+ A
A -
كتب– محمد الجعبرى ومحمد أبوحجر
افتتح معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، صباح أمس، أعمال مؤتمر التعليم 2019 تحت شعار «تعليم يُحدث فرقاً» وذلك كمنصة علمية تربوية لتبادل الخبرات والأفكار وأفضل الممارسات المحلية والإقليمية والدولية في مجال التعليم، بمركز قطر الوطني للمؤتمرات.
حضر افتتاح المؤتمر عدد من أصحاب السعادة الشيوخ والوزراء وضيوف البلاد وعدد كبير من التربويين والخبراء المعنيين من داخل قطر وخارجها.
في بداية افتتاح المؤتمر، تم عرض فيلم تسجيلي عن مسيرة التعليم والمنظومة التربوية وتطورها في دولة قطر.
بعد ذلك قام معاليه بجولة في أجنحة معرض أبحاث الطلبة المصاحب للمؤتمر، واستمع إلى شرح واف عن أهدافه والقضايا والمواضيع الحيوية البحثية المهمة التي تتناولها.
ويركز المؤتمر في نسخته الرابعة هذا العام، على ثلاثة محاور هي الاتجاهات المحلية والعالمية في تطور العملية التعليمية، وتأصيل التربية والهوية الثقافية، وإدارة الجودة في التعليم.
ويشارك في المؤتمر على مدى يومين أكثر من 25 دولة، وسيُعقَد خلاله حوالي 150 جلسة تفاعلية وورشة عمل وحلقة نقاشية بعضها مخصص لأولياء الأمور، وذلك حول أفضل الممارسات التعليمية والتربوية.
وألقى سعادة الدكتور محمد بن عبد الواحد الحمادي وزير التعليم والتعليم العالي كلمة في المؤتمر شكر فيها معالي الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني- رئيسِ مجلس الوزراء، ووزيرِ الداخليةِ على دعمه المستمر للعملية التعليمية في الدولة، وعلى توجيهاته السديدة في كل ما يتعلق بالشأن التعليمي، وحرصه الدائم على الرعاية والحضور لهذا المؤتمر السنوي وغيره من المؤتمرات والفعاليات التربوية، مما يُعطيها زخماً وأهمية ومشاركةً رفيعةَ المستوى.
وقال سعادته يتجدَّدُ هذا اللقاءُ لنتشارك الرُّؤى والتطلعاتِ من أجلِ بناءٍ تعليميٍّ منفتحٍ على التطوراتِ العالميَّةِ، مُواكبٍ لكلِّ ما هو جديدٌ في الحقلِ المعرفِي، والتنميةِ البشريةِ، وبناءِ الاقتصادِ الوطنِي القائمِ على الكفايةِ الذاتيَّةِ، لنكونَ قادرينَ- بعون الله وتوفيقه- على مواجهةِ أصعبِ الظروفِ وأعقدِ التحدياتِ، وقَدْ خَبِرْنا ذلك على مَدى عامينِ مرَّتْ بهِما بلادُنا من الحصارِ الجائِرِ استَطَعْنا الوقوفَ صفًا متماسِكًا، وحققَّنا إنجازاتٍ كبيرةٍ يشهدُ لها العالَمُ، وأثبتْنا قدرتَنَا على العطاءِ وبناءِ الإنسانِ في ظلِّ تلك الظروفِ الاستثنائيَّةِ التي مررْنا بها.
ونوّه إلى أننا نفتتح اليوم أعمالَ مؤتمرِ التعليمِ لهذا العام تحتَ شعار«نحوَ تعليمٍ يُحْدِثُ فَرْقًا»، ووزارةُ التعليمِ والتعليم العالي تسعى وبخطىً واعية، إلى تحقيقِ الخِططِ المرسومَةِ لأجل إحداث فرق حقيقي في مسيرة التعليم، مشيراً إلى أن الوزارة حققتْ نقلَةً نوعيَّةً في بناءِ المَناهجِ الدراسيَّةِ، ووضعها بينَ أيدي طلابِنا في بدايةِ هذا العامِ دونَ تأخير، وبرعاية كريمة من حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، تشجّع الدولة التميز العلمي، وتفرد له جوائز سنوّية تهدف إلى تعميق مفاهيم التميز والإبداع.
وأوضح في كلمته أن التعليم في دولة قطر قد انطلق نحوَ أفقٍ أشملَ وأوسعَ، عبر البحثِ العلميِّ، والمناظراتِ الداخليَةِ والخارجيَّةِ، والمسابقاتِ العلميَّة المحليَّةِ والدوليَّةِ، هذا بالإضافة إلى المشاركةِ المستمرِّةِ في الندواتِ التِّي تَهمُّ العمليَّةَ التعليميَّةَ داخلَ دولةِ قطر وخارجَها.
واستطرد سعادته قائلاً: ولأنَّ لغةُ العالَمِ اليومَ هي لغةُ التكنولوجيا، فقدْ وَاكبتْ دولةُ قطرَ مُتمثلةً بوزارةِ التَّعليمِ والتَّعليمِ العالي التَّطورَ التكنولوجي، ووفرَتْ كلَّ ما يُمكِنُ منْ رعايةٍ لطلبةِ هذا المجالِ؛ فبدأنا في إنشاء المدارس التخصصية، واستحداث مسار للتكنولوجيا في المرحلة الثانوية؛ وذلك للأخذ بأيدي الطلبة ومساعدتِهمْ على التنافُسِ في صِناعَةِ علوم التكنولوجيا والهندسةِ والرياضياتِ.
وأضاف سعادته: ولو نظرنا نظرةً شاملةً على واقعِ التَّعليمِ في دولةِ قطرَ، نرى أنَّنا قد حققْنا مراكزَ علميّةً مُتقدمَةً عربيَّاً وعالميًا، وذلك بفضلِ الجهودِ المبذولةِ من قِبل الطلبةِ والعاملينَ في الحقلِ التعليميِّ، ومما نلقاه من دعم ورعايَةِ مستمرة من قيادتنا الرشيدة، بتوجيهات سديدة من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى.
وقال إن المؤتمر حرص هذا العام على أنْ تُركِّزَ الموضوعات التي سيناقشها الخبراءُ والباحثونَ والتربويونَ على مُنطلقاتٍ هي في جوهرِها تشكِّلُ مُنعطفًا لمواجهة التحدياتِ في المرحلةِ الراهنةِ، إِذْ يُناقشُ المؤتمرُ من خلالِ جلساتِهِ الاتجاهاتِ المحليَّةَ والعالميَّةَ في تطويرِ العمليَّةِ التعليميَّةِ، وإدارةِ الجَودةِ في التعليم؛ لأن كفاءةَ التَّعليمِ بحدِّ ذاتِها لا تتحقَّقُ إلا إذا سعينا ننشدُ الجودةَ في هذهِ الكفاءةِ، وفقًا لما نصّت عليه رؤية الوزارة في توفيرِ فرصِ تعلمٍ دائمةٍ ومبتكرةٍ وذاتِ جودةٍ عاليةٍ للمجتمعِ القطري، أمَّا المُرتكزُ الآخرُ الذي تتمحورُ حوله أبحاثُ المؤتمرِ وندواتُهُ، فاتَّجَهَ نحوَ تأصيلِ التربيَّةِ والهُويَّةِ وسُبُلِ المحافظةِ عليها والدفاعِ عنها، لأنَّ تعرُّضَ الهُويَّةِ في العَالَم اليومَ للهجومِ؛ يحتَّمُ علينا نحنُ أبناءَها أنْ ننهضَ لنعمِقَ مُقوماتِها، وندافعَ عنها.
وحول تبادل الخبرات في المؤتمر قال سعادته إننا نسعى من خلال هذا المؤتمر إلى تعزيزِ تبادُلِ الخبْراتِ بينَ التربويينَ، والتباحُثِ في أدوارِ وأنماطِ وأساليبِ القيادةِ التربويَّةِ الرائدةِ والاحتفاءِ بالمُمارساتِ التعليميَّةِ المتميِّزةِ في مدارسِ دولةِ قطر. لذا؛ فإنَّ المشاركةَ الكبيرةَ من دولٍ عربيَّةٍ وغير عربيةٍ، فضلاً عن الخبراءِ المشاركين من داخلِ دولةِ قطرَ في مؤتمِرِ التَّعليمِ؛ يُثبِتُ المكانةَ المرموقَةَ التي نحتلُها في سُلَّمِ التعليمِ العالمي، ويضمنُ لنا تحقيقَ أهدافَنا السامية بإذنِ الله.
كما تحدث في افتتاح المؤتمر الدكتور ريتشارد جيرفر معرباً عن شكره لمعالي الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية ولسعادة الدكتور محمد بن عبد الواحد الحمادي وزير التعليم والتعليم العالي وعن سعادته بالمشاركة في فعاليات المؤتمر.
واستعرض الدكتور ريتشارد الدروس المستفادة من المواقف والأحداث المُلْهِمة في حياته مع كبار القادة في العالم وكيف يفكرون، لاسيما معاني ودلالات اجتماعين هامين يتعلقان بمستقبل التعليم، داعياً في هذا السياق لتوظيف معطياتهم في وضع الخطط والاستراتيجيات وإحداث الفرق في التعليم. الاجتماع الأول كان في يونيو2018 مع باراك أوباما الذي استعرض فيه التحديات التي قابلتهم بشان التعليم الجماعي، لاسيما نقل الناس من المزارع إلى المصانع ثم إلى المكاتب، وقال علينا بتغذية العقول وأن نعلم الشخصية بصورة متكاملة ونفهم سماتها، ولافتاً إلى أن المشاكل والصعوبات التي تقابلنا في مسيرتنا البشرية تعتمد على قدراتنا كبشر، مركزاً على عملية التغيير والقيادة المتميزة التي تركز على تلبية احتياجات الناس وخدمتهم.
والاجتماع الثاني مع الشريك المؤسس لشركة أبل إستيف واستعرض فيه الدروس المستفادة وأفضل الممارسات ذات الصلة ببدايات تأسيس الشركة وكيف حققت نمواً ثم توسعت إلى كبرى الشركات في العالم، وقال علمتنا التجربة أن أردنا النجاح فليس علينا صنع الأشياء فقط، بل التحدي الذي كان أمامنا هو ألا نوظف أي موظف يحتاج إلى إدارة، وهذا هو هدف التعليم العالي في القرن الحادي والعشرين، أي كيف يمكننا أن نبني أجيالاً قادرين على إدارة أنفسهم في العديد من المجالات لاسيما إدارة وريادة الأعمال، أي أجيال مبدعين مبتكرين يديرون أنفسهم ويصنعون التغيّر والازدهار والتطور.
كما تحدث في يوم الافتتاح الطالب عجلان محمد عجلان الكعبي من مدرسة عمر بن الخطاب الثانوية للبنين كباحث واعد عن تجربته في البحث العلمي المتميز شاكرا معالي الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني- رئيسِ مجلس الوزراء، ووزيرِ الداخليةِ على رعايته وحضوره للمؤتمر، مستعرضاً تجربته في البحث العلمي وكيف توصل خلالها لأهم المعطيات، داعياً أقرانه من خلال كلمة ملهمة لمواصلة البحث والاسترشاد بتجربة ومحاولاته المتكررة حتى الوصول إلى النجاح والتميز.
كما شملت فعاليات الافتتاح عرض فيلم عن تطور تجربة التعليم في قطر منذ بداياته الباكرة حتى الوصول إلى الطفرة النوعية اليوم التي تجسدها رؤية قطر الوطنية في نظام تعليمي يواكب المعايير العالمية العصرية ويوازي افضل النظم التعليمية في العالم.
الجدير بالذكر يشارك في المؤتمر أكثر من 25 دولة، وقرابة 25 ألف تربوي، وتستمر فعاليات المعرض التربوية على مدار يومين متتاليين، تُعقَد خلاله حوالي 150 جلسة وورشة عمل يشارك فيه حوالي 50 مقدم عرض.
استضاف المؤتمر السيد ريتشارد جيرفر متحدثاً رسمياً في حفل افتتاح فعاليات المؤتمر، كما يتم استضافة الدكتور هتمي خليفة الهتمي متحدثاً رسمياً في الحفل الختامي لمؤتمر التعليم اليوم.
يتضمن المؤتمر فعاليات متميزة، بإدارة ذوي الاختصاص من أكاديميين وخبراء ومربين في مجالات التربية المختلفة، وهو منتدى دولي لعرض ومناقشة التحديات والفرص، والحلول العملية المقترحة، وكذلك الابتكارات في مجال التعليم، كما ستقام ورش عمل متنوعة تتناول قضايا تربوية ذات صلة أهمية للعاملين في الميدان التربوي.
يهدف المؤتمر إلى نشر المعرفة والاطلاع على المستجدات التغييرات الحديثة في مجال التربية والتعليم، وتوفير منصة بهدف تبادل الأفكار، ونتائج البحوث، لتحسين جودة التعليم، وتعزيز نوعية وجودة الممارسات في هذا القطاع، كذلك يهدف المؤتمر إلى مناقشة القضايا والاتجاهات التعليمية الراهنة ذات الصلة بدولة قطر، وتعزيز دور المعلمين، ودور قادة المدارس كمنتجين للمعرفة، وتبادل الخبرات الوطنية والدولية في هذا الجانب، إضافة إلى توفير منتدى علمي رصين لنشر الخبرات الوطنية دولياً، والاطلاع على الممارسات الفعالة في مجال التعليم، وأخيراً يهدف المؤتمر إلى إنشاء شبكة تواصل مستدامة توفر فرصا للتعاون البحثي في المستقبل بين العاملين في مجال التربية.
أهداف المؤتمر
يهدف المؤتمر إلى العديد من الأهداف الهامة والحيوية والتي تصب في رؤية وزارة التعليم لدعم عملية التعليم والتعلم بدولة قطر..أولاً: تعزيز تبادل الخبرات بين التربويين لتطوير الاتجاهات الإيجابية نحو التعليم المتميز، ثانياً: التباحث في أدوار وأنماط وأساليب القيادة التربوية الرائدة بمستوياتها، لتنمية مهارات القادة الأكاديميين بمستوياتها، ثالثاً: تسليط الضوء على الرؤى والمبادرات والمشاريع التعليمية الرامية إلى رفع مخرجات قطاع التعليم، رابعاً: الاحتفاء بالممارسات التعليمية المتميزة في مدارس دولة قطر من خلال عرضها وتوثيقها وإتاحتها للاستفادة منها في الميدان التعليمي.
محاور المؤتمر
كما يتناول المؤتمـر فـي الجلسـات العلميـة وورش العمـل المصاحبـة عـددا مـن الدراسـات والبحــوث والتجــارب التــي ســيطرحها ويعرضهــا الأساتذة المشــاركون مــن الجامعــات، والجهات المشاركة من خلال المحاور الآتية.. أولا: الاتجاهات المحلية والعالمية في تطوير العملية التعليمية التعلمية، الكفايــات التعليميــة ودورهــا فــي تلبيــة احتياجــات التعليــم فــي القــرن الحــادي والعشرين. المــدارس التخصصيــة الممارســات التعليميــة فــي العلــوم والتقنيــة والهندســة، والرياضيات (STEM (تعليم نوعي يحقق الاقتصاد القائم على المعرفة، التعلم عن بعد: آفاق وتطلعات لمستقبل التعليم. مراكز الدمج ورعاية الموهوبين ودورها في دعم ذوي الاحتياجات الخاصة.
ثانيا: تأصيل التربية والهوية الثقافية وتشتمل على القيم التربوية والثقافة الإنسانية في سياق التربية الحديثة. التحديات التي تواجه تأصيل الهوية والثقافة الوطنية. مدخلات تأصيل الهوية الثقافية: (المدرسة– المناهج– أولياء أمور– المجتمع). التربية الحوارية ودورها في الأمن الفكري والنفسي.
أما المحور الثالث ويشمل إدارة الجودة في التعليم وذلك من حيث إدارة الجودة «مفاهيم وتطبيقات». إدارة الجــودة «جــودة المدخــل والتصميــم» بــدءا مــن التصميم ثم القياس وصولا إلى التحسين. كذلك جــودة الأداء «عناصــر مفهــوم الجــودة الشــاملة فــي التعليم». جودة المخرج «إستراتيجيات التحسين» 2019 المستمر والارتقاء بقيم المؤسسة التعليمية.
الفعاليات والأنشطة التربوية..يشتمل المؤتمر على العديد من الأنشطة والتي تشمل عرض الممارسات التعليمية المتميزة، تقديم الورش التدريبية، حلقات نقاشية في القطاع التعليمي والتربوي، البحث العلمي بمجالاته ّ المتنوعة، والبحوث التربوية الميدانية.
كما يقام على هامش المؤتمر المعرض الوطني الحادي عشر لأبحاث الطلبة والمعلمين فــي مدارس دولة قطر؛ وذلك بهــدف نشــر المعرفــة والاطــلاع علــى المســتجدات والتطــورات الحديثــة فــي مجــال التربيــة والتعليــم، وتوفيــر منصــة لتبــادل الأفــكار، ومشـاركة نتائـج وتوصيـات البحـوث التربويـة الحديثـة؛ لتحسـين جـودة التعليـم، وتعزيـز نوعيـة وجـودة الممارسـات فـي هـذا القطـاع، كذلـك يهـدف المؤتمـر إلـى مناقشـة القضايـا والاتجاهــات التعليميــة الراهنــة ذات الصلــة بالتعليــم فــي دولــة قطــر، وتعزيــز دور المعلميـن، ودور قـادة المـدارس كمنتجيـن للمعرفـة، وتبـادل الخبـرات الوطنيـة والدوليـة فـي هـذا الجانـب، إضافـة إلـى توفيـر منتـدى علمـي رصيـن لنشـر الخبـرات الوطنيـة دولياً، والاطــلاع علــى الممارســات الفعالــة فــي مجــال التعليــم، كمــا يهــدف المؤتمــر إلــى إنشــاء شـبكة تواصـل مسـتدامة توفـر فرصـا للتعـاون البحثـي فـي المسـتقبل بيـن العامليـن فـي مجال التعليم.
copy short url   نسخ
25/04/2019
1600