+ A
A -
عواصم- وكالات- أعلن مصدر بالرئاسة التونسية، أمس، أنّ المسلحين الفرنسيين الذين اجتازوا الحدود قبل أيام قادمين من ليبيا، هم عناصر استخبارات وليسوا دبلوماسيين. وقال المصدر إن «الفرنسيين الـ13 ممن جرى إيقافهم على الحدود (التونسية) مع ليبيا ليسوا دبلوماسيين، كما تؤكد ذلك فرنسا».
وأضاف أنهم «أعضاء في الاستخبارات الفرنسية، ونفس الشيء بالنسبة للمجموعة الأوروبية التي تمّ إيقافها في عرض البحر قبالة جزيرة جربة» جنوب شرقي تونس. واعتبر المصدر أن «هذه التحركات تمسّ من سيادتنا»، مشيراً إلى أن جزيرة جربة «أصبحت قاعدة خلفية لمصالح الاستخبارات الأجنبية»، دون تفاصيل أكثر.
وأوضح أن «هذا النشاط يجعلنا مسؤولين عما يحدث في ليبيا، ويسبب لنا مشاكل»، مؤكداً أن «استقرار تونس من استقرار ليبيا».
وتتهم حكومة الوفاق الليبية فرنسا بدعم اللواء المتقاعد خليفة حفتر في هجومه الغادر على طرابلس، ونسف الاستقرار وخطوات الحوار والسلام في البلاد.
بدورها نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريراً أشارت فيه إلى أن غارات جوية عدة تضمنت أول مشاركة مزعومة للطائرات المسيرة في الصراع، هزت طرابلس، في تصعيد للهجوم المدعوم من دولة الإمارات على العاصمة الليبية بقيادة خليفة حفتر.. ويلفت التقرير إلى أن الإمارات كانت قد أقامت منشأة للطائرات المسيرة في قاعدة الخادم الجوية جنوب طرابلس عام 2016.
ويقول خبراء إن الطائرات المقاتلة القديمة المتوفرة لدى قوات حفتر لا يمكنها الطيران ليلاً، مما يرجح أن تكون الطائرات المسيرة قد شاركت في الهجمات.
وينقل التقرير عن مدير معهد صادق البحثي أنس القماطي، أن الحرب الجوية في طرابلس دخلت رسمياً مرحلة جديدة خطيرة، وأضحت هجوماً من قبل قوة غزو أجنبية هي دولة الإمارات.. وأضاف القماطي: «ليبيا لا تزال ليبيا، لكنها على وشك أن تصبح اليمن على البحر المتوسط.. ووعدُ حفتر بالحفاظ على السلام والاستقرار مجرد خُرافة، وهجماتُ الطائرات دون طيار الإماراتية لا يمكن أن تحقق الوحدة».
يذكر أن ستيفاني وليامز، نائبة رئيس البعثة الأممية في ليبيا، قالت في مقابلة حصرية مع صحيفة إندبندنت البريطانية قبل أيام: إن المنظمة الدولية تحقق في مزاعم شحن دولة الإمارات أسلحة لدعم فصائل أمير الحرب الليبي اللواء المتقاعد خليفة حفتر، في خرق لحظر دولي للأسلحة.
ويشير تقرير الغارديان إلى أن الغارات الجوية التي بدأت الأسبوع الماضي على طرابلس، تعكس الموافقة التي منحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لحفتر خلال مكالمة هاتفية، مضيفاً أن البيت الأبيض لم يفصح عن هذه المكالمة.
وتقول مصادر ليبية: إن التغيير في الموقف الأميركي إزاء دعم حفتر جاء بعد مناقشة مع مستشار الأمن القومي جون بولتون، واتصالات جرت مع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد.
وتشير الغارديان إلى أن الولايات المتحدة يبدو أنها قبلت وجهة نظر حلفائها في الشرق الأوسط، بأن هجوم حفتر يمكن أن ينظر إليه على أنه تصرف قائد قوي ضد المليشيات المقاتلة في طرابلس، وفق تعبير الصحيفة.. لكن العديد من الخبراء الليبيين يؤكدون أن حفتر لا يلتزم بالديمقراطية، ولا سيما أنه دمج مليشيات سلفية جهادية في قواته.
وترى صحيفة الغارديان أن الدعم الشخصي الذي يقدمه ترامب لحفتر بدا عائقاً أمام جهود الأمم المتحدة والمساعي البريطانية لتمرير مشروع قرار في مجلس الأمن يدعو إلى وقف إطلاق النار.
وأفادت تقارير إعلامية في طرابلس بأن قوات حفتر خسرت معظم مواقعها جنوب طرابلس، بينما قالت حكومة الوفاق الوطني المتعرف بها دولياً إن قواتها انتقلت من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم.. وكشف مصدر عسكري، أمس، أن قوات حكومة الوفاق سيطرت على منطقة الهيرة شمالي مدينة غريان وقطعت الإمدادات القادمة من غريان إلى قوات حفتر، فيما قال الناطق باسم وزارة الداخلية العقيد المبروك عبد الحفيظ إن قوات الحكومة سيطرت على كامل المنطقة الممتدة من وادي الربيع وحتى منطقة العزيزية جنوب العاصمة طرابلس بالكامل.
وأضاف أن «قطع العلاقات بين وزارتي الداخلية الليبية والفرنسية رسالة واضحة تفيد بأن سيادة الدولة الليبية فوق كل المصالح والاعتبارات وغير قابلة للمساومة أو النقاش».
وأثنى على دور السلطات التونسية ومنعها «استخدام أراضيها لبث الفتنة والتحريض»، مؤكداً عمق العلاقات الأخوية بين البلدين وعلى الدور المهم للجمهورية التونسية في دعم استقرار ليبيا.
من جهة أخرى، طالب حكماء وأعيان المنطقة الغربية وطرابلس الكبرى والمنطقة الوسطى في ليبيا قيادات مدينة ترهونة بسحب أبناء المدينة من ساحات القتال، والعودة إلى حاضنة المنطقة الغربية وكف نزيف الدم بين الإخوة.. وحمّل الحكماء والأعيان قيادات ترهونة المسؤولية القانونية والأخلاقية على ما ارتُكِب من جرائم قتل وتدمير ونهب للممتلكات الخاصة والعامة في الحرب على طرابلس الكبرى، مشدّدين على ضرورة أن تطرد قيادات ترهونة كل القوات الموالية لحفتر من كامل الحدود الإدارية لبلدية ترهونة وإيقاف التعاون معها.
copy short url   نسخ
24/04/2019
3256