+ A
A -
عواصم- وكالات- أعلنت قوى إعلان الحرية والتغيير السودانية، رفضها توصية القمة الإفريقية بتمديد مهلة المجلس العسكري الانتقالي بالبلاد 6 أشهر، وأكدت أنها لن تقبل بـ«الوصاية الخارجية». جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده الأربعاء، بالعاصمة الخرطوم، ممثلو القوى التي تقود الاحتجاجات في البلاد منذ 4 أشهر، وتضم «تجمع المهنيين»، وأحزاب «الإجماع الوطني» و«نداء السودان» و«التجمع الاتحادي المعارض»، ومنظمات مدنية.
وقالت قوى الحرية والتغيير:«لم ندعُ الجيش لاستلام السلطة، إنما دعوناه لأن ينحاز إلى الشعب».
وأمس الأول، اتفق المشاركون في قمة تشاورية بشأن السودان في القاهرة، على تمديد مهلة الاتحاد الإفريقي لتسليم السلطة لحكومة انتقالية في السودان من 15 يومًا إلى 3 أشهر.
واكدت قوى الحرية والتغيير أن تعليق التفاوض مع اللجنة السياسية بالمجلس العسكري ليس تعنتا وإنما لوضع الأمور في وضعها الصحيح، خصوصا أن اللجنة السياسية لم تتعامل بجدية مع مطالب الجماهير، وحاولت الالتفاف على مطالب الثوار المعتصمين بالخرطوم، واعادة إنتاج النظام البائد عبر قيادات عليا منه، ومن تنظيمات كانت تشاركه الحكم حتى سقوطه.
وهدد قادة الاحتجاجات بالدعوة إلى إضراب شامل في حال عدم استجابة المجلس العسكري الانتقالي لمطالبهم بتسليم السلطة لإدارة مدنية.
في وقت انضم فيه القضاة السودانيون إلى الاعتصام لاول مرة منذ بداية الثورة، واعلنوا تسيير موكب القضاء دعما لتسليم السلطة للمدنيين.
بدوره قال أكاديمي بريطاني مرموق في مقال بمجلة فورين أفيرز الأميركية إن الشعب السوداني أظهر «شجاعة وصبرا مذهلا»، وأكد للعالم أن الاحتجاجات الشعبية يمكنها أن تسقط حتى أكثر الأنظمة الاستبدادية تجذرا ورسوخا.
وشدد أليكس دي وال المدير التنفيذي لمؤسسة السلام العالمي التابعة لجامعة تافتس الأميركية على أن السودانيين وحدهم -وليس التدخلات الأجنبية- هم القادرون على تحقيق الديمقراطية.
لكنه يستطرد قائلا إن العمل المنسق لتشجيع إرساء الديمقراطية والحيلولة دون وصول مزيد من الأسلحة إلى أيدي الفصائل المتناحرة كفيل على الأقل بتقليل خطر انزلاق المرحلة الانتقالية في أتون الفوضى. واستعرض دي وال في مقاله المحطات التي مرت بها الثورة الشعبية التي أطاحت بحكم الرئيس عمر البشير.
وأوضح أن أفراد الجيش السوداني كانوا أمام خيارين: إما أن يطلقوا النار على حشود المحتجين- ومعظمهم أبناء لآباء من الطبقة الوسطى وحتى لبعض الجنود- أو أن يرفضوا إطاعة الأوامر فكان أن اختاروا الثاني. ولفت إلى أن الفريق عوض بن عوف- الذي ترأس المجلس العسكري الانتقالي عقب خلع البشير- سرعان ما اضطر هو الآخر إلى التنحي بعد فشله في الامتثال لمطالب المحتجين ليحل محله الفريق أول عبد الفتاح البرهان. ووفقا للكاتب، فإن المعارضة المدنية حققت في أربعة أشهر ما عجز التمرد المسلح عن تحقيقه في عقود.
copy short url   نسخ
25/04/2019
1327