+ A
A -
الدوحة- قنا- نجحت مؤسسة حمد الطبية في إجراء أول عملية جراحية لزراعة كلى من متبرع لمريض لا يحملان نفس فصيلة الدم وذلك في إنجاز غير مسبوق يحدث لأول مرة في دولة قطر.. ومن المعروف أن عمليات نقل وزارعة الأعضاء مثل الكلى والكبد تتطلب تطابقا في فصيلة الدم بين المتبرع الذي يهب العضو والمريض المتلقي له.
وأصبحت مؤسسة حمد الطبية بعد نجاحها في إجراء هذا النوع من العمليات من المراكز القليلة على مستوى العالم التي تجري عملية نقل وزراعة كلى من شخصين لا يحملان فصيلة الدم نفسها، حيث لا يتجاوز عدد مراكز زراعة الأعضاء التي تجري مثل هذه العمليات في العالم نسبة 5 بالمائة.
وقال الدكتور يوسف المسلماني المدير الطبي لمستشفى حمد العام ومدير مركز قطر لزراعة الأعضاء في تصريح لوكالة الأنباء القطرية قنا إن هذا الإنجاز الذي حققته مؤسسة حمد الطبية يأتي بفضل التطور الكبير الذي يشهده القطاع الصحي في دولة قطر بفضل الكوادر الطبية العاملة وكذلك التقنيات الموجودة مما يجعل النظام الصحي القطري من أفضل الأنظمة الصحية على مستوى العالم.
وأشار الدكتور المسلماني إلى أن مثل هذا النوع من العمليات نادر جدا على مستوى العالم ويكاد لا يتجاوز عدد المراكز الطبية التي تجري مثل هذه العمليات الخمسة بالمائة وذلك نظرا لأن التحضيرات التي تسبق العملية تكون كبيرة جدا وتحتاج إلى تقنيات وخبرات معينة.
وأوضح أن التحضير للعملية يكون في المختبر والمستشفى ويتم في هذه المرحلة القيام بتصفية دم للمريض المتلقي للعضو وهي تصفية من نوع خاص يتم فيها تصفية المضادات في دم المريض وهذه الطريقة تتكرر عدة مرات قبل العملية.
وأضاف أنه بعد إجراء العملية يخضع المريض أيضا لفحوصات روتينية وكذلك لفحوصات يومية تقيس نسبة المضادات في الدم للتأكد من عدم ارتفاعها وأنه في حالة ارتفعت نسبتها يتم اللجوء لعملية تصفية الدم مرة أخرى كإجراء احترازي.
وتوقع الدكتور يوسف المسلماني أن ترتفع عمليات زراعة الكلى في قطر بنسبة 20 بالمائة بعد البدء في إجراء عمليات نقل الاعضاء بين شخصين لا يحملان نفس فصيلة الدم.
وأوضح أن نجاح أول عملية سيفتح الباب لإجراء المزيد من العمليات في نقل وزراعة الأعضاء من متبرعين أحياء إلى المرضى حيث تم العام الماضي إجراء حوالي 22 عملية زراعة أعضاء من متبرعين أحياء وكذلك متبرعين متوفين دماغيا.
وكشف الدكتور المسلماني أنه قريبا سيتم البدء في الاستفادة من أعضاء المتبرعين المتوفين بتوقف في القلب بعد أن كان يقتصر ذلك على المتوفين دماغيا حيث إن كل الإجراءات والبروتوكول المنظم لهذه الخطوة جاهزة ويبقى التنفيذ فقط.
كما كشف المدير الطبي لمستشفى حمد العام عن جاهزية مؤسسة حمد الطبية لعمليات زراعة البنكرياس، وقال إن الإمكانيات الفنية والبشرية والتقنية متوفرة وموجودة ولكنه لا يوجد شخص مريض حتى الآن تنطبق عليه الشروط الطبية لنقل البنكرياس الذي يتم أخذه من المتبرعين المتوفين.
ويشار إلى أن عمليات زراعة الكلى بين المتبرعين الأحياء والمرضى في قطر لا تتم إلا بين الأشخاص الذين تربطهم علاقة قرابة، كما أن التقنيات الحديثة جعلت من عملية أخذ الكلى من المتبرع بسيطة وتتم عن طريق المنظار.
والجدير بالذكر أن الكلى التي تم زراعتها في أول عملية زراعة بين فصلتي دم غير مطابقتين تخص متبرعة (أم) تبلغ من العمر 54 عاما وقد وهبت كليتها اليسرى لابنتها البالغة من العمر 24 عاما وهي مريضة بالكلى في المرحلة النهائية.
ولفت الدكتور يوسف المسلماني إلى أن مجموع عدد عمليات زرع الكلى التي تم إجراؤها خلال العام 2018 بلغت 22 عملية، بينما كان إجمالي عمليات الزرع منذ بداية 2019 وحتى 18 مايو الجاري 13 حالة من بينهم 4 من متبرعين متوفين في حين يبلغ إجمالي عدد المرضى على قائمة الانتظار لزراعة الكلى 177 حالة.
كما بلغ عدد مرضى غسيل الكلى حتى ديسمبر 2018 حوالي 1600 (1200 مريض يخضعون لغسيل الكلى و400 مريض يخضعون لغسيل الكلى البريتوني).
وبلغ عدد حالات زراعة الكبد في العام الماضي (2018) ست حالات و3 حالات منذ بداية العام الجاري وحتى اليوم، في حين هناك 16 حالة على قائمة الانتظار لزراعة الكبد.
وتمتلك دولة قطر برامج لزراعة الكلى والكبد والقرنية حيث يقوم جراحون متخصصون بإجراء هذه العمليات.. كما تتوفر أحدث التجهيزات والمرافق الطبية التي تساعد في تقديم رعاية عالية المستوى للمرضى. ويساعد التبرع بالأعضاء وعمليات زراعة الأعضاء في إنقاذ حياة الكثير من المرضى الذين يعانون من فشل مزمن في أحد أعضاء الجسم حيث تمنحهم عمليات زراعة الأعضاء الفرصة في ممارسة حياتهم الطبيعية.
copy short url   نسخ
20/05/2019
629