+ A
A -
ترجمة- نورهان عباس

حافظت دولة قطر على تصنيفها في المرتبة السادسة في قائمة أبرز وجهات السياحة الاسلامية «الحلال» للعام 2019 وهي القائمة الصادرة عن «ماستر كارد» ومؤسسة «كريسينت ريتينغ» كما جاءت قطر في المرتبة الأولى بين دول منظمة التعاون الإسلامي على مؤشرتكنولوجيا السياحة الحلال الفرعي والذي يقيس التقنيات والتكنولوجيا المتوافرة لعملاء سوق السفر الإسلامي.. وبحسب المؤشر الذي يرصد توقعات قطاع السياحة الحلال في 130 دولة مختلفة حول العالم فإن قطر سعت خلال السنوات الماضية إلى حجز مكان مميز لنفسها بين دول منظمة التعاون الإسلامي لجذب المسافرين في هذا السوق الضخم، كما وفرت مجموعة من الاستراتيجيات والخدمات لجذب وتلبية الطلب المتزايد على رحلات المسلمين في شهر رمضان الكريم، وهو ما انعكس على وجود توقعات إيجابية للقطاع خلال فترة تمتد لخمس سنوات من الآن وحتى عام 2024.
وتعد قطر من الدول الواعدة على التقرير وخصوصا من الناحية التكنولوجية بوصفها أحد أهم الوجهات الصديقة للمسلمين، وذلك في ضوء ما توفره من 4 تقنيات جديدة، وهي تحليلات البيانات الكبيرة، والواقع المعزز، والواقع الافتراضي، والذكاء الاصطناعي.
فتلك التقنيات من شأنها إحداث تأثير هائل على صناعة السفر الحلال، وإعادة تحديد عوامل الجذب في كل مرحلة من تجربة السياحة الإسلامية، والتي تمتد على عدة مراحل بدءاً من التخطيط وعملية الشراء الموسعة، وحتى عيش تجربة السفر في دول مختلفة، وتبادل المغامرات مع الآخرين.
ووفق المؤشر فإن التحدي الأكبر الذي يواجه مقدمي الخدمات هو ارتفاع مؤشر الابتكار والتكامل التقني، والذي تتصدره قطر، وتستخدم في سبيله مجموعة واعدة من التقنيات في عروضها السياحية لقطاع السفر الحلال، وذلك لتحفيز المستوى التالي من النمو في القطاع كما احرزت قطر مستوى متميزا في الخدمات المقدمة لعملاء قطاع السياحة الحلال وفقا لحزمة من المعايير وهي: توافر الخدمات الرئيسية التي يحتاجها المسافر المسلم مثل أماكن الصلاة، وأماكن الوضوء، وقاعات الطعام الإسلامية، والأغذية الحلال، وغيرها من الخدمات، التي تحرص قطر على وجودها في أغلب مرافقها السياحية والفندقية بصورة بديهية.
وأوضح المؤشر أن قطر وجهة مثالية للسفر في رمضان حيث يحرص المسافرون المسلمون على تواجد مجموعة من خدمات رمضان والخبرات الإسلامية المحلية حول الصيام والقيام في هذا الشهر المبارك وهو ما يتوافر بامتياز في قطر وعلى الرغم من أن المسلمين أقل عرضة للسفر خلال شهر رمضان، فإنه لا يزال هناك العديد من المسلمين ممن يتطلعون لقضاء هذا الشهر الكريم وعيش تجربة صيام مختلفة بعيدا عن دولتهم الأم، وخاصة إذا تزامن شهر رمضان مع فترات العطلات المدرسية.
ويعتبر كل من عيدي الفطر والأضحى من أكثر مواسم السفر حماسة وانتشاراً بين المسلمين، وهو ما يمكن للوجهات البارزة في قطاع السياحة الاسلامية ومن بينها قطر استغلاله والترويج لنفسها جيداً لاستغلال فترة الأعياد.
وعن التغيرات الكبيرة، التي طرأت على التصنيف، قال المؤشر ان إندونيسيا تحركت بسرعة لموقع الصدارة في قائمة أبرز وجهات السياحة الحلال عالميا في العام 2019 بالشراكة مع ماليزيا، حيث كان ترتيب إندونيسيا في ازدياد مستمر في السنوات الماضية، وفي 2018 كانت إندونيسيا في المرتبة الثانية، بينما استطاعت هذا العام احتلال المرتبة الأولى بالمشاركة مع ماليزيا.
ومن بين الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، لا يزال الخمسة الأوائل محافظين على مراكزهم وهم على التوالي: سنغافورة وتايلاند والمملكة المتحدة واليابان وتايوان وفي المقابل دخلت كوريا الجنوبية لأول مرة إلى قائمة العشرة الأوائل بين الوجهات من خارج منظمة التعاون الإسلامي.
وبوجه عام، هناك العديد من الوجهات التي تحسنت مراكزها وتصنيفاتها خلال العام 2019 خاصة في قائمة أفضل 20 دولة من منظمة التعاون الإسلامي وأفضل 20 وجهة من خارج منظمة التعاون الإسلامي، مقارنة بعام 2018.
ووفقا لبحث سابق أجرته ماستركارد فإنه يوجد هناك أكثر من 230 مليون سائح مسلم من المتوقع أن يبدأون في السفر محليا وخارجيا بحلول عام 2026 فيما تشير التقديرات إلى أن عدد تدفقات السياحة الحلال في 2020سيصل إلى 168 مليونا فيما يبلغ حجم الانفاق 200 مليار دولار في العام 2018.
ومن المتوقع أن تضخ شريحة المسافرين المسلمين ما يصل إلى 300 مليار دولار في الاقتصاد العالمي، خلال 10 سنوات من الآن.
وحسب المؤشر فإنه يوجد هناك رؤى سوقية مستقبلية واعدة قابلة للتنفيذ وتلعب دورا حاسما في تمكين الحكومات والشركات ومقدمي الخدمات السياحية لفهم أفضل لمشهد سوق السفر الحلال، مع إمكانية تعلم الدروس من الدول الأعلى مرتبة على التصنيف مثل إندونيسيا وماليزيا، لمعرفة ما تقدمه تلك الدول حتى تتمكن من البقاء في الصدارة.
ويقول التصنيف: «مع وجود رؤية لخلق عالم أكثر شمولية وترحاباً بالسياحة الحلال، فأن العمل عن كثب مع الحكومات والمصدرين والتجار لتعزيز المتعاملين مع القطاع، هو ما سيضع معايير جديدة للسفر وقطاع السياحة الحلال، ويوفر المزيد من الابتكارات والتقنيات المتطورة مع أصحاب المصلحة».
وخلال العقد الماضي، بدأ التعرف على المسافرين المسلمين كشريحة محددة ورئيسية في سوق السياحة العالمي مع وجود المزيد من الاحتياجات الفريدة لهذه الفئة.
أيضاً، شهدت السنوات القليلة الماضية، ترويج مكثف لمجموعة من الوجهات والشركات، التي قامت بتبني الإتجاة نحو تلبية متطلبات هذا السوق الواعد، والنظر في كيفية تحسين القدرة على تلبية احتياجاتهم.
ومن المتوقع أن ينتقل سوق السفر الحلال إلى المرحلة التالية بواسطة تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي، الواقع المعزز والواقع الافتراضي، وهي التقنيات التي تتفوق فيها قطر من الآن بالفعل، وستكون مطالبة بالاستمرار على الصدارة والتنافس على البقاء في قمة هذا المؤشر خلال السنوات القليلة المقبلة.
ويشير التصنيف إلى أن سوق السفر الإسلامي مر بتغيرات كبيرة في السنوات الاخيرة، وأصبح هذا هو الدافع الرئيسي في الوتيرة السريعة للابتكار التكنولوجي، مع ارتفاع مؤشرات النشاط الاجتماعي وتغيير التركيبة السكانية للمسافرين في جميع أنحاء العالم وهذه العوامل تسببت في ظهور مجموعة من التطورات، التي غيرت طريقة عمل القطاع، استجابة لبيئة السفر الحلال الناشئة.
ويرى المؤشر أنه من أجل التفاعل بشكل أفضل مع المسافرين المسلمين في هذا المناخ الجديد، وبينما نعيش في الثورة الصناعية الرابعة، فمن المهم للوجهات ومقدمي الخدمات التواصل مع السوق على مستوى أعمق، وهذا يتطلب تآزر كل من التقنيات الذكية، مثل: الذكاء الاصطناعى، وتوفير المهنيين المهرة، وأن يكون العاملين في قطاع الضيافة على دراية باحتياجات المسافرين المسلمين.
على الجانب الآخر، هناك 4 خدمات على وجه التحديد، تميز وجهة عن أخرى في سوق السفر الإسلامي، وعلى رأسها يأتي ميزة توافر الطعام الحلال، فالطعام الحلال هو أهم خدمة يبحث عنها المسافر المسلم لأنه عند السفر، يتم البحث عن مستويات مختلفة من ضمان الطعام الحلال، والذي يختلف في خصائصه حتى بين المسافرين المسلمين وبعضهم البعض.
وبالتالي، فإن وجود منافذ الغذاء الحلال، والتي يمكن التعرف عليها بسهولة يكون الخيار المفضل الذي يسعى إليه المسلمون ومفتاح لتقليل الشكوك فيما يأكلونه وأسرهم أثناء سفرهم.
أما ثاني أهم خدمة يبحث عنها المسافر المسلم، فهي مرافق الصلاة، وذلك لأن الصلاة واحدة من الممارسات الإسلامية المركزية التي لا يكتمل الدين بدونها، وبالتالي يجب أن تكون دور العبادة الإسلامية متوافرة أثناء السفر، لإعطاء المسافر المسلم القدرة على الجمع بين الصلوات وأداءها خمس مرات باليوم.
وهنا، يجب أن ننظر إلى الوجهات، التي تحتوي فنادقها ومرافقها على غرف الصلاة مع اتجاهات القبلة الواضحة، وأن تكون بها أماكن مجهزة للوضوء وحمامات مناسبة للوضوء، وهنا تأتي الخدمة الثالثة وهي نظافة ونقاء المرافق، فبالنسبة للمسلمين، تلعب المياة الجارية النظيفة دورًا رئيسيًا في اختيارهم لمكان إقامتهم فالنقاء والنظافة من الجوانب الأساسية للإيمان.
وقال المؤشر إنه هنا يجب ملاحظة أن عدم استخدام الماء في المراحيض، كما يحدث في الدول الأوروبية، هو أمر مزعج للغاية للمسافر المسلم، حيث يكون التنظيف بالمياه غير متوفر، وأصبح توفير مثل هذه المرافق أقل تعقيدا الآن مع توافر مراحيض على الطريقة اليابانية، والتي تكون أكثر صداقة مع المسافر المسلم.
وايضا هناك أهمية كبرى لتوافر ثقافة التسامح في الدولة، وعدم وجود رهاب من الإسلام، وذلك لأن هناك بعض المناطق، يمتنع المسافرون المسلمون عن زيارتها خوفاً من ظاهرة الإسلاموفوبيا، حيث ينظر إلى تلك الوجهات على أنها غير مرحبة بالمسلمين.
وبالطبع، ومثل أي مسافر، فإن المسلمين يريدون أن تكون سلامتهم وأمنهم مضمونين في الوجهة، التي يسافرون إليها، خاصة مع تزايد جرائم الكراهية في جميع أنحاء العالم، حيث أصبحت السلامة الاهتمام الرئيسي للمسافرين المسلمين.
ختاماً، يشير التقرير، إلى أن قطر من بين أكثر الدول التي تحمل توقعات دولية واعدة في سوق السفر الإسلامي، حيث من المرجح أن تجذب البلاد عدداً متزايدا من المسافرين من الآن وحتى عام 2024.
copy short url   نسخ
20/04/2019
2042