+ A
A -
ترجمة –هشام عبد الرءوف
في شهر ابريل من كل عام يتم منح جائزة «بوليتزر» لتكريم أفضل تغطية صحفية تقوم بها وسائل الإعلام الأميركية. ورغم أنها جائزة خاصة بالولايات المتحدة، إلا أنها تتمتع بالاحترام والتقدير على مستوى العالم، وفق ما ذكرت صحيفة الواشنطن بوست الأميركية.
وكان القاسم المشترك الأعظم بين الفائزين بالجائزة التركيز على الهجمات التي تتعرض لها حرية الصحافة خارج الولايات المتحدة. وفي عام 2018 أصبح الصحفيون الأميركيون أنفسهم مركزا للمسابقة، وكان ذلك عندما قتل خمسة صحفيين داخل مقر صحيفة جازيت كابيتال في انابوليس بولاية ميريلاند في يونيو من العام الماضي رميا بالرصاص.
وكان ذلك إشارة إلى أن الأخطار التي كانت تواجه الصحفيين الأميركيين عندما يسافرون في مهام خارج بلادهم باتت تواجههم في الداخل. وفي أكتوبر الماضي قتل الصحفي السعودي المقيم في واشنطن جمال خاشقجي وكاتب العمود في الواشنطن بوست بطريقة وحشية في قنصلية بلاده في اسطنبول في جريمة لم يعد هناك أدنى شك في أنها تمت بأوامر من ولي العهد السعودي.
وتعهد الرئيس دونالد ترامب في البداية بتوقيع أقصى العقاب على المتورطين في الجريمة. وكات حجته أن خاشقجي صحفي وأن ما حدث يشكل اعتداء صارخا على حرية الصحافة. لكن ولي العهد لم يتعرض لأي عقوبة.
وكانت هذه الجريمة أكثر القضايا التي حظيت بالتغطية الإعلامية على مستوى العالم في عام 2018 رغم أنه ليس الصحفي الوحيد الذي لقي مصرعه في العام المنصرم حيث قتل 63 صحفيا محترفا معظمهم في سوريا وافغانستان والمكسيك.
ويرتفع الرقم إلى أكثر من 80 عند حساب غير المحترفين، هذا فضلا عن العدد الكبير من الصحفيين الذين تم اعتقالهم في دول مختلفة خاصة في السعودية كما تؤكد منظمة «صحفيون بلاحدود».
ويعتقد أن هجوم ترامب المستمر على الصحفيين كان وراء تصاعد الهجمات عليهم وهو أمر ثبت علميا من خلال دراسة ألمانية أظهرت أن التصريحات المعادية للصحافة التي يطلقها المسؤولون والشخصيات العامة تدفع العامة إلى تبني مواقف معادية للصحفيين.
وهذا يثبت أن حرية الصحافة في الولايات المتحدة يمكن أن تنعكس على حرية الصحافة في العالم سلبا أو ايجابا. ومع استمرار البيت الأبيض في الهجوم على الصحفيين، شجع ذلك نظما تسلطية وقمعية عديدة على الانخراط في ممارسات معادية لحرية الصحافة دون خشية من أي عقاب أو حتى مجرد لوم.
ولم يكن من الصعب على تلك النظم ايجاد الحجة، فالرئيس الفلبيني رودريجو دوتيرتي أطلق حملة لقمع الصحفيين تحت مسمى مواجهة الأخبار الكاذبة، وحذا حذوه حكام آخرون. وتلك هي الرسالة التي يمكن استخلاصها من جوائز بوليتزر التي تم إعلانها للعام الحالي.
copy short url   نسخ
20/04/2019
1358