+ A
A -
إعداد - وحيد بوسيوف
إذا كان ريال مدريد هو ملك أوروبا من حيث تصدره قائمة ألقاب دوري أبطال أوروبا، فإن ميلان هو سيد إيطاليا بتواجده في المركز الثاني بسبعة ألقاب، رغم غياب التاج الأوروبي عن «الروسونيري».
ميلان الذي مر عليه أساطير سجلوا اسمهم في الفريق الإيطالي بأحرف من ذهب من فرانكو باريزي وباولو مالديني والثلاثي الهولندي ماركو فان باستن ورود خوليت وفرانك ريكارد ومن بعدهم جورج وياه وروبرتو باجيو، بجانب روبرتو دونادوني وكارلو أنشيلوتي وفي الألفية ريكاردو كاكا وأليساندرو نيستا وأندريا بيرلو وحتى أبراهيموفيتش، في السنوات الأخيرة يختار اللاعبين من الدرجة الثانية بل أحيانا الثالثة، وهذا سبب من أسباب معاناة هذا النادي العريق، بعد استلام الصينيين لمفاتيح إدارة النادي، ما جعل الشارع الرياضي العالمي يتحدث عن أن النادي أصبح صينيا، أي لم يعد ينافس لا على لقب الكالتشيو ولا التواجد في دوري الأبطال، ولو أن شركة إليوت قد استحوذ على نادي ميلان في الصيف الماضي بعد تخلّف المالك السابق الصيني لي يونغ هونغ عن سداد دفعات القرض الذي اقترضه من الصندوق الأميركي، لكن وضع الفريق لم يتغير، ولو أن العديد من الأندية مرت بما مر به ميلان لكن سرعان ما يعود لسابق عهده إلا ميلان، فنادٍ مثل اليوفي الذي نزل للدرجة الثانية بسبب الفضيحة المعروفة في «الكالتشيو بولي»، لكن اليوفي سريعا ليسيطر على الدوري الإيطالي، ويحقق نتائج جيدة في دوري الأبطال، حيث وصل لنهائي النسخة ما قبل الأخيرة وخسر أمام ريال مدريد، لكن ميلان ثاني أكثر فريق في إيطاليا تحقيقاً للبطولات خلف يوفنتوس، وزعيم إيطاليا وممثلها الأول، وهو ثاني أعلى فريق أورربي تحقيقياً لدوري الأبطال البطولة الأهم في القارة العجوز لا يزال جمهور فريقه ينتظر متى يعود.
الفريق الإيطالي الذي لا يشق له غبار، والذي كانت الفرجة على مبارياته تعني المتعة والقوة و«الجرينتا» الإيطالية الخلابة، أما الآن فما نشاهده هو «بقايا» من الروسونيري، بل إن البقايا أفضل من هذا الفريق المخجل الذي افتقد للروح وللجودة وللهيبة، فأصبح فريقا أقل من العادي، وهي انتكاسة غريبة جداً لفريق عملاق وكبير مثل أي سي ميلان.
بعد ضخ الأموال واستقطاب مجموعة كبيرة من اللاعبين وبالتحديد مطلع الموسم الحالي وشراء شركة روسونيري سبورت للاستثمار والمملوكة لمجموعة من المستثمرين الصينيين، استبشر الجميع بعودة قوية لميلان صاحب الزي الأحمر والأسود الشهير، ولكن كانت تلك مجرد توقعات وأوهام، حيث واصل الميلان سباته العميق، واستمر في تقديم العروض الباهتة والضعيفة، ما جعل جميع متابعي ومحبي كرة القدم وبالتحديد جماهير أي سي ميلان يتألمون على حال هذا النادي العريق.
فالكل يعلم أن الخلل في هذا النادي العريق يكمن في عدم جلب اللاعبين على مستوى عال، مثل ما يقوم به اليوفي في ميركاتو الصيفي الحالي، الذي ينافس فيه البارشا والريال على أفضل اللاعبين الذين ظهروا بمستويات كبيرة في الموسم الماضي.
جاتوزو
قد تكون نتائج ميلان جيدة في الموسم الماضي لو قمنا بمقارنتها عن المواسم القليلة الماضية، بعد أن نافس بقوة لآخر الجولات على بطاقة التأهل لدوري أبطال ليتأهل للدوري الأوروبي بعد احتلاله المركز الخامس، لتسحب منه هذه البطاقة الأسبوع الماضي بعد قرار معاقبته من طرف المحكمة الرياضية «كاس»، والفضل يعود للمدرب جاتوزو اللاعب السابق للفريق وإن كانت الخبرة غائبة عنه، إلا أنه أشعل الحماس في اللاعبين، لكن في الحقيقة أن إدارة النادي أعطت له الفرصة لقيادة الفريق لعدم رغبتها دفع أموال كثيرة في مدرب صاحب تاريخ عريق ذي خبرة كبيرة، ولو أن كرة القدم الخالية تفرض عليك التعاقد مع مدرب بسمعة أفضل وذات خبرة أطول لكي تحقق طموحاتك.
التعاقدات
رغم تعاقد الفريق الإيطالي مع مجموعة كبيرة من اللاعبين، كلفت خزينة الميلان الكثير من الأموال في آخر موسمين، إلا أن هؤلاء اللاعبين ليسوا بقيمة الفريق الكبير، فلا بد على إدارة أي سي ميلان التعاقد من مع لاعبين «سوبر ستار»، لكي يعودوا بالفريق إلى مكانه المعهود محلياً وأوروبياً.
دوري الأبطال
يجب أن يعود الفريق للمشاركة في بطولة دوري أبطال أوروبا، لكي يستعيد الميلان هيبته، وتتسنى له فرصة الحصول على خدمات أفضل اللاعبين، لأن اللاعبين الجدين المتوفرين في الساحة قد يقبل بالشرط المالي لينضم لصفوف فريقك، لكن لا يكون حساب مشواره، فالكل يرغب في أن يظهر في بطولة كبيرة مثل دوري أبطال أوروبا.
فمتى ما أرادت إدارة النادي العودة بالفريق كما كان في السابق، واستعادة ذكريات الزمن الجميل لميلان مثل جيل أريغو ساكي نهاية الثمانيينات ومطلع التسعينات، وفترة كارولو أنشيلوتي الذهبية في الألفية، فلا بد من العمل بتلك المعطيات والحلول، لكي يعود الروسينيري لامعاً وشامخاً كما عهدناه.
لا شك أن ما يحدث لنادي أي سي ميلان الإيطالي في الوقت الراهن يشكل صدمة كبيرة لعشاق الفريق اللومباردي حول العالم، فميلان الذي كان مرعبا لفرق أوروبا والعالم من سنوات قليلة، أصبح يجد صعوبة في الدخول بالمراكز الخمسة الأولى، وأضاع بطاقة التواجد بالدوري الأبطال، وفاز بها نادي أتلانتا والإنتر.
صفقات ليست على مستوى الطموحات
لا أحد يستطيع أن يشكك في قدرات صفقات ميلان الجديدة المتمثلة في الظهير الأيمن لنادي ريال مدريد ثيو هيرنانديز، لكن هذا الأخير أرقامه مع فريق الملكي لم تكن جيدة في الموسم الماضي، واللاعب البوسني رادي ?كرونيتش القادم? من ?أمبولي? أيضا، لهذا أشعلت الصفقة مواقع التواصل، حيث اعتبر محبو نادي ميلان أن إدارة ميلان لا تزال تعبث بالفريق، ولا تريد ضم لاعبين على مستوى عال، مثل ما يفعل يوفنتوس أو الجار الإنتر الذي دخل سوق الانتقالات الحالية بقوة، بما أن غريمه التقليدي سيشارك في دوري أبطال أوروبا أصبح يبحث عن أفضل اللاعبين.
عراقيل صفقة
انتقال بن ناصر
بعد أن تم الحديث عن إمكانية انتقال لاعب أمبولي الدولي الجزائري إسماعيل بن ناصر إلى صفوف ميلان، يبدو أن الأمر حاليا أصبح مجمدا، بعد أن فشلت إدارة الفريق الإيطالي في التوصل إلى اتفاق مع وكيل اللاعب حول راتبه السنوي، حسب موقع «كالتشيو ميركاتو».
وبحسب الموقع، فإن إدارة الميلان تقدمت بعرض في بداية الأمر وصل إلى 1.3 مليون يورو كراتب سنوي، ثم رفعته إلى 1.5 مليون يورو، لكن وكيل الدولي الجزائري حدد مليوني يورو.
وأفادت صحيفة «توتو سبورت» بأن ممثلي أرسنال وبوروسيا دورتموند تواصلا مع وكيل إسماعيل بن ناصر، دون التحدث مع إدارة إمبولي.
أزمة اقتصادية
يعاني نادي ميلان الإيطالي من أزمة اقتصادية شأنه شأن بقية إيطاليا، ولا شك أن هذا جعل الأندية الإيطالية طاردة للنجوم العالميين الذين أصبحوا يفضلون الانتقال إلى الليغا الإسبانية أو البريميرليغ الإنجليزي، لكن اليوفي عكس ميلان خلط كل الحسابات منذ الميركاتو الماضي، بعد أن حصل على خدمات النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، وحاليا قد يسحب البساط على البارشا بضم المدافع الهولندي دي ليخت الذي كان قريبا من نادي الكتالوني، لكن تحرك يوفنتوس جعل اللاعب يتراجع في قرار الانضمام للبارشا، فيما بقيت إدارة نادي ميلان ساكنة لما يحدث في ميركاتو الصيفي الحالي، فميلان الذي نجح في الماضي في جلب أساطير مثل رونالدو ورونالدينيو وديفيد بيكهام، أصبح الآن كل حلمه أن يتعاقد مع لاعبين من دوريات درجة ثانية!
باكيتا.. والرحيل المنتظر
تشير أغلب التقارير الصحفية الإيطالية إلى اقتراب اللاعب النجم البرازيلي الشاب من نادي ميلان لوكاس باكيتا خلال سوق الانتقالات الصيفية الحالية، حيث يسعى باريس سان جيرمان إلى استغلال العلاقة القوية التي تجمع مديره الرياضى ليوناردو مع مسؤولي نادي ميلان، من أجل التعاقد مع البرازيلي الشاب باكيتا الصيف الحالي، وإن حدث ذلك سيزيد من معاناة الفريق الإيطالي الذي يضع فيه جمهور الروسينيري في اللاعب البرازيلي الشاب أملا لقيادة جيل جديد للعودة للتألق في الكالتشيو رفقة المهاجم البولندي بياتيك.
استبعاد من الدوري الأوروبي
استبعدت محكمة التحكيم الرياضية «كاس» نادي «أي سي ميلان» الإيطالي من بطولة الدوري الأوروبي لكرة القدم «يوروبا ليغ»، وإن كان هذا القرار انتظره الجميع بسبب مخالفته لقانون اللعب المالي النظيف.
وذكر الاتحاد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم «يويفا» آنذاك أن «غرفة التحكيم علّقت الإجراءات ضد ميلان، بسبب إخفاقه في الامتثال لقيود اللعب المالي النظيف التي تم تقييمها في موسم 2018-2019 عن أعوام: 2016 و2017 و2018».
copy short url   نسخ
13/07/2019
3622