+ A
A -
كتب– محمد حمدان
أعلنت قطر للبترول أمس، اختيار شركة شيفرون فيليبس للكيماويات الأميركية شريكا في مشروع بناء وتطوير مجمع جديد للبتروكيماويات في مدينة رأس لفان الصناعية، حيث سيشمل المشروع وحدة لتكسير الإيثان بطاقة إنتاج سنوية تبلغ مليونا و900 ألف طن من الإثيلين، مما يجعلها أكبر وحدة من نوعها في الشرق الأوسط ومن أكبر الوحدات في العالم.
كما سيشتمل المشروع على وحدتين لإنتاج البولي إيثيلين عالي الكثافة بطاقة إنتاجية عالية، وهو ما سيرفع طاقة قطر الإنتاجية من البولي إثيلين بنسبة 82% بحلول الربع الأخير من عام 2025، وسيتم بناء المشروع وفقا لأعلى المعايير وباستخدام أحدث التقنيات، مع إيلاء الأهمية القصوى للسلامة والموثوقية والبيئة.
وقد تم هذا الإعلان خلال حفل التوقيع على الاتفاقيات الخاصة بالمشروع، حيث قام كل من سعادة المهندس سعد بن شريده الكعبي، وزير الدولة لشؤون الطاقة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لقطر للبترول، والسيد مارك ليجر، الرئيس التنفيذي لشركة شيفرون فيليبس للكيماويات، بالتوقيع على الاتفاقيات وذلك بحضور كبار المسؤولين من قطر للبترول، ومؤسسة شيفرون، وشركة فيليبس 66، وشركة شيفرون فيليبس للكيماويات.
وتنظم تلك الاتفاقيات ملكية وتطوير المشروع من خلال شركة جديدة مملوكة لقطر للبترول (بنسبة 70%) ولشركة شيفرون فيليبس للكيماويات (بنسبة 30%)، ومن المقرر أن يبدأ العمل قريبا على التصاميم الهندسية لمجمع البتروكيماويات بحيث يتم إنجازه والبدء بتشغيله في عام 2025.
وقال سعادة المهندس سعد بن شريده الكعبي، وزير الدولة لشؤون الطاقة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لقطر للبترول خلال حفل توقيع الاتفاقية، أنه كان قد تم العام الماضي دعوة مجموعة من الشركات العالمية الرائدة ذات الخبرات المتميزة في صناعة البتروكيماويات لتقديم عروضها لتشترك مع قطر للبترول لتطوير مجمع عالمي جديد للبتروكيماويات في مدينة راس لفان الصناعية.
وأكد أن قرار بناء هذا المشروع الاستراتيجي جاء مدعوما بالجهود المستمرة لمشروع توسعة حقل الشمال الذي سيرفع طاقة دولة قطر الإنتاجية من الغاز الطبيعي المسال من 77 إلى 110 ملايين طن سنويا والذي سينتج كميات إضافية كبيرة من غاز الإيثان سيتم استخدامها في مجمع البتروكيماويات الجديد.
وأفاد سعادته بأن المجمع سيشمل وحدة لتكسير الإيثان لإنتاج مليون و900 ألف طن في السنة من الإيثيلين، مما يجعلها أكبر وحدة من نوعها في الشرق الأوسط ومن أكبر الوحدات في العالم، وسيضم مشروع مجمع البتروكيماويات وحدتين لإنتاج البولي إيثيلين عالي الكثافة، ليرفع هذا المشروع طاقة دولة قطر الإنتاجية من مادة البولي إيثيلين عالي الكثافة بحوالي 82 بالمئة.
ولفت سعادته، إلى أنه تم اختيار شركة شيفرون فيليبس للكيماويات بعد الانتهاء من عملية التقييم التنافسية، حيث تتمتع الشركة بسجل حافل من الخبرات العالمية في هذا المجال لتكون شريكا لقطر للبترول في هذا المشروع العملاق.
ونوه بأن هذه الاتفاقيات تشكل إنجازا مهما نحو تعزيز استراتيجية النمو التي اعتمدتها قطر للبترول والتي تشكل صناعة البتروكيماويات عنصرا أساسيا فيها على طريق تحقيق رؤيتنا في أن تصبح قطر للبترول واحدة من أفضل شركات النفط والغاز الوطنية في العالم.
وشدد سعادته على أن هذا المشروع المهم سيعزز مكانة قطر للبترول بين كبار منتجي البتروكيماويات في العالم.. مؤكدا سعادته على أن العمل سيبدأ فورا على التصاميم الهندسية للمجمع بحيث يتم إنجازه والبدء بتشغيله في عام 2025.
وقال سعادة وزير الدولة لشؤون الطاقة، «إن هذا المشروع الهام سيعمل على تحقيق الفائدة القصوى من غاز الإيثان المنتج من مشروع توسعة حقل الشمال ومن مشاريع الغاز الحالية، كما سيعزز من مكانة قطر بين كبار منتجي البتروكيماويات وفي مختلف الأسواق العالمية، ومما لا شك فيه أن هذا المشروع الكبير والمهم سيوفر فرصا ممتازة للقطاع الخاص في دولة قطر بما يساهم في تطوير قطاع النفط والغاز، كما سيعود على الدولة بعائدات كبيرة تدعم مسيرة النمو لاقتصادنا والرفاهية للمواطنين والمقيمين في قطر».
وأوضح سعادته، أن مشروع بناء وتطوير مجمع جديد للبتروكيماويات في مدينة راس لفّان الصناعية، سيعمل على تحقيق الفائدة القصوى من غاز الإيثان المنتج من مشروع توسعة حقل الشمال ومن مشاريع الغاز الحالية، كما سيعزز من مكانة قطر بين كبار منتجي البتروكيماويات وفي مختلف الأسواق العالمية.
وشدد سعادته خلال مؤتمر صحفي عقد أمس على هامش حفل التوقيع على الاتفاقيات الخاصة بالمشروع، على أن هذا المشروع الكبير والمهم سيوفر فرصا ممتازة للقطاع الخاص في دولة قطر بما يساهم في تطوير قطاع النفط والغاز، كما سيعود على الدولة بعائدات كبيرة تدعم مسيرة النمو لاقتصادنا والرفاهية للمواطنين والمقيمين في قطر.
وأوضح سعادة وزير الدولة لشؤون الطاقة، أنه سيتم الإعلان عن التكلفة الإجمالية للمشروع عقب استكمال الدراسات الهندسية اللازمة له، مبينا أنه يتم قبل الدخول في أي مشروع القيام بإجراء دراسة جدوى لمعرفة مدى الطلب على المنتج في الأسواق وبالتالي يتم التأكد من إيجابية العوائد المترتبة على الدخول في الاستثمارات الخاصة بالمشروع.
وأفاد سعادته بأن مشروع بناء وتطوير مجمع البتروكيماويات يعتبر إضافة في المنتج وليس في الإنتاج، بمعنى أنه لم يكن يتم في مشاريع إنتاج الغاز الطبيعي المسال فصل الإيثان قبل تسييل الغاز، لكن بناء على هذا المشروع سيتم فصل الإيثان وبالتالي يتم رفع القدرات الإنتاجية من مادة البولي إيثيلين إلى 82 بالمئة، وهذا يعتبر إضافة كبيرة بالنسبة لقطاع البتروكيماويات في دولة قطر.
وبشأن القدرة الإنتاجية لدولة قطر من البولي إيثلين بعد تشغيل المشروع، أوضح سعادته أن القدرة الحالية لدولة قطر هي 2300 طن في العام، وسترتفع إلى حوالي 4300 طن في العام.. مؤكدا على أن المسائل المتعلقة بترتيب دولة قطر خليجيا أو عالميا من ناحية الإنتاج ليس محل اهتمام بل الأمور التي يتم الاهتمام بها هي زيادة استغلال المصادر الطبيعية التي تمتلكها الدولة.
وبالنسبة لمشاريع توسعة حقل الشمال، أكد سعادة المهندس سعد بن شريده الكعبي أن الأمور «تسير على خير ما يرام» فقد تم توزيع العطاءات لعدد من المرافق ومنصات الحفر، وبنهاية العام الجاري سيكون كل شيء جاهزا لكي يتم تخصيص مشروع (ايه بي سي) الأساسي والذي ينظر إليه على أنه قرار الاستثمار النهائي لكل ما يدخل الدولة، مشدداً على الجدية في توسيع حقل الشمال وأن الآبار التي تم فحصها بخصوص مقدرتها على الإنتاج كانت أفضل من المتوقع والمشروع يسير على قدم وساق، وأضاف «نحن نسير في الطريق الصحيح نحو الوفاء بعهودنا بنهاية 2023 وبداية 2024 بالنسبة للغاز الطبيعي المسال».
أما بخصوص الوضع في مشروع برزان، فقد أكد سعادته أنه يجب البدء في مشروع برزان قبل نهاية العام الجاري.
وبشأن التوترات السياسية في المنطقة، أوضح سعادته أن هذا الأمر يؤثر على المنطقة ككل وليس دولة قطر وحدها، معربا عن أمله في أن تحل هذه المسائل من خلال الحوار وبالطرق والسبل السلمية.
وبخصوص الجانب الأمني، أكد سعادة وزير الدولة لشؤون الطاقة، على أن دولة قطر تعتبر من أكثر الدول أمنا بحسب الترتيبات العالمية، والإجراءات الأمنية لديها قوية، مبينا أن قطر للبترول دائما ما تكون مستعدة بخطط بديلة للتصدي لأي تطورات محتملة، ومدللا على ذلك بنجاحها في بداية الحصار الجائر المفروض على دولة قطر، في إيجاد طرق وآليات بديلة مكنتها من الوفاء بالتزاماتها من إمدادات الغاز الطبيعي المسال لكافة عملائها، قائلا:«هذا مدعاة للفخر ويؤكد القدرة على التعامل مع كافة المواقف».
وبخصوص الشراكات العالمية، أوضح سعادة وزير الدولة لشؤون الطاقة أنه لدى قطر للبترول استراتيجية توسع عالمية، خاصة في قطاع النفط والغاز وبعض التوسع في قطاع البتروكيماويات، وقد أثبتت خطة الشركة جودتها فنتائج دخول قطر للبترول في الاستكشافات مكنتها في فبراير من هذا العام من اكتشاف أول حقل غاز كبير في قبرص وأكبر حقل غاز في جنوب إفريقيا، وهذا يدر أرباحا كبيرة للشركة وللدولة.
واختتم سعادة المهندس الكعبي تصريحه بالشكر والامتنان لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى ‘حفظه الله‘ لتوجيهاته السديدة ولدعمه المستمر لقطاع الطاقة في الدولة. كما توجه بالشكر إلى مدراء وموظفي قطر للبترول على تفانيهم في العمل، وإلى جميع الشركات التي تقدمت بعروضها للمشاركة بهذا المشروع.
شراكة ناجحة
من جانبه، قال مارك ليجر، الرئيس التنفيذي لشركة شيفرون فيليبس للكيماويات، في كلمته خلال حفل توقيع الاتفاقية،«إن تطوير مشروع راس لفان للبتروكيماويات يمثل فرصة عظيمة لنا لتوسيع شراكاتنا الناجحة جدا مع دولة قطر، وذلك بهدف تلبية الطلب العالمي المتزايد على المنتجات البتروكيماوية التي تثري حياة الناس في جميع أنحاء العالم، نحن نتطلع إلى تعزيز علاقاتنا القوية مع قطر للبترول، وإننا على ثقة بأن هذا المشروع العالمي الجديد سيوفر قيمة استثنائية».
وأضاف أن هذا المشروع الجديد من أهم مشاريع إنتاج الإيثان في العالم، حيث إن الطلب على هذه المواد سيعزز الطلب على منتجات هذا المجمع العالمي، لافتا إلى أن شيفرون فيليبس هي شركة رائدة في مجال إنتاج البولي إيثلين، ومشروع مجمع راس لفان سيستخدم العديد من العمليات التي تعتمدها الشركة لإنتاج البولي إيثيلين.
وأشار إلى أنه لدى شيفرون فيليبس سجل حافل يحمل أكثر من ألف براءة اختراع، ولديها مشاريع في مختلف دول العالم، معبرا عن التطلع إلى المستقبل والحماسة للاستفادة من الخبرات الهندسية المتوفرة في بناء هذا المشروع.
ولفت إلى أن بناء هذه المرافق الضخمة العالمية ليس بالأمر السهل وهو يتطلب الملايين من ساعات العمل بطريقة آمنة وفعالية وموثوقة، معبرا عن أمله في أن تتمكن شيفرون فيليبس من الوفاء بالتزاماتها في بناء هذا المجمع الضخم وتقديم منتجاته للعالم.
copy short url   نسخ
25/06/2019
2262