+ A
A -
في حوار خاص مع صحيفة الإندبندنت البريطانية تحدث المدرب الألماني يورجن كلوب، المدير الفني لفريق ليفربول الانجليزي، الفائز بلقب دوري أبطال أوروبا لهذا الموسم، عن أسرار نجاحه، واللاعبين المميزين لديه بالفريق، كما كشف عن عشقه الكبير لكرة القدم والأسرة، وعن الطريق الذي يتبعه لإيجاد السعادة في الحياة، حيث يبلغ من العمر الآن 51 عامًا، ويرى أن الحياة قصيرة جدًا ويجب استغلال كل لحظة فيها، وإلى نص الحوار...
* لماذا اخترت كرة القدم بالتحديد وليس أي لعبة أخرى، خاصة أن والدك كان مدرب تنس شهير؟
- نعم كان أبي مدربا للتنس، ورأيت خلال طفولتي العديد من المواهب التي كانت تلعب التنس معي. لكن لم يكن هناك فرصة شغف لدي تجاه تلك اللعبة، كما أنني لم أكن ذلك الطفل الذي أراد أن يلعب وحده أو مع شخص واحد آخر فقط لساعات وساعات. ففي كرة القدم، كان من الممكن أن ألعب 12 ساعة في اليوم، مع 10 لاعبين آخرين، فقط إذا أعطاني شخص ما الفرصة، لذا عشقت كرة القدم وأعطيتها كل حبي ومجهودي ومازلت نفس ذلك الطفل الشغوف باللعبة حتى الآن.
* من الواضح أنك رجل ذكي، ولديك منظور للأمور من حول العالم، كما تملك الكثير من الاهتمامات. ومع ذلك، فقد كرست حياتك كلها لهذه اللعبة وعندما تنظر إلى الوراء في جميع السنوات التي كرستها لكرة القدم، وكل الساعات التي قضيتها في ملعب التدريب.. هل شعرت يومًا بأنك كنت تستطيع استخدام عقلك في مجال أفضل؟
- (يضحك بصوت عالٍ قليلاً).. ربما كان يجب علي أن أفعل ذلك، ففي الثالثة والثلاثين من عمري تغيرت حياتي في هذا الاتجاه، نحو العمل في التدريب على كرة القدم، وفي حقيقة الأمر أرى أنني سرت في الاتجاه الصحيح. لأن الرياضة لطيفة، لكن ليس لدي أدنى فكرة عما إذا كنت أرغب حقًا في ممارسة هذا العمل عندما أتخطى السبعين من العمر، فالحياة تغير أفكارنا بشكل كبير، فقبل أكثر من 30 عاماً، كنت أريد دراسة الطب، لكنني اكتشفت أنني لا أستطيع دراسة الطب ولعب كرة القدم معاً. وهكذا كان الأمر.. حاولت محورة حياتي حول لعب كرة القدم. ربما لم يكن قرارًا مسئولاً أو ذكيًا حقًا وقتها. كما أن المال الذي كسبته في بداية حياتي لم يكن شيئًا. ولكن المفاجآت توالت بعدها وأصبحت الحياة أفضل بكثير.
* هل تشعر أنك ربحت اليانصيب عندما عرضت عليك فرصة تدريب ليفربول؟
- بالطبع فهو أفضل ما حدث لي حتى الآن، فليفربول نادي عريق ولديه سياسة جماعية صارمة، فهو مثل شركة تدار وفقًا لمبدأ المساواة، وكل شخص لديه مصلحة في الفوز، والجميع مصممون على الشعور بقيمة ما يقدمونه للفريق، وذلك يشمل الجميع من محمد صلاح، الذي يتمتع بروح المسؤولية ويحب اللعب الجماعي، نهاية بالشخص الذي ينظف الطاولات في قاعة الاجتماعات. فهنا في ليفربول كرة القدم جماعية بشكل صارم، والنظام قوي وجاد، وهذه الشركة أو المصنع تعمل فقط عندما يقدم كل لاعب من الـ11 لاعب كل ما لديه في الملعب، كما أحترم في ليفربول الدور الاجتماعي الذي يقوم به، والذي تجسد في بعض أنشطة النادي المجتمعية، سواء من خلال مؤسسة ليفربول الخيرية أو مجموعات بنك الطعام التي تعمل بلا هوادة في يوم المباراة، وفكرة أن علينا جميعًا واجب تجاه أولئك الأقل حظًا في المجتمع وأن ليفربول يسارع لمساعدة كل هؤلاء تجعلني فخوراً جداً بأنني جزء من هذه المنظومة.
* هل تعتقد أن كرة القدم لا تزال قوة لتوحيد الناس وعمل الخير حول العالم؟
- بالطبع، بنسبة 100 %.. فعلى سبيل المثال ستجد أن غرفة تبديل الملابس في كرة القدم هي المثال المثالي لكيفية عمل جميع الثقافات المختلفة معًا. لأن لديهم نفس الهدف، وهو الفوز في اللعبة. وما يعجبني في كرة القدم هو أنه يمكنك الجمع بين الكثير من الناس، ليس فقط في الاستاد لمدة 90 دقيقة بنفس المشاعر، والتركيز نفسه، والطاقة ذاتها، ولكن حتى بعد المباراة فالجميع يحتفل سويًا بعد الفوز، ويعانون معًا بعد الخسارة.. لذا، نعم الرياضة لا تزال قوة جيدة لنشر الخير، ولكن لأسباب مختلفة باتت الآن في خطر.
* حقاً.. لماذا تعتقد أن كرة القدم في خطر؟
- إنها في خطر بسبب الضغط الشديد على الموجودين فيها، فالرياضة تتطور باستمرار ويتم إطلاق المزيد والمزيد من المسابقات، والمزيد والمزيد من الألعاب. وهنا يجب ألا ننسى أن اللاعبين مثلما يحتاجون إلى التدريب فهم بحاجة إلى الراحة أيضًا. فعلى سبيل المثال، لعبنا المباراة النهائية في الشامبيونزليج في 1 يونيو الماضي، بعد ذلك ظهرت مباريات دوري الأمم، وكأس الأمم الأفريقية بالنسبة لصلاح وساديو ماني. وأن تلعب كرة القدم لمدة 12 شهر فهذا سيؤدي إلى إرهاقك بالتأكيد.
* لكن أليست هذه مجرد الضرورات المالية للعبة؟ فكرة القدم مبنية على الإيرادات في هذه الأيام؟
- ربما.. لكن لماذا يجب أن تكسب الاتحادات الدولية أموالًا أكثر مما تنفقه؟ ولماذا يجب أن يحصل الفيفا على أموال أكثر مما ينفق؟ ولماذا يجب أن يكون لدى الاتحاد الأوروبي أموال في حسابه؟ ولماذا يجب أن يكون هناك كأس العالم أكبر؟ ولماذا يجب أن يكون لديهم أموال أكثر مما يحتاجون أصلاً؟ هل كل ذلك لبناء مباني أكبر، لا أعرف، ولكن في رأيي لا يوجد سبب لذلك، نسمع باستمرار جملة: «اجعلها أكبر.. قم بتوسعة البطولة» ولكن هذا ليس من مصلحة أحد. وسعدت مؤخراً بعد أن عرفت أن مونديال قطر 2022 المقبل سيقتصر فقط على 32 منتخب.. وهذا جيد، فنحن لسنا بحاجة إلى المزيد من المنتخبات.
* ماذا عن منافسات الأندية؟.. فالأموال تؤثر كثيراً في كرة القدم، وعلى سبيل المثال الآن، بسبب عدم المساواة المالية، يفوز يوفنتوس كل موسم في إيطاليا، وبايرن ميونيخ في ألمانيا. هل ترى تلك كمشكلة؟
- نعم قد يكون الأمر كذلك. فقد عشت طويلاً في ألمانيا، لذلك شعرت أن بايرن كان موجودًا طوال الوقت. لكن كان هناك دائمًا فجوة مالية حيث يمكنك القفز على الصفقات دائمًا، وسيبقى الأمر كذلك.. أنا متأكد. كان على سبيل المثال إذا تابعت البوندسليجا سترى أن ليفركوزن كان فريقًا رائعًا هذا العام، ودورتموند موجود على الساحة أيضاً، وفولفسبورج قدم موسمًا لائقًا للغاية، وهناك لايبزيج، لذا يمكنك القول أنه رغم عدم المساواة المالية إلا أن هناك منافسة، وإنجلترا أفضل بكثير في هذا الصدد فهنا يوجد منافسة مناسبة للجميع.
* بعد الفوز بالشامبيونزليج، هل ترى ليفربول واحداً من الأسماك –يقصد الفرق- الكبيرة في أوروبا؟
- نعم، ولدينا الدافع للبقاء على هذا المستوى، لكن بالطبع هناك أسماك كبيرة إلى جوارنا أيضاً، فإذا نظرت إلى توتنهام وإلينا، فستجد أن الفريقين كان لديهما تصميم كبير على الفوز بدوري أبطال أوروبا وليس فقط التواجد في النهائي، لذا فهناك فرصة للجميع، وهناك دائمًا أشخاص لديهم الكثير ليقدموه على المستويين الانجليزي والأوروبي.
* ختاماً، وكقاعدة عامة، هل توافق على أنه من واجب الناس مساعدة من هم أقل حظًا؟
- بالطبع.. فالقاعدة التي أتبعها في حياتي هي أهتم بالآخرين أولاً وقبل كل شيء، كما تأتي عائلتي قبل أي شخص أو مكسب. فأنا أريد أن نمتلك جميعًا فرصة لتحسين ظروفنا، وهذا ما يحدث الآن في ليفربول.ليفربول من الأسماك الكبيرة بأوروباربحت اليانصيب بتدريبي الريدزالحياة
هدية يجب أن
نستغلهاصلاح
يحب العمل الجماعيترجمة- نورهان عباس
copy short url   نسخ
12/06/2019
1895