+ A
A -
فرضت الولايات المتحدة عقوبات على رجل الأعمال السوري سامر فوز وأسرته، الذين تربطهم صلات وثيقة بالرئيس السوري بشار الأسد والذين تقول واشنطن إنهم جنوا ملايين من خلال تطوير عقارات على أراضٍ تعود لفارين من الحرب، مستولى عليها.
وقالت وزارة الخزانة الأميركية إنها فرضت عقوبات على سامر فوز وشقيقيه عامر وحسين وشركة «أمان القابضة» التي تملكها أسرته وتديرها في مدينة اللاذقية الساحلية.
وقال مساعد وزير الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية سيغال ماندلكر إنّ «رجل الأعمال السوري يدعم مباشرة نظام الأسد القاتل ويقيم استثمارات فاخرة على أراضٍ سلبت من أشخاص فروا من وحشيته».
وفي المحصلة، شملت العقوبات 16 فردا وشركة سبق أن فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على معظمهم في يناير الفائت. وفي مقدمة هؤلاء شقيقا رجل الأعمال حسين فوز وعامر فوز اللذان يديران شركة مقرها في الإمارات العربية المتحدة وسوريا ومتخصصة في تجارة الحبوب والسكر ومعدات الصناعة النفطية.
وبين الشركات التي أدرجت على القائمة شركتان مقرهما في لبنان هما: «سينرجي إس ايه إل» و«بي إس كومباني» بتهمة توريد النفط الخام الإيراني إلى سوريا في وقت شددت الولايات المتحدة عقوباتها على بيع النفط الإيراني. كذلك، شملت العقوبات قناة «لنا» التليفزيونية وفندق «فور سيزنز» في دمشق اللذين يديرهما سامر فوز بشكل مباشر.
وتقضي العقوبات الأميركية بتجميد أي أصول محتملة للأفراد والكيانات المعنية في الولايات المتحدة، وحرمانهم من الاستفادة من النظام المالي الدولي.
من هو سامر فوز؟
أسس الفوز شركته الخاصة «الفوز» نهاية الثمانينيات، وكانت تعمل في مجال التطوير العقاري والسلع الغذائية، قبل أن يتوسع نشاطها بعد ذلك ليطال قطاعات مختلفة من بينها خطوط طيران وقنوات تليفزيونية وصحف وتوكيلات سيارات إضافة إلى سلسلة فنادق أبرزها فندق «فورسيزونز» بعد شراء حصة الأمير الوليد بن طلال.
وفي الآونة الأخيرة، تمكن الفوز من حيازة أصول وسندات ملكية لرجال أعمال سوريين عارضوا نظام الأسد مع انطلاق الثورة السورية، بعد تجميد النظام أملاكهم وعرضها في المزاد العلني، وكان فوز هو الوحيد القادر على حيازتها.
لمع نجم الفوز ودخل اسمه بورصة التداول في قطاع الأعمال والوسائل الإعلامية، بعد اتهامه بارتكاب جريمة قتل عام 2013، بصحبة 10 آخرين في تركيا، ليخرج من السجن بعدها بأشهر.
وقالت وكيلة وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، سيغال ماندلكر: «إن الفوز وأقاربه وإمبراطوريته التجارية استفادوا من فظائع الصراع السوري لتكوين مؤسسة مدرة للربح».
وفرض الاتحاد الأوروبي في 21 يناير الماضي، عقوبات على الفوز و14 فردا وكيانا لاستفادتهم من علاقتهم مع النظام السوري من أجل مصلحتهم المالية وتمويل النظام من خلال مشاريع مشتركة معه لتطوير أراض تمت مصادرتها من أشخاص نازحين.
كما استفاد الفوز من مرسوم رئاسي أصدره الأسد في 2012 تم بموجبه طرد سكان المناطق الفقيرة في دمشق من أجل إقامة مشاريع فاخرة.
وفي أكتوبر 2017، دخلت شركته «أمان القابضة» في شراكة مع النظام السوري عندما قامت وشركة «دمشق الشام» المملوكة للدولة بإنشاء شركة «أمان دمشق»، لتمتلك «أمان القابضة» فيها غالبية الأسهم.
وحصلت «أمان دمشق» على حق بناء ثلاث ناطحات سحاب وخمسة عقارات سكنية بعقد قيمته 312 مليون دولار.
تمتلك وتسيطر «أمان القابضة»، التي يعتبر الفوز رئيسها ومديرها العام، أكثر من 12 شركة يستفيد منها الفوز شخصيا وتتيح له الاستثمار في مزيد من مشاريع إعادة الإعمار الفاخرة.
بيان وزارة الخزانة أوضح أن «تليفزيون لنا» الذي يمتلكه الفوز ومقره لبنان (من بين الكيانات المدرجة) أذيعت عبره إعلانات تجارية تروج للاستثمار في مشاريع الأسد الفاخرة.
وتعتبر شركة «ASM» الدولية للتجارة العامة، ومقرها الإمارات، إحدى الشركات التي تعمل تحت مظلة «أمان القابضة»، حيث ذكرت الخزانة الأميركية قيام هذه الشركة بـ«استغلال النظام المالي الدولي خارج سوريا». وبالإضافة إلى نشاطاتها التجارية في السلع الغذائية مثل القمح والسكر، فهي تعمل أيضا في مجالي النفط والغاز الطبيعي. آخر استثمارات الفوز المالية في سوريا تمثلت بشراء حصص في «بنك سوريا الدولي الإسلامي» و«بنك البركة سوريا». ويسعى الفوز أيضا إلى إنشاء مؤسسة مالية في سوريا بالشراكة مع بنك روسي بهدف جذب المستثمرين الروس إلى سوريا. وبموجب العقوبات الجديدة التي أقرتها واشنطن، سيتم حظر أي ممتلكات أو مصالح للمدرجين في هذه العقوبات، من الممتلكات في حيازة أفراد أميركيين أو تحت سيطرتهم أو داخل الولايات المتحدة. ويحظر عموما على حاملي الجنسية الأميركية إجراء أي تعامل تجاري معهم.
copy short url   نسخ
13/06/2019
1550