+ A
A -
الدوحة- الوطن
فُرِض صوم شهر رمضان على كل مُسلم قادر ويشمل الامتناع عن المأكل والشراب خلال كل أيام الشهر منذ الفجر وحتى الغروب وفي هذا العام تستمر ساعات الصيام الي 15 ساعة في جو حار نسبيا مما يعد تحديا لكثير من المرضى الذين يرغبون في الصيام ومع أن الله أباح الإفطار للمريض في قوله تعالى: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْر} صدق الله العظيم، سورة البقرة، الأية 185. أثبتت الدراسات أن كثيرا من المرضى في رمضان يغيّرون من مواعيد تناول الدواء، أو كميته، وكل ذلك بدون أي استشارة طبية وهذا التصرُّف قد يؤدي إلى تغيير في مفعول الأدوية على الجسم، وبالتالي قد يؤثر سلباً على فاعلية الدواء لذا يفضل للمرضى الذين يريدون الصيام في رمضان مناقشة الطبيب المعالج والصيدلي لمراجعة الطريقة المثلي لاستعمال الدواء في رمضان حتي يتم الحصول على الفائدة المرجوة من العلاج بدون التأثير على صحة المريض أو على الصيام وفي هذا المقال نقوم بتناول موضوع التوقيت الأنسب لتناول الأدوية في رمضان. ومن جانبها توجه الدكتورة موزة الهيل المدير التنفيذي لإدارة الصيدلة بمؤسسة حمد الطبية بعض الإرشادات العامة لاستعمال الدواء في رمضان: • لا تتوقف عن تناول دوائك من تلقاء نفسك. • لا تغير مواعيد جرعات الأدوية إلا بعد استشارة الطبيب المعالج. • تجنب تناول أي دواء مهما كان على معدة خالية تماما قبل الإفطار لتجنب تهيج المعدة بعد الصيام لفترة طويلة حيث تصل حموضة المعدة إلى أعلى درجة. وتقول الدكتورة موزة إن هناك بعض أنواع الأدوية التي لا تفطر الصائم أو تبطل صيامه، والتي تم الاتفاق عليها في الندوة الفقهية الطبية التاسعة التي عقدتها المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية، بالتعاون مع مجمع الفقه الإسلامي في الرباط وتوصلت اللجنة إلى أن العلاجات والإجراءات التالية لا تفسد الصيام: 1. قطرات العينين والأذنين. 2. كل الأدوية والمواد التي يتم امتصاصها من خلال الجلد مثل المراهم واللصقات الطبية ما عدا النيكوتين. 3. التحاميل سواء شرجية أو مهبلية. 4. الحقن من خلال الجلد والعضلات والمفاصل والأوردة (باستثناء التغذية الوريدية) 5. الأكسجين والغاز المخدر. 6. غسول الفم، شريطة ضمان عدم ابتلاعه. كما تمت الموافقة بالأغلبية على مجموعة أخرى من الأدوية على أنها لا تبطل الصيام أيضاً: 1- قطرات الأنف ورذاذ الأنف بالإضافة إلى المناشق بحيث لا تصل الى الحلق 2- الحقن الشرجية 3- بخاخات الربو والأنف وتشير المدير التنفيذي لإدارة الصيدلة بمؤسسة حمد الطبية إلى الأمراض المختلفة وقواعد تناول أدويتها في رمضان. مرضى الضغط: • إذا كان الدواء يؤخذ مرة أحدة فيمكن أن يؤخذ بعد ساعة من الإفطار أو بعد السحور وان كان سيقوم بصلاة التراويح فمن الأفضل أن يأخذها بعد انتهاء الصلاة يوميا في نفس الميعاد حتى لا تسبب له الإحساس بالدوخة أثناء السجود خاصة بعد الصيام لفترات طويلة. • يفضل مراجعة الطبيب أو الصيدلي لمعرفة لوقت المناسب للدواء سواء بعد الإفطار أو السحو لأن بعض الأدوية التي تقلل الضغط عن طريق تقليل ضربات القلب الوقت الأنسب لها بعد السحور مثل البيزوبرولول Bisoprolol والأتينولول Atenolol أما الأدوية التي تقلل الضغط عن طريق توسيع الشرايين فيفضل أن تؤخذ مساء مثل البرازوسين Prazosin والليزينوبرل Lisinopril أما باقي الأدوية مثل الأملوديبين Amlodipine ممكن بعد الإفطار أو السحور. مرضى الذبحات الصدرية: • في حالة عمل قسطرة للقلب يجب استشارة الطبيب قبل الصوم خاصة في أول شهر من الصيام لأنه يتعرض إلى كمية من الصبغة أثناء عمل القسطرة القلبية مما قد تؤثر على وظائف الكلي خاصة في حالة الصيام لفترة طويلة وقلة شرب السوائل لمدة تصل الى 15 ساعة • بالنسبة لمميعات الدم مثل الاسبرين Aspirin والكلوبيدوجرل Clopidogrel ممكن أن تأخذ ساعة بعد وجبة الإفطار لتجنب مضاعفاتها الجانبية علي المعدة. • الحبوب والأقراص التي توضع تحت اللسان يمكن استعمالها أثناء فترة الصيام ولا تفطر حيث إنها لا تصل إلى الجوف كما قال العلماء. • أما الذين يتناولون حبوب النيترات Nitrate يفضل أن تأخذ بعد الإفطار بوقت طويل لأنها قد تؤدي إلى الإحساس بالدوخة خاصة أثناء صلاة التراويح والصيام لفطرات طويلة. وبالنسبة للبخاخ والحبوب التي تحت اللسان فإنها لا تفطر. وبالنسبة لمرضى صمامات القلب والمرضى الذين يعانون من الرجفان الأذيني: الذين يتناولون دواء الورفارين Warfarin لزيادة سيولة الدم فينصح بتناوله في نفس الموعد يوميا بعد الإفطار بساعة ويفضل المحافظة على متابعة تحليل سيولة الدم لمعرفة تأثير الصيام علي معدل السيولة. مرضى ضعف عضلة القلب: • يجب استشارة طبيب القلب في إمكانية الصيام في رمضان أم لا. • نظرا لأن معظم مرضي ضعف عضلة القلب يتناولون مدرات للبول فيجب التنبيه على أنه يفضل أن يتناول المدر للبول بعد صلاة التراويح وليس السحور لان هذه الأدوية تعمل لمدة 6 ساعات فتقوم بتقليل كمية الماء في الجسم خاصة في آخر النهار حيث يفقد الإنسان العادي ما يعادل 1.5 % من وزنه سوائل قبل الإفطار مما قد تزيد من تأثيرها السلبي علي الكلي. • في حالة تناول الأدوية مثل أملاح الماغنسيوم أو البوتاسيوم فيفضل تناولها مع وجبة السحور حتي يعوض نقص الأملاح خلال النهار. المرضى الذين يعانون من عدم انتظام ضربات القلب: يجب الحذر من نقص الأملاح مثل الماغنسيوم والبوتاسيوم التي قد تؤدي إلى سرعة في ضربات القلب لذا لا يجب الصوم قبل أن يناقش ذلك مع طبيب القلب وان قرر الصيام يفضل الإكثار من الأطعمة التي تحتوي علي هذه الأملاح مثل الفراولة والموز. المرضى الذين يعانون من ارتفاع نسبة الكلوسترول: يمكن تناول أدوية الكلوسترول طويلة المفعول مثل أتورفاستاتن Atorvastatin وروسفاستاتن Rosuvastatin بعد الأفطار اما قصيرة المفعول مثل السيمفاستاتن simvastatin والبرافاستاتن Pravastatin قبل النوم. أدوية الحموضة: مثل البانتوبرازول Pantoprazole والرانتدين Ranitidine من المفضل ان يأخذ نصف ساعة قبل السحور حتى تقلل تأثير الصيام على الحموضة طول النهار. بالنسية للمرضى الذين يعانون من الصداع النصفي: يرجى العلم أن العطش والجوع في فترة الصيام قد يؤدي الى استثارة الصداع ولذلك يفضل استشارة الطبيب في إمكانية الصيام أم لا، وهناك أدوية للصداع النصفي متوفرة حاليا في صورة بخاخ أو الحقن تحت الجلد يمكن أن تؤخذ أثناء ساعات النهار حيث إنها لا تفسد الصيام، كما ينصح الاستمرار علي العلاج الوقائي من الصداع طيلة الشهر لتجنب تكرار نوبات الصداع بالإضافة إلى المحافظة على وجبة السحور في وقت متأخر لتجنب الإحساس بالجوع والعطش أثناء فترة الصيام. بالنسبة للمرضى الذين يعانون من الربو: يمكنهم استعمال البخاخات أثناء الصيام حيث إنها، كما قال العلماء، توصل الدواء إلى الرئة وليس المعدة لذلك فهي لا تفسد الصيام.
copy short url   نسخ
20/05/2019
2258