+ A
A -
قدمت المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا في مسرح الدراما بالتعاون مع سفارة الجمهورية التونسية لدى الدولة، أمسية موسيقية رائقة بعنوان «مالوف الخضراء» حضرها كل من سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي، المدير العام للمؤسسة، وسعادة صلاح الصالحي، سفير الجمهورية التونسية، وعدد من أصحاب السعادة السفراء بالإضافة إلى جمهور غفير من الجالية التونسية ومن مختلف الجنسيات جاؤوا ليستمتعوا بفن المالوف التونسي الأصيل الذي قدمه نادي المالوف التونسي في قطر.
وفي هذا السياق أكد سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي أن كتارا حريصة من خلال تنظيمها لهذه الفعاليات والعروض على فتح نافذة على ثقافات متنوعة.. وها هي اليوم تستضيف تونس بهذا العرض الموسيقي الممتع والذي يقدم لجمهور كتارا المتنوع واحدة من بين أبرز الموسيقات تميزاً، والتي تعكس تمازجاً وانصهاراً جميلاً بين الموسيقى الأندلسية والموسيقى التونسية، لتنقل ثقافة وفنون تونس العريقة.
وأضاف أنّ كتارا سبق لها أن احتضنت العديد من الفعاليات التونسية الثقافية التي من شأنها أن تعرف بالثقافة التونسية الثرية والتي وجدت إقبالاً كبيراً ليس فقط من أبناء الجالية التونسية المقيمة في قطر، ولكن أيضاً لدى الجمهور المتنوع.. مبيناً أن الموسيقى تعد من بين أبرز الفنون التي توحد مختلف الثقافات وتتجاوز الحدود.
وبهذه المناسبة، ألقى سعادة السفير التونسي كلمة قال فيها: إن هذه الأمسية ستنقل الجمهور من دوحة الخير إلى تونس الخضراء وعبق تراثها الموسيقي والغنائي.. متقدماً بالشكر إلى المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا وعلى رأسها سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي لما تمّ تقديمه من تسهيلات ومساعدات، ومنها توفير مقر لاحتضان تدريبات نادي المالوف التونسي وإتاحة فرصة له لتقديم ثمرة مجهوداته التي امتدت لأشهر طويلة من الإعداد والتحضير.. كما تقدم بالشكر إلى أعضاء النادي الموسيقي الفتي بإدارة الدكتورة يسرى الشريف والمايسترو ياسين بلعالية وكل الأعضاء لمثابرتهم وحماسهم للتعريف بفن المالوف كأحد أنماط الفن والموروث الموسيقي التونسي وتطلعهم ليصبح هذا النادي مدرسة لأبناء الجالية التونسية لضمان استمرارية هذا الفن العريق.. كما توجه بالشكر إلى سفيان بن قمرة على إبداعه لتصميم الأزياء التقليدية التونسية ومساهمته القيمة في إنجاح هذا الحفل.
وأكد السفير التونسي أنّ الموسيقى والفنّون تُعد أبلغ رسائل الأمل والسلام بين الشعوب ولاسيما إذا عبرت بصدق على هوية وثقافة أصيلة على غرار موسيقى المالوف التي اشتهرت بها تونس مع بقية الدول المغاربية والتي تعكس شخصية موروثها الغنائي وتعدد روافده وتأصله.. مبيناً أنّ المالوف التونسي يعتبر خلاصة تلاقح الثقافات الأندلسية والمحلية والمشرقية والمغاربية والعثمانية ويعد المعهد الرشيدي المنبثق عن الجمعية الرشيدية التي تأسست سنة 1934 أول معهد موسيقي في تونس والمغرب العربي يرسي دعائم التكوين الموسيقي للمالوف وقد اقترن تأسيس هذه الجمعية بتاريخ توسيع العمل النضالي ضد المستعمر، حيث كان هدفها الأبرز المحافظة على الشخصية التونسية وتراثها الموسيقي والغنائي في علاقته بالحضارة العربية والإسلامية.. وقال: نحن نأمل أن يساهم هذا الحفل في إعطاء صورة حقيقية عن ثراء المخزون الموسيقي التونسي وانفتاح وجدان التونسيين عبر العصور على ثقافات المنطقة وتفاعلهم الخلاق معها.
وقد قدمت الفرقة عدداً من الأغاني والموشحات التونسية الأصيلة التي مازالت تلقى شهرة واسعة منها «اليف يا سلطان» و«كي يضيق بيك الدهر يا مزيانة» و«حبي يتبدل يتجدد».. والتي تفاعل معها الجمهور تفاعلاً كبيراً.
وتجدر الإشارة إلى أن فن المالوف (بتخفيف الهمزة) والتي تعني «مألوف، أو توليفة، أو ألفة، يعد توليفة من إيقاعات وألحان وقصائد مختلفة ملحنة دون الخضوع لأوزان معينة، ومقامات مختلفة تسمى «الطبوع»، وقد يطلق أحياناً على تلك الأشعار اسم «الزجل».. ويشكل المالوف مخزوناً غنائياً وموسيقياً ثرياً، ورثته بلدان الشمال الإفريقي عن الأندلس، وطورته، وهذبته.
copy short url   نسخ
23/04/2019
3398