+ A
A -
باريس- الوطن- خديجة بركاس
بعد 730 يوماً -عامين- على مؤامرة اختراق وكالة الأنباء القطرية «قنا»، قال صحفيون وسياسيون فرنسيون، إن المؤامرة تعد «نكبة» في تاريخ الإعلام العربي وفي تاريخ الدبلوماسية، سيما أنها مازالت مستمرة، وتزايدت وتيرة الهجوم ضد قطر إعلامياً، والتآمر لتسويق «تُهم» ملفقة مثل دعم الإرهاب ضد دولة قطر وشعبها من خلال وسائل إعلامها التي كرستها لهذا الهدف المنافي لأصول وأدبيات المهنة، والقانون والمعاهدات الدولية، جريمة أدانتها جميع المنظمات الحقوقية والصحفية حول العالم.
وقال إيف غوادر لويس، الكاتب الصحفي المتخصص في الشأن الدبلوماسي بصحيفة «لوموند» الفرنسية لـ الوطن، إن اختراق وكالة الأنباء القطرية «قنا» حادث خطير للغاية يمثل انتهاكا لكافة القوانين والمواثيق الدولية الكافلة والضامنة لحرية الاعلام والصحافة، وسيادة الدول، والأمن السيبراني، جريمة معقدة ومركبة ومازالت محل دراسة من كافة المؤسسات الأمنية والإعلامية والحقوقية، بسبب ما ترتب عليها من انتهاكات وجرائم تسبب فيها الحصار الجائر الذي تم تبريره أو تسويقه على أنه «رد فعل» في حين أنه كما تبين للعالم «مؤامرة» خلق الحجج والأسباب للعدوان على دولة عضو في الأمم المتحدة، بعد فبركة الأسباب وتسويقها اعلاميا من خلال وسائل إعلامها وخاصة «السعودية والإمارات ومصر» في التو واللحظة حتى قبل أن تكتشف الحكومة القطرية الأمر، هذا يعني أن دول الحصار استغلت الإعلام والصحفيين للعب بورقة سياسية بشكل ملتوٍ أو تآمري، ونحن نرفض هذا الأسلوب المفضوح المتدني، الذي لم يخدع المجتمع الدولي ومجتمع الصحفيين حول العالم، رغم المليارات التي أنفقتها دول الحصار سواء على وسائل اعلامها لفبركة البرامج والتقارير الإعلامية أو لشراء مساحات في وسائل الاعلام الغربية لتسويق الأكاذيب، كل هذا ذهب هباء، وذهبت جهود دول الحصار خلال عامين من المؤامرة مع الريح، بل وأصبحت هذه المؤامرة «دليل ادانة» سيطارد دول الحصار إلى الأبد، كعار لا يمكن محوه.
فضيحة حاصرت الحصار
وأضاف غي دي روست، أمين لجنة الاتصال الخارجي بالحزب الاشتراكي الفرنسي، أن اختراق وكالة الأنباء القطرية قبل عامين يوم 23 مايو 2017، مؤامرة سياسية استغلت وكالة «قنا» لدس مبرراتها بين صفحاتها، وهي واقعة خطيرة إعلامياً ودبلوماسياً وسياسياً، خاصة بعد أن علمنا أن ضمن المخطط الذي وضعته دول الحصار «عدوانا عسكرياً» مبررها هذه الفبركات التي دست داخل وكالة الأنباء القطرية، وبرغم كشف الحكومة القطرية لهذه المؤامرة وأكدته جهات تحقيق محايدة «دولية» إلا أن دول الحصار استمرت في غيها، واستمرت في تسويق نفس الحجج الواهية التي اخترعتها، وحتى اليوم مازالت تمارس نفس السياسة رغم كشفها فتحول الأمر إلى مزحة سخيفة للغاية، رفضها العالم وزاد الرفض والكراهية الدولية لهذه الأساليب التآمرية بعد اكتشاف قتل الصحفي جمال خاشقجي في اسطنبول بطريقة مرعبة، ففضحت الجريمة الوجه القبيح لدول التآمر ضد الصحافة والصحفيين ووسائل الإعلام، والواقع بعد عامين من الأزمة أن قطر أقوى ووسائل الإعلام القطرية أنجح وأكثر مهنية، في حين المؤامرة الوضيعة مازالت وستظل تحاصر دول الحصار.
إرهاب إعلامي
وأكد أناتول نيكولا، الكاتب الصحفي المتخصص في الشؤون الأمنية والعسكرية بصحيفة «ليكبريس» الفرنسية، أن اختراق وكالة الأنباء القطرية «قنا» قبل عامين حادثة مثّلت حالة تحول كامل في الإعلام الخليجي، وهو تحول بعيد عن المهنية، أصبح الاعلام «السعودي الاماراتي المصري» مجرد أبواق للسب والقذف، وترويج الأكاذيب وبث الكراهية والتحريض، بشكل لا يمكن قبوله أو استمراره، كونه نوعا خبيثا من الإرهاب ونشر الخراب والدمار والنزاعات، هذا ما لم تواجهه الأمم المتحدة بحسم، الارهاب الإعلامي، حيث لم يدرك بعد الكثيرون خطورة هذا السلاح في إثارة الفتن والكراهية ونشر الارهاب، وهذا ما يفعله اعلام الحصار منذ حادث اختراق وكالة الأنباء القطرية، والآن بعد عامين يجب أن تتحرك الأمم المتحدة والمجتمع المدني في أوروبا وجميع الدول المدافعة عن الديمقراطية وحرية التعبير وحرية الإعلام لمواجهته بشكل مُلح ووضع ضوابط ناجعة لهذا الانفلات المخيف.
copy short url   نسخ
23/05/2019
1648