+ A
A -
نيويورك-قنا- أكدت سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، ومؤسسة الدوحة للأفلام، ورئيس مجلس إدارة مؤسسة أيادي الخير نحو آسيا (روتا) على أن الثقافة تعتبر عنصرا أساسيا في التنمية البشرية، وهي مصدر للهوية والابتكار والإبداع للجميع.
جاء هذا في بيان سعادتها أمام المائدة المستديرة رفيعة المستوى خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة حول «الثقافة والتنمية المستدامة» بمقر الأمم المتحدة بنيويورك.
واستعرضت سعادة الشيخة المياسة في بيانها الخطوات التي اتخذتها دولة قطر في تطوير متحف قطر الوطني، لافتة إلى إمكانية مساهمة الثقافة والتربية الفنية والصناعة الإبداعية في التنمية مع إمكانية توفير الحلول المبتكرة في السياقات الحضرية والريفية والوطنية.
وأفادت سعادتها، بأنه جرى التركيز عند الشروع في إنشاء المتحف الوطني على المعرفة الضمنية في طريقة حياة الشعب، قائلة إن «من الأهمية البالغة بالنسبة لنا حماية تراثنا الثقافي والطبيعي من خلال التواصل مع شعبنا في جميع المجالات».
وأشارت في هذا السياق إلى إنشاء مجموعات عمل مختلفة لجمع المعلومات التي من شأنها أن يتم تأويلها وتفسيرها بصريا لخدمة تجربة أجيالنا في المستقبل، موضحة أنه حرصا من ضياع المعرفة التي تنتقل عبر الأجيال شفهيا كان هناك حاجة ملحة لجمع السجلات الموجودة، فضلا على السجلات الأحدث، لافتة في الآن ذاته إلى التغيير السريع وغير العادي الذي شهدته دولة قطر.
واستعرضت الخطوات العملية التي اتخذت من أجل جمع التراث الشفهي لشعب دولة قطر، من بينها استخدام الكاميرات لإجراء 500 مقابلة لجمع ذكريات واستعراض تجارب عدة أجيال من القطريين، كما تمّ جمع المحفوظات القديمة وترقيمها.
ونوّهت سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني بأهمية مبادرة إنشاء المتحف الوطني، وذلك للحفاظ على المعرفة والحكمة لشعب دولة قطر، والتي من شأنها أن تساهم بالنمو المستدام وقالت بهذا الخصوص: «إننا نبني لتحسين حياتنا مع الحفاظ على تراثنا وهويتنا»، وأضافت «إننا ننقل هذه المعرفة والحكمة إلى شعبنا اليوم من خلال المعارض والبرامج التعليمية وتمكننا من التواصل مع الفئات والتخصصات المختلفة».
كما أشارت إلى أهمية المتحف الوطني بإلهام زوار دولة قطر من الخارج، الذين يمكنهم رؤية مدى ارتباط القطريين بحياة الصحراء والبحر ولمعرفة التاريخ الغني لدولة قطر وللحضارات التي ظهرت وللتأمل في ثقافة قطر المتنوعة في الحاضر والماضي. ونوهت سعادتها إلى أن المتحف مساهمة تؤكد فيها دولة قطر على التنمية المستدامة كهدف وطني أساسي ولتعزيز جودة حياة الشعب القطري وجميع الجنسيات التي تعيش في دولة قطر.
وتابعت سعادة الشيخة المياسة، أن قطاع المتاحف كفل التعليم الجيد والعادل وتعزيز فرص التعليم مدى الحياة للجميع، وقالت إن «العلاقة بين الشرق والغرب القديم والجديد لا تزال ثابتة وراسخة في تاريخنا وهويتنا الوطنية».
وفي ختام بيانها، أشارت سعادتها إلى التحديات التي تواجه التنمية المستدامة بسبب حجم السكان، مشددة في الوقت نفسه على أهمية تعزيز القدرات البشرية من خلال التدريب والاستثمار في التعليم، وقالت إن «ميزة نمو القطاع الثقافي في دولة قطر، هو قدرته على خلق الكثير من الوظائف على الصعيد الإقليمي، ولسوء الحظ أن المناخ السياسي يحول دون ذلك ويعرقل جهود القضاء على الفقر وبالتالي تعريض السلام العالمي للخطر».
كما أكدت على دور قطاع الثقافة في دعم الحوار والتسامح، معربة عن أملها أن يبقى قطاعا رئيسيا في جميع أنحاء العالم لتعزيز التنمية المستدامة والحوار على الصعيد العالمي.. كما شاركت سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني في حوار الدائرة المستديرة للاجتماع الرفيع المستوى، حول «التنوع الثقافي باعتباره التراث المشترك للإنسانية»، وناقش المشاركون قوة الثقافة والتراث الثقافي في تعبئة الشعوب والمجتمعات إزاء التنمية المستدامة، وتناول الحوار أهمية حماية التراث الثقافي والطبيعي، ودور المعارف التقليدية لتعزيز المرونة والعمل البيئي (بما في ذلك تغيّر المناخ) وتأثير التراث الثقافي في الحفاظ على الهوية والسلام.
copy short url   نسخ
23/05/2019
1501