+ A
A -
قال الدكتور سعيد المقدم، الأمين العام لمجلس الشورى لاتحاد المغرب العربي، إن الأمة العربية دفعت ثمناً باهظاً من جراء انتهاكات القوى العظمى للقانون الدولي، والسبب في ذلك يرجع إلى تشتت العرب، حيث انه منذ تأسيس الجامعة العربية في عام 1945 وحتى يومنا هذا، ونحن لم نولِ العمل المشترك العناية اللازمة، مما يعني أن العيب فينا وليس في غيرنا.
وأوضح الدكتور سعيد أنه منذ نشأة جامعة الدول العربية وكان عدد المؤسسين وقتها نحو 7 دول عربية تقريباً، واليوم وصلوا 22 دولة، ومع ذلك لم نقم بتكييف منظومتنا العربية، بمعنى أننا لم نرتقِ بالجامعة، وبالتالي فشل تحقيق حلم الاتحاد العربي حتى الآن، ولم نخلق فضاء عربياً واحداً، وعليه ليس لدينا اليوم قوة تفاوضية، تجاه التنظيمات الإقليمية والدولية المماثلة.
وأشار الدكتور سعيد، إلى أنه عندما وصل ترامب إلى سدة الحكم انقشع ذلك الضباب الذي كان يخفي أشياء، وبدلاً من اعتماد تعزيز إصلاح المنظومة الدولية، أي منظمة الأمم المتحدة، وهي الحامي الأساسي لتطبيق القانون الدولي، اكتشف العالم أن يجنح نحو هجر ما يسمى بالنظام الدولي المتعدد الأطراف، وعادت الدول للصيغة التقليدية وهي العمل الثنائي، وهي هي النافتا تهتز، بين كندا وأميركا والمكسيك، كما تصدع الاتحاد الأوروبي الآن، وكذلك منظومة اتحاد المغرب العربي، بما كان يمثله كتكتل إقليمي من أضعف ثمانية تكتلات في القارة الإفريقية على فرض احترام القانون الدولي، موضحاً أن القوى العظمى أضافت إلى القانون الدولي مصطلح الإنساني، حتى يكون مطية الدول العظمى للتدخل في شؤوننا نحن العرب والأفارقة، وتفرض علينا شروط الأسد القوي على الضعيف، مشدداً على انه لا يمكن في ظل التشتت العربي، وما تعرفه المنظومة العالمية، تحت وطأة القطبية الأحادية. وأضاف الدكتور سعيد، أننا لن نستطع أن نفرض احترام القانون الدولي، طالما تشكيلة مجلس الأمن اليوم، لا تزال محتفظة بأسلحتها القديمة، التي أخذتها عند قيام منظمة الأممية حق الفيتو وغيره، وترفض تهذيب ومراجعة المنظومة الدولية بتمكين الجمعية العامة من صلاحيات، وإتاحة الفرصة إلى أعضاء جدد لدخول مجلس الأمن، والمشاركة في عملية حفظ الأمن والسلم.
وقد أعرب الدكتور سعيد عن أسفه للحصار الجائر على دولة قطر، موضحاً أنه ومهما كان الخلاف يجب أن يتم حله بين الأشقاء داخل بيت العائلة، وكفى تشتتاً، وتصدعاً، موضحاً أننا نريد فضاء أرحب وأوسع للمواطن العربي، نعزز جسور الأخوة والتعاون بين البلدان العربية، التي نجد كثيراً منها يعاني اجتماعياً واقتصاداً ومالياً بالدرجة الأولى، خاصة بعد الأزمة المالية العالمية من عام 2008 وحتى الآن، علاوة على الثورات التي شهدتها أقطارنا العربية، علينا ننظر إلى ما يحدث بأنه قد يكون فرصة من أجل إعادة تصحيح المسار.
copy short url   نسخ
15/04/2019
930