+ A
A -
كتب – أكرم الفرجابي
أعرب إعلاميون قطريون لـ «الوطن» عن سعادتهم، بقرار تشكيل مجلس إدارة المدينة الإعلامية، - الذي عقد أول اجتماعاته مساء الأحد - لافتين إلى أنها كانت تمثل حلما لكل الإعلاميين في قطر، كونها ستمنح فرصاً ممتازة لطلبة الإعلام للتدريب الميداني في مختلف المؤسسات، وستكون ذراعاً ساندة لكلية الإعلام التي تطمح إلى تأسيسها جامعة قطر قريباً.
وقالت الباحثة الأكاديمية والإعلامية خولة مرتضوي إن المدُن الإعلاميَّة تُعتبر من المطامح التي تسعى الدول إلى تحقيقها بشكلٍ جاد؛ لما لها من أهميَّة اتصاليَّة واقتصاديَّة ودوليَّة، وبهدف استقطاب وسائل إعلام عالمية وتحقيق ريادة إعلامية في المنطقة والعالم؛ مؤكدةً أن المدينة الإعلامية ستشكل جهة حيوية للاستثمار الإعلامي وجذب الشركات العربية والأجنبية ودعم الاقتصاد الوطني بشكل مباشر عبر توفير فرص العمل للمواطنين والمقيمين، كما أنها ستكون محطة إيجابية لإنتاج الصناعة الإعلامية لا استيرادها «إعادة التدوير» الذي يسيطر على الفضاء الإعلامي العمومي للأسف الشديد، معربةً عن أملها في أن تُسَن مجموعة من القوانين والمواثيق الأخلاقية التي من شأنها أن تُخضِع هذه المؤسسات الإعلامية التي ستضمها مدينة قطر الإعلامية؛ لاحترام الهوية القومية الإسلامية- والهوية الوطنية القطرية في كافة المضامين الإعلامية التي تقوم بإنتاجها (إشكالية مراقبة المحتوى الإعلامي)، وذلك بهدف مواجهة الامبريالية العالمية وزحف العولمة.
نماذج إعلامية
وذكرت مرتضوي في المقابل أرجو أن تكون هذه المدينة المأمولة مصنعاً لتصدير نماذج إعلامية مشرفة بحق، فالفضاء الإعلامي العمومي فيه نماذج مخجلة جداً (ثقافةً وظهوراً وقيمة مضافة) مع وجود عددٍ خجول من النماذج الطيبة، كما أنَّ هذه المدينة ستقوم بدورها في تنظيم سوق الدعاية والإعلان، وذلك على اعتبارها مصدراً أساسياً من مصادر التمويل في المؤسسات الإعلامية، وكذلك ستكون سبباً وجيهاً في اندلاع روح التنافسية الإيجابية بين المؤسسات المحلية والعربية والدولية، وستمنح المدينة الإعلامية القطرية كذلك فرصاً ممتازة لطلبة الإعلام للتدريب الميداني في مختلف المؤسسات، وستكون ذراعاً ساندة لكلية الإعلام التي تطمح إلى تأسيسها قريبًا جامعة قطر بمشيئة الله تعالى.
وأوضحت مرتضوي أننا لا نحتاج إلى قراءة الغيب حتى ندرك أن الاهتمام بوسائل الإعلام أصبح لافتا للنظر في الآونة الأخيرة، نظراً لما يمر به العالم بصورة عامة من أحداث سياسية واجتماعية واقتصادية تستوجب التوقف عندها ومتابعة المجريات السياسية خطوة بخطوة للوقوف على ما حصل وما قد يحصل في أي وقت، وقالت إنها تؤمن بأن تشجيع الشباب لدخول مجال الإعلام ليس حكراً على مؤسسة المدرسة والجامعة فحسب، رغم كل التحديات التي كانت وتلك التي مازالت تقف عائقا أمام ممارسة المهنة الإعلامية بالشكل المطلوب؛ نجد أن هناك من طلاب العلم من يسعى إلى امتهان هذه المهنة التي تحيطها الصعوبات الاجتماعية قبل الصعوبات المهنية، بل نجد أن الكثير من الطلاب ينتظرون في قوائم القبول لدخول تخصص الإعلام، وأرجو أن تكون المدينة الإعلاميَّة القطرية دافعًا رصينًا لهم للدخول في المجال والتدرُّب فيه من العتبات الأولى إلى الاحترافيَّة في مختلف صُنوف وفُنون هذا المجال العريض.
خريطة الإعلام
من جانبها تشير الإعلامية أمل عبد الملك إلى أن المدينة الإعلامية كانت حلما لكل الإعلاميين في قطر منذ أن أثبتت قناة الجزيرة كفاءتها واستطاعت تغيير خريطة الإعلام في العالم العربي، وطالما قطر استطاعت إطلاق قناة الجزيرة والمحافظة على مصداقيتها ومهنيتها طول الـ 22 سنة تقريبا منذ اطلاقها، وساهمت في توسعها ووصولها كل اقطاب العالم فبات تحقيق حلم المدينة الإعلامية ليس صعباً، والاعلان عن المدينة الإعلامية في هذا الوقت وقطر مازالت تحت الحصار له أثر كبير في نفوس القطريين أو من يعيش على أرض قطر، خصوصاً في الوقت الذي سقطت مصداقية بعض القنوات المجندة لأجندات دولها وحاولت الضحك على عقول المتلقين في الأخبار الملفقة، تعلن قطر عن المدينة الإعلامية ويتم تشكيل مجلس إدارتها برئاسة سعادة الشيخ سيف بن أحمد آل ثاني وبعضوية وقيادة شخصيات قيادية وبارزة ولها دور هام في مواقعها، وهذا ما يبشر بمنظومة إعلامية ستخدم الإعلام المحلي والعربي والعالمي، والمدينة في فكرتها رائدة فهي ستخلق بيئة عمل تنافسية تحفز على الإبداع، كما أنها فرصة جاذبة للعمل وستقدم فرصاً للإعلاميين ولخريجي الإعلام ليضعوا بصمتهم فيها.
وتطرقت عبد الملك إلى الفوائد الاقتصادية، التي يمكنها أن تجنيها الدولة من وجود المدينة الإعلامية على أرض قطر، مشيرةً إلى أن الدولة ستجني أرباحاً تخدم الجانب الاقتصادي بعد بدء المدينة الإعلامية نشاطها، حيث ستكون فرصة للمستثمرين العرب والأجانب، للاستثمار في هذا المشروع، كما ستكون بيئة مستقطبة للقنوات العالمية، ناهيك عن المشاريع الإعلامية الجديدة التي ستجد من المدينة الإعلامية مكاناً للانطلاق، ونحن في مرحلة نحتاج فيها إلى شركات إنتاجية، وعوضاً عن الاستعانة بشركات خارجية يتم التعامل مع تلك الشركات، كما أن التركيز على المحتوى الرقمي سيكون له عواده على المحتوى والطاقة البشرية والاقتصادية، متمنيةً كل التوفيق للقائمين على أمر المدينة الإعلامية في قطر.
تكرار النجاح
من جهته أوضح الإعلامي علي الهاجري، أنه حان الوقت الآن لكي ننظر إلى موضوع الإعلام والتواصل الاجتماعي بكثير من الاهتمام، قائلاً: إذا أردنا نجاح مشروع المدينة الإعلامية، علينا أن نستفيد من عوامل نجاح وتميز شبكة الجزيرة الإعلامية حتى نعيد تكرار النجاح مرة أخرى في المدينة الإعلامية، داعياً مجلس إدارة المدينة الإعلامية إلى استقطاب الناجحين في مجال الإعلام الرقمي والسوشيال ميديا، وعدم الاكتفاء بأسماء أصحاب الشهادات أو الخبرات القديمة التي آكل عليها الدهر وشرب.
وأكد الهاجري أن وجود المدينة الإعلامية في قطر سيعمل أيضاً على تطوير الإعلام، عبر وجود عدد من المنابر المختلفة، كونها ستتيح للمؤسسات الإعلامية الكبرى فرصة العمل في قطر، ما يخلق بيئة عمل عالية المستوى وجاذبة، ويخلق حالة من التنافس بين المؤهلين لهذه المهنة، كما أن المدينة الإعلامية سوف تنافس جهات كثيرة في المنطقة، أو مدناً إعلامية مماثلة باعتبار أن هناك كثيراً من الدول التي لديها مدن إعلامية حرة.
مبادرات قطر
بدوره وصف الإعلامي عبد العزيز البريدة مشروع المدينة الإعلامية بأنه خطوة ممتازة نحو تعزيز مكانة قطر الرائدة في بث الوعي والتنوير في المنطقة بل والعالم أجمع، مؤكداً أن مبادرات قطر الإعلامية دائماً سباقة، خصوصاً أنه في الوقت الذي يخشى فيه البعض من صوت الإعلام الحر، ويسعى إلى تكميم الأفواه، كان دور الإعلام القطري المحايد ومبادراته الإبداعية تظهر على الملأ، لافتاً إلى ضرورة توظيف خريجي الإعلام من القطريين، وإعطائهم الأولوية، والاهتمام بهذه الكوادر الشابة، وتقديم امتيازات مناسبة لهم.
وأوضح البريدة أن المدينة الإعلامية ستجتذب عدداً كبيراً من القطريين الذين يعملون في وظائف أخرى للعودة للعمل الإعلامي، لا سيما أنها ستستقطب عدداً من المؤسسات الإعلامية الكبرى ذات المستويات المهنية العالية، مبيناً أن القطريين يتمتعون بالكفاءة المطلوبة بسبب التكوين الأكاديمي المميز الذي حصلوا عليه في المؤسسات الاكاديمية المتعددة على أرض قطر، كما سيعطي هذا المشروع أملاً للكثيرين من خريجي الإعلام أن ما درسوه من تخصص محدد لن يضيع هباء، مؤكداً أن قطاع الإعلام أحد أبرز القطاعات التي تشهد تطوراً كبيراً واهتماماً من القيادة الرشيدة، وهذا يعد مؤشراً جيداً لأن تكون المنطقة الإعلامية مختلفة وتحقق الكثير من الأهداف المنشودة.
copy short url   نسخ
25/06/2019
1931