+ A
A -
كتب- حسام وهب الله
وضعت السيدة عائشة محمد الحمر اللمسات الأخيرة على مشروعها الخاص بإقامة مركز لتدريب وتأهيل العمالة المنزلية انتظاراً للدعم الذي خصصه لها بنك قطر للتنمية في أعقاب فوز مشروعها بجائزة برنامج خطوة الذي نظمته الهيئة العامة للتقاعد مع بنك قطر للتنمية، حيث نجحت الدراسة التي وضعتها في جذب اهتمام القائمين على برنامج خطوة في نسخته الأخيرة والتي انتهت قبل أسابيع قليلة، حيث وافق البنك على منحها هي وأصحاب مشروعين آخرين دعماً مادياً مساهمة منه في خروج المشروع إلى أرض الواقع.. الوطن التقت السيدة عاشرة الحمر واستمعت منها حول تفاصيل مشروعها.
في البداية أكدت صاحب مشروع إقامة مركز تدريب وتأهيل العمالة المنزلية أن مشروعها يختلف عن المشروع الذي قامت عليه شركة ويزة الحكومية، لأن الشركة الحكومية ستقوم بتدريب العمالة بشكل عام وليست المنزلية فحسب، في حين يقوم مشروعها على تدريب العمالة المنزلية فقط سواء الثقافية حتى تتعود على العمل في البيئة القطرية وفق العادات والتقاليد القطرية كما يتم تأهيلها بتعريفها أهم الأكلات القطرية.
وقالت السيدة عائشة الحمر إن المشروع طرأ لها على اعتبار أنها كسيدة عانت ورأت معاناة السيدات القطريات من مسألة عدم إدراك الخادمة لواجباتها ولعادات وتقاليد قطر أو لهرب الخادمة بسرعة بسبب عدم تأهيلها أو تثقيفها الثقافة المطلوبة، ومن هنا جاءت لها الفكرة في إنشاء مركز خاص يأخذ على عاتقه استلام الخادمة من رب عملها لمدة أسبوعين وتدريبها وتأهيلها بفكرة عامة عن العادات والتقاليد القطرية وكيفية التعامل مع كبار السن والأطفال وذوي الإعاقة، بالإضافة إلى التهيئة النفسية للخادمة، خاصة في بداية وجودها في الدولة لأنني بعد دراسة ظاهرة هروب الخادمات اكتشفت أن الهروب يحدث في أغلب الأحيان في الفترة الأولى لوجود الخادمة في البلاد بسبب عدم اندماجها مع حياتها العملية الجديدة، ومن هنا يأتي دور الكورس التدريبي الذي وضعته حتى يتم تثقيف الخادمة كيلا تُفاجأ بطبيعة العمل، وبالإضافة سيتم توفير قسم خاص بأساسيات الطبخ وإعداد المشروبات الساخنة والباردة وأطعمة الأطفال.
وتقول الحمر إن أهمية مشروع «مركز تدريب وتأهيل العمالة المنزلية» تكمن في أن كل بيت في قطر لا يخلو من مشكلة وجود بعض العمالة غير المدربة أو غير الماهرة، لا سيما السيدات اللاتي يفضلن أن يستخدمن عاملات لم يسبق لهن العمل في أي منازل أخرى، لأن قوانين منزلها تختلف عن قوانين الآخرين، كما أنها في نفس الوقت لا تريد أن تتعب في تدريبها، وتأخذ وقتاً طويلاً لكي تبدأ في العمل في المنزل، مشيرة إلى أن نتائج دراسة أجرتها أظهرت أن معظم النساء من العاملات يواجهن صعوبة في تدريب عاملات المنازل لعدم توافر الوقت، مما دعاهم إلى الترحيب بفكرة المشروع، بينما رأى آخرون أن يرتكز المشروع على رعاية الأطفال، واقترح مشاركون توفير الخادمة الجديدة المدربة، حيث نعمل على استقدامها وتدريبها ومن ثم تقديمها لهم، مشيرة إلى أن محتويات برامج التأهيل تتضمن ثلاثة برامج، الأول هو برنامج تأهيل للرعاية والإسعافات الأولية للعناية بأفراد الأسرة، برنامج تعليم النظافة المنزلية والشخصية، وبرنامج أساسيات الطبخ وطرق التعامل، كما أن البرنامج يتضمن الاستعانة بهيكل تنظيمي متوازن يحتوي على خبرات في جميع مجالات الإدارة المنزلية، كما يجب أن يتقن عدة لغات وعلى دراية بطبيعة الحياة في بلدان المتدربات.
ويستهدف المشروع 3 عملاء محتملين، الأول: مكاتب استقدام العمالة المنزلية، والثاني: ربات المنزل ممكن يحتجن تدريب العاملات اللاتي يعملن لديهن، والثالث: شركات الضيافة والتنظيفات، فيما يستهدف المشروع العاملات في المنازل، والمربيات حديثات الاستقدام ممن تواجدن فترة ولم يكتسبن خبرة، بالإضافة إلى المسترجعات في مكاتب من جميع الجنسيات الآسيوية والإفريقية.
دورة تدريبية
وحصلت عائشة الحمر ضمن مجموعة من المشاركين والمشاركات على دورة تدريبية لمدة 12 يوماً، تليها جلسات استشارية، خاصة للمشاركين لتحديد أفكار مشاريعهم ونوع الدعم المقدم لهم، ويهدف برنامج «خطوة» إلى تدريب وتطوير قدرات المتقاعدين وتعليمهم المهارات الأساسية لريادة الأعمال، من خلال حزمة من برامج التدريب والخدمات الاستشارية التي تؤهلهم لدخول عالم ريادة الأعمال وإدارة أعمال ناجحة ومستدامة.
واستهدفت الدورة المتقاعدين القطريين، من الذكور والإناث، وعند الانتهاء من البرنامج التدريبي، سيقوم بنك قطر للتنمية بتمكين أفضل خمسة مشاركين من الالتحاق بمكاتب في مركز حاضنة الأعمال في البنك لبدء إنشاء مشاريعهم، وستتاح الفرصة لهم للحصول على التمويل المباشر على حسب جاهزية المشروع وقوانين وشروط البنك
وتعرف المشاركون في الدورة على مفهوم ريادة الأعمال، وسيتمكنون من إيجاد الفكرة وفرصة العمل المثالية، بالإضافة إلى فهم أفضل للاستراتيجيات الأساسية للإدارة المالية والاستثمار.
إلى جانب ذلك، سيتم تعريف المشاركين على برنامج المشاريع الناشئة من خلال جلسات استشارية شخصية، بالإضافة إلى تقديم دراسة الجدوى المبدئية للمشروع المقترح من قبل المشاركين، فإن حضورهم لورش العمل سيكون بمثابة دليل آخر على التزامهم وأحد عناصر التأهيل الرئيسية لحصولهم على التمويل.
وتنتظر الحمر حالياً الجزء الأول من التمويل وقيمته مائة ألف ريال تبدأ بعدها في اتخاذ الخطوات العملية لتنفيذ المشروع على أرض الواقع، مشيرة إلى حرصها على عدم تحميل المكتب أو رب المنزل مبالغ مالية كبيرة نظير تأهيل الخادمة فلن يزيد المبلغ على 2500 ريال نظير تأهيل وتدريب الخادمة بدءاً من اللغة العربية ووصولاً لتعليمها أساسيات الطبخ على الطريق الخليجية.
copy short url   نسخ
20/04/2019
3307