+ A
A -
متابعة– آمنة العبيدلي
التعليم هو أساس نهضة الأمم وتقدمها، لذلك يحظى بأهمية بالغة من قبل الدول والشعوب، وأكثر الوزارات ارتباطا بالمجتمع هي وزارة التعليم وعندنا في قطر هي وزارة التعليم والتعليم العالي فهي تلامس كل بيت، فلا يوجد بيت في قطر إلا وفيه عدد من التلاميذ فضلا عن المعلمين والإداريين وغيرهم فهي دائما تحت مجهر المجتمع.
هذه الأيام وبمناسبة الامتحانات وانتهاء عام دراسي حظيت الوزارة بسيل من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي كتبها أولياء الأمور والتلاميذ والمعلمون وخبراء في التربية حول الكثير من القضايا التي يرون ضرورة تغييرها وتعديلها، والوطن من خلال هذا الموضوع قامت برصد ما يطالب به هؤلاء وزارة التعليم والتعليم العالي، وقد انصبت معظم الكتابات حول المبالغة من طول العام الدراسي، والمبالغة في ضخامة المناهج بما يفوق طاقة الاستيعاب وصعوبة الاختبارات.
عام دراسي 11 شهراً!!
معظم الكتابات التي شكلت سيلا من الشكاوى على منصة تويتر كانت انتقادات للمبالغة في طول العام الدراسي، هذه المبالغة التي أتت بالضرر لا بالنفع، إذ من غير المعقول أن يكون العام الدراسي أحد عشر شهرا وهو تقرره وزارة التعليم والتعليم العالي مما سبب إرهاقا كبيرا للتلاميذ والمدرسين غير مبرر، فهذا ناشط على منصة تويتر قد كتب معلومات بدقة يقول فيها: «هل تعلم أن المعلمين سيداومون يوم 20 أغسطس، وهل تعلم أن الطلاب إلى الآن لم يبدؤوا الامتحانات وسيعودوا لدوام المدارس يوم 25 أغسطس، ثم ختم تغريدته بالقول هل يعقل أن تكون الدراسة أحد عشر شهرا تقريبا! فمن يرد أن تضيع طفولته وشبابه يداوم في مدارسنا.
وهذا الرأي يأخذنا إلى مشكلة أخرى اشتكى منها الكثيرون، فلم تكن المبالغة في طول العام الدراسي فقط، ولكن في طول اليوم الدراسي، الأمر الذي يرهق عقول الطلاب فلا يستطيعون مواصلة الاستيعاب، وهنا تكمن المشكلة فالعبرة ليست بطول ساعات اليوم الدراسي ولا بطول العام الدراسي ولكن بما يحصل التلميذ من علم، وهذا ما جعل السيد علي مبارك الكبيسي يكتب قائلا: يا مسؤولين ترى طلابنا بذمتكم، هل تعلمون أن مخهم يسكر عند الساعة الحادية عشرة والنصف، يعني لا يستقبل ولا يرسل بسبب طول العام الدراسي، طول اليوم الدراسي، طول ساعات الدراسة، وهذه شكوى مشروعة فمن يستطيع أن يستقبل معلومات متعددة التخصصات على مدى سبع ساعات علما بأنه يحدث في بعض الحالات أن يدخل المعلم الفصل قبل أن يخرج منه زميله ولا يُعطى للتلاميذ فرصة ولو دقيقتين للترويح عن أنفسهم، ولهذا التعامل كتب هارون مصباح يلتمس العذر للتلاميذ الذين يتغيبون فقال: أنا شخصيا لا ألوم الطالب الذي يغيب يوم الخميس، بصراحة الطلاب عليهم ضغوط كثيرة في الحصص وفي البرنامج الدراسي، نرجو من الوزارة النظر في الموضوع.
وهنا نبهت alnoof في تغريدة لها إلى أن الدراسة بهذه الطريقة والمبالغة قد حرمت أولادنا من الترفيه والترويح عن أنفسهم إذ كتبت تقول: حياتهم كلها دراسة، ما لهم أي متنفس، تعليم في المدرسة ويكمل في البيت، وينام، ما في أي مجال إنه يروِّح عن نفسه لطول اليوم الدراسي وطول العام الدراسي.
واللافت للنظر أن نشطاء التواصل الاجتماعي لم يقدموا مجرد شكاوى ولكنهم أيضا يقدمون الحلول لعل وزارة التعليم والتعليم العالي تأخذ بها ابتداء من العام القادم، ومما جاء من حلول في رأي موقع باسم واحدة من المعلمات sh_alkubaisi جاء فيه: نتمنى إعادة النظر في العام القادم وتقديم الاختبارات النهائية إلى آخر أبريل لأن الفصل الثاني سيكون الدوام من يناير، لقد ضعفت صحتنا كمعلمات من كل النواحي.. هرمنا.
ضخامة المناهج
ضخامة المناهج وحشوها بالمتشابهات مشكلة تؤرق التلاميذ وتشتت أفكارهم قبيل الامتحان وتقلق المعلمين الذين لا يسعفهم الوقت لشرح كامل المنهج رغم طول العام الدراسي وساعات الدراسة اليومية، وتوتر أولياء الأمور خوفا على صحة أبنائهم الذين أرهقتهم هذه المناهج، ظن الذين وضعوا المناهج بهذه الضخامة أنهم جمعوا كل العلوم ليثبتوها في عقول وأدمغة الطلاب لتخريج خريجين نوعيين، فكانت النتيجة عكسية، لم يستطع الطلاب استيعاب هذا الكم وهذا الحشو من المعلومات المشتتة والمتشابهة، ولم يستطع المدرسون شرح المنهج كاملا بسبب ضخامته رغم طول العام الدراسي وطول ساعات الدراسة اليومية.
يطالب أولياء الأمور والمعلمون بتغيير هذه المناهج لتكون مركزة حول المعلومات والتخصصات التي تفيد ويحتاجها سوق العمل والمجتمع القطري ويستوعبها التلاميذ، لأن الذين وضعوا المناهج بهذه الضخامة حولوا حقائب التلاميذ إلى رفوف كدسوا فيها كتبا دون أن يستفاد منها، ونحن نريد أن يتعلم التلاميذ المعلومات التي يحتاجها المجتمع، فهذه شكوى منشورة على أحد مواقع التواصل الاجتماعي تقول: «يعني خاطري أفهم شنو الوناسة لما تحطون امتحان صعب وتعطونا امتحان تجريبي سهل، يعني كلش ما توقعنا، مفروض تحددون لنا، ما فهمت الصراحة أهمية أن ندرس
أربعة كتب ثم يجيء بس كم سؤال من اللي ندرسه والباقي كله أسئلة غريبة» وناشد أحد التلاميذ الوزارة بأن تحببهم في الدراسة قائلا في تغريدة له: «أتمنى أنكم تسوون شيئا وتسهلون علينا حتى لا نكره الدراسة أو الوزارة، خلونا نحب المدرسة وسهلوا المنهج، وتتساهلون مع كل من يعيد السنة وفي السنة القادمة تدرسون ما يطالب به الجميع».
صعوبة الاختبارات
وهذه المشكلة تنقلنا إلى مشكلة أخرى عانت منه عدة مدارس ألا وهي صعوبة الاختبارات الوطنية التي عقدت للصفوف الثالث والسادس والتاسع، ووصفت الأسئلة بانها كانت «محورة» أي ليست من المنهج وبدت كما لو كانت للتعجيز وليست لقياس مدى استيعاب التلاميذ، وقال مغردون كثيرون إن هناك تفاوتا في نسب ذكاء الطلاب وهناك قدرات فردية، وكان من المفروض أن تراعي وزارة التعليم والتعليم العالي هذا التفاوت بأن تكون هناك أسئلة لقياس الذكاء وأخرى من المنهج كي تتوفر الفرصة أمام جميع التلاميذ، لأن هناك من التلاميذ من هو اجتهد ودرس المنهج جيدا لكنه فوجئ بأسئلة غريبة عن المنهج فلم يستطع الإجابة رغم اجتهاده واستيعابه، وإلى جانب صعوبة الاختبارات الوطنية كانت هناك شكاوى من صعوبة الامتحانات عموما فقد كتب أحد التلاميذ: «اليوم قدمنا اختبار الرياضيات وربي إنه صعب وفوق هذا كله أعطونا منهج سابع وثامن مع أن منهجنا دسم وصعب وما جاء من منهجنا إلا كذا سؤال والباقي من منهج سابع وثامن، فأين الدروس التي درسناها أو المنهج الدسم»، واشتكت منى في تغريدة لها من اختبار العلوم الشرعية ووصفتها بالكثيرة والمقالية (نسبة إلى المقال) وأضافت: «البنت خلصت المقالي وسحبوا منها ورقة الإجابة قبل ما تحل الاختياري، المفروض إعطاء الطالب نصف ساعة إضافية إذا كانت الأسئلة كثيرة، البنت جاءت إلى البيت ونفسيتها منهارة وطلبت منهم أن يسمحوا لها تكمل لكنهم قالوا انتهى الوقت».
نحن في «الوطن» رصدنا هذه التغريدات وهذه الشكاوى والآراء الصادرة عن التلاميذ والمعلمين وأولياء الأمور لنضعها بين يدي وزارة التعليم والتعليم العالي من أجل أن تتدارك هذه المشكلات في العام القادم ونتمنى النجاح لكل التلاميذ.
copy short url   نسخ
25/06/2019
7160