+ A
A -
يبدو أن تحول الأرض من كوكب قاسٍ إلى عالم غني بالأكسجين وقادر على استضافة الحياة بات أكثر دراماتيكية مما كان يعتقد في السابق، فقد أشار جزء من ملح البحر يعود تاريخه إلى أكثر من ملياري عام سابقة إلى أن ارتفاع مستوى الأكسجين في الأرض، الذي يعرف باسم حدث الأكسجة العظيم، لم يكن بطيئا.
وقال الباحثون إنه بدلا من تراكمه على مدى ملايين السنين، قد يكون إنتاج الأوكسجين ازدهر بشكل مفاجئ، مما يحفز على إحداث تغييرات كبيرة على الأرض وفي المحيطات.
وقالت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية إن النتائج الجديدة تأتي جراء تحليل لصخور الملح الكريستالية المأخوذة من ثقب يصل طوله إلى 1.2 ميل في جمهورية كاريليا الواقعة في شمال غرب روسيا.
ويشكل الأكسجين الآن نحو 20% من الهواء، ولكن الأمر لم يكن كذلك منذ مليارات السنين، فقد أشارت التقديرات إلى أن الأكسجين بدأ يظهر منذ 2.4-2.3 مليار سنة، ولكن ما إذا كان هذا التحول تم بشكل تدريجي أو سريع لا يزال الأمر يشكل لغزا إلى حد كبير.
ووجد الباحثون كمية كبيرة من الكبريتات في بلورات الملح، التي ظلت بعد تبخر مياه البحر القديمة، والتي تنشأ عبر تفاعل الكبريت والأكسجين.
وقال آيفو ليبلاند، الباحث في هيئة المسح الجيولوجي في النرويج: «يعد هذا أقوى دليل على الإطلاق على أن مياه البحر القديمة التي ترسبت منها تلك المعادن كانت تحتوي على تركيزات عالية من الكبريت تصل إلى ما لا يقل عن 30% من كبريتات المحيطات الحالية، كما تشير تقديراتنا، فهذا أعلى بكثير مما كان يعتقد في السابق وسيحتاج لإعادة تفكير في حجم الأكسجين في نظام الغلاف الجوي، الذي يمتد على نحو ملياري سنة».
وقال الباحثون إن البلورات التي تم فحصها في الدراسة تزيد على مليار سنة من الرواسب المكتشفة سابقا، فهي تحتوي على الهاليت «الملح الصخري» وأملاح الكالسيوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم، كما أنه تم اكتشاف هذه الرواسب أثناء الحفر على بحيرة أونيجا في روسيا.. وفي الوقت الذي غالبا ما تكون فيه هذه المعادن القابلة للذوبان بسهولة تم جرفها بمرور الوقت، ولكنها كانت مدفونة في أعماق الأرض، تم الحفاظ على هذه العينات الخاصة بشكل استثنائي. ويذكر أن هذه التفسيرات الجديدة تساعد في تجميع التغييرات التي حدثت بعد الأكسجة العظيمة بشكل أفضل.
copy short url   نسخ
23/04/2019
951