+ A
A -
مشاعل النعيمي
الكل يعرف بأن هذا البرنامج أخذ مني ثلاث سنوات لأنه ثلاثة مواسم متتالية.
أضاف إلى الكثير من خبرة اعلامية كتحضير، وإعداد، وتقديم، بالإضافة إلى ذلك كنت اقدم البرنامج بدون (اوتوكيو) وهي الشاشة التي تكون أمام المذيع ليقرأ منها الحلقة، هذا الأمر الذي جعل الاعلامية الكبيرة الجميلة (ذهبية جاب ) تفخر بي بل أنها قالت لي حرفياً (ارفع لك القبعة) كم جميلة هذه الانسانة.
صادفت خلال 42 حلقة شخصيات مختلفة من الضيوف.
هناك الشخصية الخجولة التي تخجل من الكاميرا ومن فريق العمل.
وهناك الشخصية المتعجرفة التي تتدخل في أدق تفاصيل الحلقة والإعداد.
وهناك الشخصية التي تستطيع أن تقول عنها ( الحافظة للمادة بدون فهم ).
وهناك من تكون واثقة من نفسها ومُلمة بمعلوماتها قبل الحلقة.
وصادفت شخصيات أبكتني من معاناتها للألم مثل مريضة السرطان التي عصرت قلبي كحبة ليمون.
شخصيات كثيرة ومختلفة، فمهنتنا تجعلنا نتعرف على جميع فئات المجتمع عن كثب.
أذكر في حلقة من الحلقات استضفنا ضيفا واثقا من نفسه ثقة عمياء بل انها تصل للنرجسية، سألته سؤالاً
وانتظر منه الاجابة، واذا به ينظر إلى بنظرة حادية طويلة، اقسم بالله اصابني بالذعر فقد كانت عينه تشع شراراً ونارا.
شخصيات إضافة لي وشخصيات ابكتني وشخصيات ارهقتني وشخصيات اسعدتني،
كنت كعامل القطار كل يوم أُحمّل الركاب في القطار أتعرف عليهم فمن أول نظرة أفهم الشخصية التي أمامي.
ادخل لأعماقها المسها وفجأة تنتهي الرحلة ويصل لمحطته وأُودعه لألتقي بمسافر بعده وهكذا.
همسات نسائية كانت جزءا كبيرا من شخصيتي ورسمت لي تاريخا وسيرة في التليفزيون القطري وستكون ماضيا جميلا يتذكره اولادي.
همسات سطرت لي فترة جميلة عرفتني وقدمتني للنساء بل وللرجال وجميع فئات الاسرة حتى الأطفال.
كلامي في مقدمة البرنامج ونهايته لا ارتب له ولا احفظه بل أنه يخرج من قلبي للمشاهدين.
ابتسامتي كانت ابتسامة صافية لأحبة لي أقبل عليهم اسبوعياً.
علاقة وطيدة جميلة بنيتها بين كاميرتي والمشاهد.
علاقة ودّ ، أدخل بها لبيوتهم ولمدة نصف ساعة.
وها انا انهي الموسم الثالث وقلبي حزين لوداع المشاهدين والبرنامج.
وعزائي الوحيد محبة الناس لي التي أراها في عيونهم وفي حرارة سلامهم عليّ عندما أكون بمكان عام.
الذكرى الطيبة هي التي تبقى حتى بعد وفاة الإنسان.
اللهم اجعلني ممن يكون لهم أثر وذكرى طيبة عطرة.
والسلام ختام ووداعاً همسات نسائية.
copy short url   نسخ
25/04/2019
1877