+ A
A -
كتب- منصور المطلق
زرفت أعينهم بالدموع عندما طلبنا منهم التعليق على حرمانهم من زيارة بيت الله الحرام في ظل الإجراءات المتغطرسة التي تتخذها حكومة المملكة العربية السعودية، هم مجموعة من كبار السن الذين التقت بهم الوطن ممن كانوا يعتادون على زيارة بيت الله الحرام في مثل هذه الأيام المباركات من كل عام، مؤكدين أن كل ما يخرج من تصريحات من الجانب السعودي بشأن السماح للقطريين بأداء العمرة أو الحج هو كلام غير صحيح بالمرة وللاستهلاك الإعلامي فقط.
وقالوا: نحن لا نصدق تصريحات وزارة الحج والعمرة السعودية حول ترحيبها بالمواطنين القطريين، متسائلين كيف للمواطن القطري أن يحج إلى بيت الله الحرام وهو ممنوع من الدخول براً أو جواً، كما أنه لا يوجد سفارة لاستخراج تأشيرات الحج والعمرة، فكيف يدعوننا وهم مغلقون أبوابهم في وجوهنا، معتبرين تلك التصريحات هي بمثابة حفظ ماء الوجه أمام العالم والهيئات والمنظمات الحقوقية والإسلامية. وأضافوا في حديثهم مع الوطن: نحن في الحقيقة فقدنا الثقة بالتصريحات الرسمية السعودية ولا نشعر بالأمان من فكرة زيارة المملكة لأننا رأينا التصرفات الهمجية مع زوار بيت الله الحرام من الدولة سواء من المؤسسات الرسمية أو الجمهور، الذي أججه خطاب الكراهية الذي تقوده آلات الإعلام في دول الحصار، فكيف تدعوني وأنت تصورني بهذه الصورة المخيفة أمام شعبك؟ هكذا تساءل المتحدثون.
هذا وكانت وزارة الحج والعمرة في المملكة العربية السعودية قد أصدرت بيانا قالت فيه: رحبت حكومة المملكة بالأشقاء القطريين الراغبين في أداء مناسك العمرة، بشرط حجز باقات خدمات العمرة بشكل مباشر عند وصولهم إلى مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة. الأمر الذي طرح تساؤلات وعدم مصداقية للبيان لأن السفر ممنوع براً وجواً وهناك قرار بمنع القطريين من دخول دول الحصار، هذا القرار الذي شتت شمل الأسر وحرم الآباء من الأبناء والرضّع من الأمهات.
في البداية استمعنا إلى الوالد أحمد محمد عبدالله فخرو الذي دأب على زيارة بيت الله الحرام كل شهر وقد اشترى بيتا خصيصاً في إحدى المناطق القريبة من مكة المكرمة للمكوث خلال زياراته المتكررة إلى الحرم حيث قال وعيناه فاضت بالدموع نسأل الله أن يهدي جيراننا وخصوصاً حكومة المملكة التي حرمتنا من أداء مناسك العمرة في هذه الأيام الفضيلة، وأضاف أن بالقلب شوقا كبيرا لمكة المكرمة ولكن ماذا نفعل وقد سيسها جيراننا.
وحول ترحيب المملكة بالمواطنين القطريين قال فخرو في الحقيقة نحن لا نصدق هذه التصريحات لاسيما بعدما رأينا ما يتعرض له المواطنون أثناء زيارتهم لبيت الله الحرام، ولكن نأمل أن تكون حكومة المملكة أكثر جدية في هذا الأمر وتسمح للحملات القطرية أن تدخل سواء عن طريق البر أو الجو لأن ذلك ليس له علاقة بالخلافات السياسية.
وفي ذات السياق أكد فخرو أن المواطنين كلهم ثقة ببلادهم وقيادتهم الرشيدة وأن الحصار ليس إلا طغيانا وإنكار حقوق الجار ومحاولة تعدٍ على سيادة بلادنا، فنحن كلنا صف واحد في وجه هذه الأزمة وسنتجاوزها أقوى بإذن الله تعالى، أما مكة المكرمة فإننا نصبر ونحتسب ونشكو لله حرماننا فهو رب البيت والعالمين.
من جانبه تساءل السيد أحمد إبراهيم محمد القاسم عن مصداقية البيان والترحيب الظاهري قائلاً رأينا ما حدث لمن سافر وكيف شددوا عليه الإجراءات ومنعوه من زيارة الحرم النبوي، عدا المضايقات والتعديات من الجماهير، وأضاف أن الترحيب الجاد والصادق يكون نابعا من القلب وبشكل بديهي لا بعد احتجاج العالم على تسييس مناسك الحج والعمرة فيكون هناك ترحيب ظاهري مبطن بالكثير من الأمور التي يفقد بها المواطن الاحساس بالأمان عند زيارة المملكة، فالذي يرحب عليه أن يفتح الطريق أولاً ويضمن سلامة المعتمرين والحجاج، فلا يصح أن تكون الخطوط مفتوحة للدول التي تعتبرها المملكة من داعمي الإرهاب وتغلق علينا نحن ويكون زيارتنا للمملكة بشروط ومعاملة تثير الريبة. مستغرباً هذا الكم الهائل من خطاب الكراهية من جانب دول الحصار ومؤكداً على أن المجتمع في قطر في كل أحاديثه يدعو لهم بالهداية والعودة إلى طريق الصواب ودائما نوصي بعضنا بما أوصته بنا قيادتنا الرشيدة بألا نرد الإساءة بالإساءة.
بدوره تساءل محمد يوسف عن هذا البيان الترحيبي المرتبك والذي لا يدل على جدية في الموضوع ومبطن بإجراءات تثير الريبة، وقال لماذا السعودية لم توقف الأنشطة الرياضية وبعض مجالات التعاون التي لها منها مصالح، وفي موضوع الحج والعمرة تتخبط في التصريحات فتارة تقول نرحب وفي الواقع ليس هناك وسائل نقل إلى مكة من داخل قطر لا عن طريق الجو ولا عن طريق البر، كما أنه ما الذي يضمن سلامتي عند زيارتي للمملكة، فإن سلمت من المؤسسات الرسمية التي تمنع زيارة الحرم النبوي فلن أسلم من مضايقات الجماهير الذين أججهم خطاب الكراهية الإعلامي. داعياً الله أن يهدي قيادة المملكة لتفصل أمور الدين عن السياسة وأن تعود لصوابها وتسعى لمصالح الشعب الخليجي لا لتفرقته.
من جانبه أعرب الوالد عبد العزيز إبراهيم عن أسفه الشديد لتصرفات المملكة في موضوع أداء مناسك الحج والعمرة للمواطنين القطريين، وقال في القلب شوق كبير لزيارة بيت الله الحرام ولكن ماذا نفعل أن كان جيراننا ذوي قلوب قاسية ولديهم مصالح يسعون لتنفيذها أهم من احترام الدين وحقوق الجيران والقوانين والأعراف الدولية، وإن كان الخطاب الرسمي هكذا والخطاب الإعلامي يدعو للكراهية فكيف تقول لنا الآن تعالوا لزيارة مقدساتكم ونحن لا نشعر بالأمان على أنفسنا وأهلنا وأموالنا، موضحاً أنه لا يصدق الترحيب الذي ادعته وزارة الحج والعمرة قائلاً لو كانوا صادقين لفتحوا المنافذ أمام المعتمرين والحجاج.
هذا وكان حرمان القطريين من زيارة البيت الحرام، قد بدأ بمنعهم من عمرة رمضان 1438هـ وهو أول عام للحصار ثم تتالى الحرمان فشمل عمرة رمضان التالي 1439هـ وبين الرمضانين هناك العديد من مواسم العمرة كلها حرم منها القطريون، ليشمل رمضان الثالث وسط ترحيب غير مصدق وتصريحات غير موثوقة. وواجه حرمان القطريين من الحج والعمرة وتسييس الفريضة والشعائر الدينية رفضا قاطعا من كل الهيئات الدولية والمنظمات الإسلامية حتى غير الإسلامية وفي مقدمتها اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في قطر، وعالميا استهجنت الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين، تمادي السلطات السعودية في توزيع أداء شعائر الحج والعمرة وفق أهوائها واستغلالها في تعزيز مواقفها، بحيث تمنح لمن يدعمها وتحظر عمن يعارضها. في غضون ذلك شن مغردون عرب وخليجيون حملة تنتصر لقطر على تويتر وتطالب بوقف تسييس السعودية أداء الشعائر الدينية.{ تصوير- أسامة الروسان
copy short url   نسخ
21/05/2019
2051