+ A
A -
سلطان بن محمد
[email protected]الـصـج.. يـنقال** بعـد أن مكث بيننا لأيام معـدودات، غادرنا ضيفـنا الكريم عـلى أمل أن نلقاه إن شاء الله بعـد سنة من الآن فـطوبى وألف طوبى لمن استقبله وأكرمه وخرج منه فائزا بأعـظم أجـر بينه وبين ربه.
** معـذرة يا رمضان عـن إضاعة البعـض أيامك في ما لا ينفعهم لآخـرتهم وابتعاد بعـض المسلمين عـن أهـدافك فـصاموا ولكن لم يصوموا، صاموا عـن الطعام والشراب، ولم يصوموا عـن محارم الله، ولم يتوبوا عـن فعـل المعاصي واعـتبروا أن الصيام ليس إلا عادات وتقاليد قـديمة متوارثة ولكن عـزاءنا في الذين عـرفـوا حقيقتك فاستقـبلوك فـرحين بمقـدمك بقلوب خاشعة نابضة وهم يستغـفـرون الله عـلى ما ارتكـبوا من ذنوب، وتعـبدوا بعـبادة صادقة فصاموا وصلوا وقـرأوا القرآن ليجعـلوا ألسنتهم رطبة بذكـر الله، وتسابقوا في أعـمال البر وأكـثروا من الصدقات وفعـل الخيرات والأمر بالمعـروف والنهي عـن المنكر ورفعـوا أكفهم إلى الله طالبين المغـفـرة والعـفو منه سبحانه وأن يتجاوز عـن خطاياهم وسيئاتهم، فخرجوا منك فائزين غانمين بعـد أن أعـطيتهم من كـرمك وجودك وفـضائلك الكثير، وعـلمتهم تهذيب النفس ولم تأخذ منهم شيئا.
** معـذرة يا شهرنا المبارك عـما قام به بعـض ذوي النفوس الجشعة التي لا تشبع، الذين يتخذون من مقولة «التجارة شطارة» شعارا لهم، إلا أن مفهوم هـذه المقولة عـندهم هـو استغلال كل مناسبة للكسب السريع وبأي طريقة كانت وليس التجارة الحلال، فـقـد استغـل بعـض التجار مناسبتين دينيتين هما شهـر رمضان وعـيد الفطـر واصطادوهما معا بشبكة واحـدة وهـي شبكة الاستغلال فـتسابقوا في رفع أسعار بضائعهم عـلى المسلمين أضعافا مضاعـفة ولم يكـن أمام المستهلك بالطبع من خيار سوى رفع راية الاستسلام والرضوخ والدفع فمتطلبات رمضان ومستلزمات العـيد تجبرانه رغـما عـنه عـلى ذلك، لقد ربح هـذا البعـض من التجار الشطار الكثير من المال إلا أنهم في ذات الوقـت خسروا ثواب شهر الخير وثواب عـيد الفطر.
** معـذرة يا شهـرنا الكريم عـما قام به المتسابقون في الإسراف والتبذير الذين جعـلوا منك مجرد مائدة تقام في الليالي ويستغـرق معـظم ساعات النهار في إعـدادها، لـيتهـم أدركـوا حكمة الصيام وابتعـدوا عـن البذخ وأعـطوا هـذه الفـريضة حقها من العـبادة والاقـتراب من الله والاغـتسال من الذنوب، ليتهم خـرجوا من رمضان بأكبر قـدر من الأجـر والثواب في عـلاقة العـبد بربه، هـذا الشهـر الذي خصه الله لذاته، فـتكـريم الله لهذا الفـرض واخـتصاصه له لأعـظم إكرام للفـريضة وللقائم بها، فـليتهم أدركوا هـذا المغـزى وخـرجـوا بالـرصيد الكبير بينهم وبين خالقهم.
** معـذرة يا شهـرنا الكـريم عـما بدر من المتسابقين في لعـب الورق إلى ما بعـد صلاة الفجـر، ومشاهـدة القـنوات الفضائية الحـريصين عـلى متابعة المسلسلات والمباريات الـرياضية وبرامج المسابقات للفـوز بحفـنة من الـريالات لحبهم المال حبا ًجما، بدلا من الفوز بالجنة الـتي وعـد الله بها عـباده المؤمنون، عـلى الـرغم من سماعـهم «حي عـلى الصلاة.. حي عـلى الفلاح» إلا أنهم لا يلبون النداء.
بقلم: سلطان بن محمد
copy short url   نسخ
12/06/2019
1472