+ A
A -
عواصم : عماد فواز - خديجة الورضي - خديجة بركاس - نادية وردي - زينب بومديان
علق خبراء عرب وأوروبيون على زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، إلى العاصمة الباكستانية إسلام آباد، وعقد مباحثات مع الرئيس الباكستاني ورئيس الوزراء تناولت سبل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، والتوقيع على مذكرات تفاهم، بوصفها زيارة تعظيم العلاقات القطرية مع مختلف القوى الدولية، وتوطيد العلاقات، شرقاً وغرباً، في إطار الرؤية الحكيمة للقيادة في قطر الرامية إلى تجاوز الحدود ومد جسور التواصل والتبادل على كافة المستويات المبني على مبدأ المنفعة المشتركة، ما خلق مرحلة مشرقة في تاريخ قطر ورسم طريق من نور نحو مستقبل واعد لم تشهد المنطقة مثله على مر تاريخها.
نجاح سياسي
أكد هشام البناني، خبير العلاقات السياسية والدولية، ومدير مركز «الشرق الأوسط» للدراسات السياسية والاجتماعية بالرباط لـ الوطن، أن زيارة صاحب السمو لإسلام آباد جاءت كخطوة جديدة مهمة على طريق الانفتاح السياسي والاقتصادي والعسكري والثقافي في جميع الاتجاهات ومع جميع القوى الدولية، وهي رؤية رائدة وضعت الدوحة في مكانة دولية مهمة للغاية، في الوقت الذي أرادت دول الحصار تركيع قطر ومحاصرة نفوذها دولياً وإقليمياً، لينتهي الأمر قبل مرور عامين بعكس ما أرادوا، فتوسعت العلاقات القطرية وزاد نفوذ الدوحة بشكل مثير للإعجاب ولافت لجميع المراقبين الدوليين، حيث قام حضرة صاحب السمو منذ بداية الحصار في يونيو 2017 بجولات واسعة لمناطق مهمة استراتيجياً واقتصادياً مثل «السنغال ومالي، وبوركينا فاسو، وغينيا، وكوت ديفوار، وغانا»، أعقبها زيارة لـ«ماليزيا، وسنغافورة، وأندونيسيا» في أكتوبر 2017، ثم كوريا الجنوبية واليابان والصين في مطلع العام الجاري، ثم جمهورية النمسا وجولات للعديد من الدول الأوروبية، أيضا رواندا ونيجيريا، أبريل الماضي، جولات حققت انتصارات سياسية بالغة التأثير على الصعيد الدولي، وأكدت قوة الدبلوماسية القطرية، وحققت نجاحاً اقتصادياً يُدرّس في فنون إدارة الأزمات، وبفضل هذه السياسة المستنيرة نجحت قطر وتوسعت وتمدد نفوذها في حين تراجعت دول الحصار وتقوقعت وأدخلت نفسها في عزلة دولية بل بعضها أصبحت دولاً منبوذة و«مارقة»، ومازالت النجاحات القطرية مستمرة ونتوقع مزيدا من الانفتاح السياسي والدبلوماسي والتحالفات والاتفاقيات التي ستغير شكل المنطقة خلال السنوات القليلة القادمة في ظل التغيرات السياسية التي تشهدها المنطقة حالياً والتهورات السياسية التي إذا استمرت سوف تقلب المنطقة بالكامل.
قوة عسكرية
أكد إفرايم فولفجانج، الضابط السابق بالجيش الألماني، والمحاضر بالكلية العسكرية الألمانية، أن السياسة الخارجية لدولة قطر منذ منتصف عام 2017 تغيرت تماماً خاصة على الصعيد العسكري، حيث أبرمت الدوحة اتفاقيات تسليح متنوعة مع مختلف القوى الدولية من شأنها تعزيز القوة الدفاعية للبلاد، إضافة إلى الانخراط القوي مع حلف شمال الأطلسي كعضو، وهي قوة عسكرية أوروبية مهمة سوف تفيد الجيش القطري من حيث خبرة الأفراد وفي مجال التدريبات المشتركة، وكذلك الانخراط الناجع ضمن قوات التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب بقيادة الولايات المتحدة، أدت القوات القطرية دوراً مهماً في كسر شوكة تنظيم «داعش» المتطرف، وغيرها من معاهدات واتفاقيات وأدوار مشهودة في مجال مكافحة التطرف والنزاعات الأهلية في العديد من الدول في إطار الجهود الدولية لإحلال السلام، ومازالت الدوحة تخطو خطوات مهمة في مجال حفظ التوازن العسكري للقوى الدولية في المنطقة، حيث تستضيف قواعد عسكرية مهمة لأميركا وتركيا، وتفتح ساحات التدريب المشترك أمام القوى العسكرية بمختلف خبراتها وتنوعاتها، وهذا أمر مهم للغاية، والتوسع في التدريبات العسكرية مع دول مثل باكستان، وكوريا الجنوبية، والصين، وغيرها من القوى الدولية التي شملتها زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، سياسة في غاية الأهمية خاصة في هذا الوقت المليء بالنزاعات والتوترات، ليس بالنسبة لقطر فقط بل للسلام والأمان والاستقرار الدولي، وحماية الممرات البحرية الدولية، وحركة النفط العالمية في الخليج العربي شريان الطاقة الأهم في العالم، وكذلك المصالح الدولية في المنطقة.
انفتاح اقتصادي
أشار جان لوك أركادي، أستاذ الاقتصاد بجامعة باريس، إلى أن دولة قطر حققت نجاحات اقتصادية مذهلة خلال عامين -وهو زمن قياسي- بفضل الاتفاقيات والمعاهدات التي تم إبرامها مع العديد من دول العالم منذ بداية الحصار في الخامس من يونيو 2017، حيث تخطت زيارات صاحب السمو الـ20 دولة، تم عقد اتفاقيات متنوعة وخاصة الاقتصادية مع هذه الدول، كما فتحت الدوحة أراضيها للاستثمار الخارجي، وقدمت الحكومة تسهيلات وامتيازات فريدة، كل هذه الجهود وضعت قطر على طريق الوصول لهدف «مركز تجاري ومالي عالمي في المنطقة»، وهي رؤية طموح واضحة من خلال الزيارات والجولات الأميرية لمختلف أنحاء العالم، ولنوعية الاتفاقيات والمعاهدات، والانفتاح السياحي والتجاري والاستثماري سواء لأموال قطرية في أغلب هذه الدول أو العكس، استثمارات خارجية في قطر، وساهم في تدفق رؤوس الأموال الأجنبية إلى الدوحة قوانين مهمة أصدرتها قطر مثل تملك الأجانب للأصول، وتسهيلات الإقامة، والقوانين الخاصة بحماية الأموال والاستثمارات الأجنبية، بالإضافة إلى البنية التحتية القوية، والعلاقات الدبلوماسية القوية مع العديد من دول العالم، والحقيقة أن الفضل في كل هذا التطور الملحوظ هو الحصار، وقد أعلن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، منذ بداية الحصار التحدي مؤكدا من فوق منصة الأمم المتحدة أمام العالم أن قطر ستكون أفضل، وحدث بالفعل، ويشهد الجميع بهذا الآن، فجميع المؤشرات العالمية تؤكد أن قطر تصدرت الدول العربية، وصعدت بشكل ملحوظ، ومازالت النجاحات مستمرة، والنجاحات تتوالى داخلياً وخارجياً.
تماسك اجتماعي
وأوضحت ديانا أرسكين، أستاذ مساعد العلوم الاجتماعية بجامعة «كامبردج» البريطانية، أن زيارات صاحب السمو إلى دول غرب إفريقيا وشرقها، وشرق وغرب آسيا، وأوروبا وأميركا الجنوبية، خلقت حالة انفتاح اجتماعي، وجذبت أنظار الشعوب نحو قطر، خاصة بعد أزمة الحصار وتوقع الكثيرون سقوط الدوحة وركوعها خلال شهور، لكن مشاهد عديدة غيّرت مسار الرأي العام العالمي، أهمها وقوف حضرة صاحب السمو على منصة الأمم المتحدة وإعلان التحدي بعد أيام قليلة من بداية الحصار، وعند عودة سموه إلى الدوحة التف الشعب القطري والمقيمون حوله في صورة مهيبة أكدت أننا أمام زعيم لا يُهزم، وانتشر شعار «تميم المجد» بصورة كبيرة جدا في كل شبر من أرض قطر، وحتى خارجها، مشهد آخر أثر بقوة خاصة في شعوب أوروبا، وهو حقوق ضحايا الحصار الذين تعرضوا لعنصرية واضطهاد وصل لدرجة تشتيت شمل الأسر، وفي الحقيقة يعود الفضل في نقل الصورة للغرب للجنة الوطنية القطرية لحقوق الإنسان، وللدبلوماسية القطرية، وغيرها من اللمحات الاجتماعية المهمة التي أبرزت صورة حضارية عن قطر ولفتت انتباه الرأي العام الدولي لهذه التفاصيل الاجتماعية الهامة، لذلك نلاحظ أن استقبال حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، خلال جولاته وزياراته الخارجية يتصدر الصحف ووكالات الأنباء العالمية ومواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بفضل أزمة الحصار التي كانت تهدف إلى عزل قطر فحققت نتائج مذهلة لم يكن أحد يتصورها، بفضل التكاتف الاجتماعي والإصرار الشعبي للقيادة والحكومة والشعب القطري، وهذه النتيجة لا تحتاج لدليل أو مؤشر أكثر من الاستقبال الشعبي حول العالم لحضرة صاحب السمو كزعيم وقائد منتصر بدعم شعبه.
نجاح رياضي
واختتم لويس روبياليس، رئيس الاتحاد الملكي لكرة القدم الإسباني، بالتأكيد على أن التجهيزات القطرية لاستضافة بطولة مونديال كرة القدم 2022 أصبحت تستحوذ على اهتمام دولي كبير، خاصة بعد إعلان دول الحصار عن قرارهم ضد قطر منتصف عام 2017، حيث ظن كثيرون أن الحصار سوف يغير جميع الحسابات، وقد يؤثر على مسار البطولة، لكن الواقع جاء عكس كل هذه التوقعات، حيث أعلن صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، عن يوم رياضي في قطر، وهو إعلان عن اهتمام سموه بشكل شخصي بالرياضة، ما أحدث نقلة كبيرة في هذا القطاع الجماهيري، وتكللت جهود رعاية الرياضة بفوز قطر بكأس آسيا في الإمارات، وانتزعت البطولة في ملحمة رياضية كروية بمذاق عسكري، كانت رائعة ولها شكل ونكهة مختلفة، واليوم نشاهد كل يوم تطورات التجهيزات غير المسبوقة لاستقبال نسخة مونديال 2022 كما لم يحدث من قبل بحسب تصريحات المسؤولين القطريين والمراقبين الدوليين، فالحقيقة التي يؤكدها الجميع أن قطر تطورت خلال عامين فقط بشكل كبير، وأصبحت أكثر انفتاحاً على العالم خاصة في المجال الرياضي والسياحي.
copy short url   نسخ
25/06/2019
1255