+ A
A -
أقام صالون الجسرة الثقافي محاضرة تحت عنوان (مأزق المثقفين العرب) للدكتور نزار شقرون وحضرها سعادة صلاح بن غانم العلي وزير الثقافة والرياضة وحمد الزكيبا مدير إدارة الثقافة والفنون وعدد من الكتّاب والشعراء والمهتمين بالشأن الثقافي.
عبّر المحاضر في مطلع الأمسية عن اعتزازه بشرف الانتماء إلى كل من يفكر بطرح قضايا الراهن العربي، مبينا أن الموضوع الذي سيتناوله قديم متجدد وانطلق في حديثه من شاهد من كتاب (كليلة ودمنة) لابن المقفع وواصل قائلا: نحتاج اليوم في المشهد الثقافي العربي أن نتوقف قليلا عند وضع المثقفين العرب، فالمفصل التاريخي المهم الذي انطلق مع ثورات الربيع العربي يدفعنا إلى مساءلة أدوارهم التي تحدد هويتهم كفواعل اجتماعيين، وتحدد مقاربتهم لإشكالات المرحلة الانتقالية فلا يمكن أن نسلم بأن هذه المتغيرات لم تغير شيئا في وضع المثقف العربي، في أي اتجاه من الاتجاهات، لأن مرحلة ما بعد الثورات هي غير مرحلة ما قبل الثورات، من حيث سياق التاريخ، وعمق الهزة التي ضربت النظام السياسي العربي، وملامستها للتركيبة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية عموما، رغم اختلاف مسارات الثورات في كل من تونس ومصر وليبيا، وبغض النظر عما تشهده الثورة السورية وما آلت إليه الثورة في اليمن، ونعني بالمثقفين العرب المثقفين المنتمين إلى بلدان الثورات وغيرهم من المثقفين من سائر الدول العربية الذين ليسوا مجرد متفرجين على حلقات (المسار الانتقالي بقدر ما هم متأثرون وربما مؤثرون أيضا في عمومية هذا المشهد ويشملهم التغيير بداهة).
ولكن هل المثقف العربي اليوم هو حقا ليس نفسه مثقف الأمس القريب أو البعيد؟ وهل مر من الأزمة إلى المأزق؟ وهل أن التغيير الذي عصف بالمثقف العربي شمل البنية السطحية لهويته ككيان اجتماعي أم خلخل بنيتها العميقة من خلال دفعه إلى مراجعة الإشكالات الأساسية في وعيه ورؤيته الثقافية؟.
وقال: إننا نقسم مداخلتنا إلى ثلاثة أقسام: في معنى الأزمة والمحنة والمأزق، وفي معنى المثقف وأدواره، وفي مشكلة الهوية بعد الثورات. وقد أفاض المحاضر في الحديث عن كل محور من هذه المحاور، مبينا أن المثقف العربي لم يجد مكانة ودورا وأقصي عن العديد من المنابر وأن الربيع العربي كان ربيعا سياسيا وليس ربيعا ثقافيا، واليوم لابد من مفاهيم جديدة ولغة جديدة تقتضي نظرة جديدة لا تدار بشكل منفرد من السياسيين بمعزل عن الثقافة، وبدون ذلك سيكون المسار مشلولا.
وقد جرى في آخر اللقاء نقاش ومداخلات للحاضرين حيث كان لسعادة وزير الثقافة والرياضة مداخلة بيّن فيها أن وجود عنصر جديد من المثقفين يتمثل في جيل الشباب وأشار إلى موقف ذلك الشاب الذي ضرب برلمانياً بالبيضة وموقفه له تأثير بالغ، كما كانت هناك مداخلات أخرى حول محاور المحاضرة أثرت هذا اللقاء الذي توج بتكريم الضيف حيث قدم له خالد العبيدان نائب رئيس مجلس الإدارة درع النادي وشهادة التكريم. والدكتور نزار شقرون أستاذ مشارك في الجامعة التونسية في اختصاص علوم وتقنيات الفنون، انتخب عميدا للمعهد العالي للفنون والحرف بصفاقس (الجمهورية التونسية) عام 2011م ودرّس الأدب العربي وعلم المصطلحات وتاريخ الفن والنقد الفني. عرف بكونه شاعرا وروائيا وناقدا فنيا ومترجما، أصدر ديوانه الأول (هوامش الفردوس) عام 1990 ثم أتبعه بدواوين: تراتيل الوجع الأخير 1992،إشراقات الولي الأغلبي 1997، ضريح الأمكنة 2002، هواء منع الحمل 2010.
له في الكتابة المسرحية كتاب رقصة الأشباح 1999،وفي الرواية (بنت سيدي الرايس)، والناقوس والمئذنة، وفي الترجمة (مزن) للشاعر القطري سنان المسلماني.
ومن آخر إصداراته كتاب (بحثا عن هوية) 2018 حيث طرح فيه مشكلة الهوية لدى الجيل العربي الجديد.
copy short url   نسخ
20/04/2019
2639