نراه في الشرق الأوسط، وسوف نستمر في المساهمة في تنمية قطر».
وتعد أم الحول للطاقة (UHP) منتجا مستقلا لإنتاج الكهرباء والماء تأسست في سنة 2015 وتم تصميمها لسعة توليد 2.520 ميغاوات من الكهرباء و136.5 مليون غالون من مياه الشرب في اليوم، كما أن أم الحول للطاقة مشروع مشترك فيما بين شركة الكهرباء والماء القطرية تمتلك 60 % وكي ون للطاقة (مشروع مشترك بين شركة ميتسوبيشي وجيرا) تمتلك 30 % و5 % لكل من قطر للبترول ومؤسسة قطر، وتعتبر ام الحول للطاقة جزء اساسي في رؤية قطر الوطنية 2030.
وتعتبر محطة أم الحول للطاقة واحدة من كبرى محطات تحلية المياه وتوليد الطاقة الكهربائية في المنطقة بتكلفة تقدر بما يقارب 11 مليار ريال، وتمثل المحطة إضافة نوعية وداعما قويا لتحقيق الأمن المائي والكهربائي، حيث ستؤمن 25 بالمائة من احتياجات الدولة بالكامل من الكهرباء و30 بالمائة من احتياجات المياه، كما تستخدم المحطة تقنيات حديثة تحافظ على البيئة وتضمن إنتاج المياه وتوليد الكهرباء بأعلى المواصفات والجودة المطلوبة.
وتبلغ الطاقة الانتاجية لمحطة أم الحول 136.5 مليون غالون من المياه يوميا و2520 ميغاوات من الكهرباء، وتمتلك شركة الكهرباء والماء القطرية نسبة 60 بالمائة من مشروع محطة أم الحول، في حين تمتلك كل من قطر للبترول ومؤسسة قطر 5 بالمائة لكل منهما، ويمتلك تحالف ميتسوبيشي تيبكو النسبة المتبقية وهي 30 بالمائة.
وتوجد المحطة في موقع استراتيجي مهم لتأمين متطلبات النهضة الاقتصادية والعمرانية التي تشهدها دولة قطر بفضل القيادة الرشيدة وحرصها على تنمية وتطور البلد، وبالتالي فإن وجود المحطة بالمنطقة الاقتصادية يخدم كثيرا من المشاريع الصناعية والتجارية بالدولة.
copy short url   نسخ
26/03/2019
3770