+ A
A -
الرباط - الوطن - عماد فواز
أدان سياسيون وحقوقيون مغاربة استخدام الرئيس الأميركي دونالد ترامب حق النقض «فيتو» ضد قرار الكونغرس المطالب بإنهاء المشاركة الأميركية في حرب اليمن.. مؤكدين لـ الوطن أن موقف الرئيس ترامب يعد موافقة صريحة ومشاركة مباشرة في استمرار آلة القتل والتدمير في اليمن المستمرة منذ أربع سنوات ونتج عنها قتل أكثر من عشرة آلاف يمني وتدمير البلاد بالكامل وانتشار الأمراض والأوبئة الفتاكة بما يهدد حياة أكثر من 20 مليون إنسان، وهو تصرف ضد الإنسانية وضد المبادئ والقوانين الدولية وعار في حق المجتمع الدولي، يستوجب تحركاً دولياً على المستوى الشعبي والمؤسسات الحقوقية والبرلمانات والأحزاب لوقـــف هذا الدمــار وإنقاذ الشعب اليمني من المصير المجهول.
رفض دولي
وقال المهدي بن عمران، أمين عام مساعد لجنة التعاون الدولي والاتصال الخارجي بحزب الاستقلال «اليميني» وعضو مجلس المستشارين سابقاً، لـ الوطن، إن لجوء الرئيس الأميركي دونالد ترامب لحق النقض «فيتو» لإبطال مشروع قانون أقره الكونغرس ينهي الدعم الأميركي للعمليات العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن، يعد «عاراً» في تاريخ أميركا وهدماً للقيم وتحدياً سافراً للقيم الإنسانية وللقوانين والمعاهدات الدولية، وتغليب المصلحة الشخصية المتمثلة في مبيعات السلاح الأميركي لدول التحالف العربي على حقوق اليمنيين والأمن والسلام العالمي وحق الشعوب في السلام والاستقرار، وهو ما يرفضه الرأي العام العربي والدولي ويستلزم وقفة حاسمة من مختلف القوى الدولية والاتحادات الإقليمية والمنظمات الأممية، وعلى رأسها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، للضغط على الرئيس الأميركي وقادة وزعماء دول الاتحاد الأوروبي من أجل وقف مبيعات الأسلحة لدول التحالف العربي، ووقف جميع أشكال الدعم لها، والضغط من أجل وقف الحرب واللجوء للحلول السياسية وضمان عدم تدخل القوى الخارجية المحركة والداعمة للصراع الداخلي في اليمن، وعلى رأسها السعودية والإمارات، ودعم مساعي السلام والاستقرار في المنطقة والعالم وتغليب مصالح الشعوب على المصالح الضيقة لبعض الأطراف في المنطقة والغرب، خاصة أن قرار ترامب الأخير «فيتو» هو بمثابة الضوء الأخضر للسعودية من أجل التمادي في تدمير اليمن.
كارثة إنسانية
وأضاف إبراهيم العلوي، عضو مجلس أمناء المجلس الوطني لحقوق الإنسان بالرباط،: إن الشعب اليمني يعاني منذ أربع سنوات جميع أشكال التنكيل والقتل المنظم، وهناك تقاعس واضح من جانب الولايات المتحدة الأميركية كطرف في هذا النزاع، والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، فرغم الاستغاثات الأممية والدولية لإنقاذ شعب اليمن من تفشي الأوبئة الفتاكة مثل الكوليرا، وإنقاذ ملايين الأشخاص من الجوع، فإن التحركات الدولية تكاد تكون معدومة، ومازال السلاح الأميركي والأوروبي يتدفق على دول التحالف تصبها دون قواعد أو أصول أو احترام للقانون الدولي فوق رؤوس المدنيين بشكل عشوائي، ذلك في الوقت الذي تتزايد فيه تحذيرات الأمم المتحدة من تفاقم الكارثة الإنسانية في اليمن خلال الأيام القادمة متمثلة في تزايد انتشار وباء الكوليرا بسبب حرارة الصيف وتدمير البنى التحتية وتلوث المياه النقية الصالحة للشرب، ونقص الأدوية والخدمات الطبية والغذاء، وقرارات الرئيس ترامب وخاصة «الفيتو» ضد قرار الكونغرس المطالب بإنهاء المشاركة الأميركية في حرب اليمن يحمله المسؤولية كاملة أمام التاريخ والشعوب.
copy short url   نسخ
25/04/2019
862