+ A
A -
كتب- محمد الجعبري وقنا
شهد معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، حفل تخريج الدفعة الثامنة من طلاب وطالبات كلية المجتمع بمركز قطر الوطني للمؤتمرات مساء أمس.
بدأ الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، وبعد ذلك تم عرض فيلم وثائقي عن التعليم ومساهمته في بناء الوطن، سلط الضوء على طموحات الخريجين ودورهم في بناء المستقبل وجهودهم في سبيل خدمة المجتمع في ظل ما تشهده الدولة من إنجازات وتنمية.
ثم قام معالي رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية بتكريم الخريجين المتميزين.
حضر الحفل عدد من أصحاب السعادة الشيوخ والوزراء والأكاديميين وأعضاء الهيئة التدريسية وأهالي الخريجين وضيوف الحفل.
وتضمنت دفعة هذا العام 890 خريجًا وخريجة، منهم 305 خريجين و585 خريجةً. وشكل حاملو شهادة الدبلوم المشارك في الإدارة العامة ما نسبته 40 % من الخريجين، فيما شكل حاملو الدبلوم المشارك في الآداب 39 % من مجمل الدفعة.
وقد شهد حفل هذا العام تخرج أول دفعة من حاملي شهادتي البكالوريوس في الأمن السيبراني والدبلوم المشارك في إدارة الخدمات اللوجستية في قطر، الذين من المتوقع أن يسهموا بدور فعال في حماية كل من البنية التحتية للمعلومات الحيوية والبنية التحتية اللوجستية للدولة. ويأتي ذلك في إطار مساعي دولة قطر لتعزيز مكانتها الريادية في مجال الخدمات اللوجستية في المنطقة، والمساهمة في دعم التحول الاجتماعي والاقتصادي المتوقع في البلاد، نحو تحقيق رؤيتها لبناء مجتمع قائم على المعرفة.
كما شهد الحفل تخرج أول دفعة من طلاب برنامج الدبلوم المشارك في الهندسة التكنولوجية، الذين أصبح بوسعهم الآن الاختيار بين بدء مسيرتهم المهنية في المجالات التقنية أو مواصلة رحلتهم العلمية عبر برامج البكالوريوس التي تقدمها الكلية في مجالي الهندسة الكهربائية والهندسة الميكانيكية.
وبهذه المناسبة، وجه الدكتور محمد النعيمي التهنئة إلى الخريجين والخريجات، قائلًا: «اليوم، تمتزج مشاعر الفخر والاعتزاز بمشاعر السرور والفرح بمناسبة وصول طلابنا إلى ختام مرحلة جديدة من مراحل مسيرتهم الأكاديمية ورحلتهم نحو استكشاف الوظائف القيادية والمتخصصة المختلفة التي تعدهم ليكونوا قادة المستقبل. ومع توسع شبكتنا من الكوادر الوطنية المبدعة والمؤهلة علميًا التي نعدها للالتحاق بسوق العمل القطري وتلبية مختلف احتياجاته ومتطلباته، نود أن نغتنم هذه الفرصة لنتفكّر حول رحلة كلية المجتمع التي كانت مجرد فكرة، وتطورت لتصبح المؤسسة التعليمية الأسرع نموًا في الدولة».
وأردف بقوله: «وما بين الفكرة والإنجاز، نجحت أسرة كلية المجتمع من الأكاديميين والإداريين في إنشاء بيئة تعليمية شاملة تتمحور حول الطالب، وقادرة ليس على إثراء الحياة الجامعية فحسب، بل وسد الفجوة بين الشق النظري للتعلم في قاعة الدراسة والشق العملي الذي يتطلبه سوق العمل. وقد مكنتنا هذه المقاربة الفريدة من تعزيز نوعية ومخرجات التعليم، وضمان نجاح طلابنا في تحقيق طموحاتهم الشخصية والمهنية. ويسعدني أن أتوجه بأصدق التهاني إلى جميع خريجينا، متمنيًا لهم النجاح في تحقيق كل حلم يصبون إليه».
كلمة الخريجين
وفي كلمته نيابة عن زملائه الخريجين والخريجات، ألقى حسن حمود المطري، خريج برنامج الدبلوم المشارك في العلوم التطبيقية في إدارة الجمارك، الضوء على الآفاق الواعدة التي تنتظرهم، قائلًا: «إن تخرجنا اليوم ليس نهاية رحلتنا نحو العلم والمعرفة، بل هو نقطة الانطلاق لعالم أرحب. ولهذا، فإنني أحثكم ونفسي على مواصلة المسير، وتطبيق ما تعلمناه لخدمة الوطن في كافة المناحي، وحينها فقط نكون قد رددنا الجميل لوطننا الغالي الحبيب». كما رفع الخريج أسمى آيات العرفان لمقام حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، ولصاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر على كل ما قدموه ويقدمونه لدفع مسيرة التعليم في قطر والنهوض بها. مثمنًا في الوقت ذاته توجيهات معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، ودعمه المتواصل لطلاب وطالبات الكلية.
ومع اختتامهم لمرحلة مهمة من مراحل حياتهم، والبدء باستكشاف المرحلة التالية، استعرض خريجو دفعة 2019 مسيرتهم في كلية المجتمع في قطر، وكشفوا النقاب عن سبب اختيارهم للبرامج الأكاديمية التي درسوها للشروع بمسيرتهم المهنية المنشودة.
فعلّق تركي الهيدوس، ضابط مرشح في البحرية القطرية، قائلًا: «لقد اخترت استكمال دراستي في كلية المجتمع لما تقدمه من تخصصات مميزة، ومن بينها تخصص الخدمات اللوجستية والإمدادات، وهو التخصص الذي ساعدني في تعزيز خبراتي في ذلك المجال وتحقيق طموحاتي المهنية».
من جهتها، قالت سارة عبد الواحد: «لقد دفعني شغفي بمجال الهندسة إلى الالتحاق ببرنامج الدبلوم المشارك في الهندسة التكنولوجية. وبما أنني أُدير شركة مقاولات، فقد كانت المهارات والمعارف التي اكتسبتها في كلية المجتمع مفيدة في إدارة أعمالي الخاصة وكذلك في وظيفتي في القطاع العام على حد سواء».
وأشارت سارة المراغي، التي نالت درجة البكالوريوس في الأمن السيبراني، إلى أن الكلية قد وفرت لها تجربة تعليمية شيقة وساعدتها على صقل مهاراتها عندما قررت «الالتحاق بمجال فريد وحيوي لتعزيز نهضة وطننا الحبيب».
أما سعيد هادي المري، الذي حصل على درجة البكالوريوس في الإدارة العامة، فقال: «لقد كان طموحي يدفعني دائمًا لاستكمال دراستي الجامعية، وبفضل من الله ومن ثم كلية المجتمع استطعت تحقيق حلمي. فكلية المجتمع تتميز بتنوع برامجها ومرونة جدولها الدراسي الذي يراعي أوقات عمل الموظفين وانشغالاتهم، وهو الأمر الذي مكنني من التوفيق بين وظيفتي ودراستي».
ومن جانبه، أكد الدكتور خالد العبد القادر أن كل دفعة من خريجي الكلية الواعدين إنما تلهم كلية المجتمع على الاستمرار في سعيها الدؤوب نحو تحقيق التميز الأكاديمي. وتحدث الدكتور العبد القادر حول خطط الكلية للفترة المقبلة، قائلًا: «على الصعيد الأكاديمي، وبناءً على توجيهات وزارة التعليم والتعليم العالي، تستعد كلية المجتمع لإجراء دراسة مكثفة حول تقديم نموذج التعليم المرن - بالتوازي مع برامجها التقليدية - الذي يجمع بين التعلم الإلكتروني والتعليم الصفي لعدد من البرامج الأكاديمية الحالية والمستقبلية بالكلية».
وأضاف: «ويستعد مركز اللغة الإنجليزية بالكلية أيضًا، والذي يُعد مكونًا أساسيًا لبرنامجنا التأسيسي، للحصول على اعتماد أكاديمي عالمي للتأكيد على جودة خدماته التعليمية. كما نسعى لإبرام شراكات استراتيجية مع عدد من الجامعات المرموقة في العالم العربي للتوسع في برامجنا الأكاديمية. وسوف يقوم فرعنا الذي اُفتتح مؤخرًا في منطقة الخور بطرح 20? من مقررات المتطلبات العامة للكلية في خريف 2019، بالإضافة إلى تقديم برامج التدريب المتخصصة في شتى القطاعات الاقتصادية والصناعية، بالتعاون مع عدد من المؤسسات الوطنية والدولية. وأخيرًا، نستعد لإبرام شراكة مع وزارة التعليم والتعليم العالي وجامعة قطر، وهي الشراكة التي ستمكن خريجينا من استكمال دراستهم بجامعة قطر للحصول على درجة البكالوريوس في تخصصي الطفولة المبكرة وإدارة الأعمال».
وفي حين كان حفل التخرج فرصة لتسليط الضوء على خطط كلية المجتمع في قطر وتطلعاتها المستقبلية كمؤسسة تعليمية وطنية، فقد مثّل الحفل أيضًا مناسبة ملائمة للاحتفاء بإنجازات الكلية خلال العام الأكاديمي الماضي، التي عززت من مكانة الكلية الرائدة، كما أوضح الدكتور عبد الله هزايمة، حيث قال: «لقد عززت كلية المجتمع كافة خدماتها خلال العامين الأكاديميين الماضيين. وتجلى أحد أهم التطورات في تبني الكلية نهجًا متكاملًا يعتمد على ثلاثة إجراءات، لتعزيز توفر مقرراتها وإتاحة المزيد من الفرص للطلاب حتى يتمكنوا من تحقيق أهدافهم التعليمية، إضافة إلى تطوير العمل بشكل عام على الصعيد الأكاديمي. وقد تمكنّا، خلال الفترة التجريبية، التي امتدت على مسار فصلين دراسيين، من تقليص قائمة انتظار الطلاب بنسبة تصل إلى 89 %».
وإلى جانب الإنجازات الأكاديمية للطلاب المتخرجين، شهد حفل هذا العام إنجازًا مُهمًا ساهم فيه الدكتور رامي الرجب، الأستاذ بكلية المجتمع في قطر، الذي ألَّف مقطوعة موسيقية حصرية لمسيرة التخرج، حيث كانت الدفعة الثامنة أول من يسير على إيقاعها. واستوحى الدكتور الرجب اللحن من موسيقي التراث القطري مما أكسبه طابعًا خاصًا يُميز الكلية.
وبعد توزيع الشهادات على خريجي دفعة هذا العام، وتخليد تلك الذكرى من خلال التقاط صورة جماعية لجميع الخريجين وأعضاء هيئة التدريس، أعلنت مها النعيمي، خريجة الدفعة الثانية من كلية المجتمع ببرنامج الدبلوم المشارك في العلوم، عن قبول 890 عضوًا جديدًا في رابطة خريجي كلية المجتمع في قطر.
copy short url   نسخ
18/06/2019
1621