+ A
A -
برلين- الوطن- خديجة الورضي
أكد الدكتور راينر كلايست، عضو مجلس أمناء المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية ببرلين، أن انسحاب دولة الإمارات العربية المتحدة من التحالف العربي في اليمن، أمر بات مؤكداً ويكشف عن حقائق عديدة يمكن من خلالها قراءة ملامح مستقبل المنطقة السياسي والاقتصادي والتحالفات الجديدة،
كما يبيّن القرار الإماراتي أن ولي عهد أبوظبي تعمد بالفعل التخفي وراء ولي عهد السعودية لوضعه في واجهة الصورة كمسؤول أول عن الدمار الذي لحق باليمن وجرائم الحرب التي ارتكبت في حق اليمنيين، وتركه في مواجهة المجتمع الدولي والأمم المتحدة عند الهزيمة أو بلوغ غاية الإمارات من هذه الحرب وهي السيطرة على موانئ المنطقة وأرخبيل سقطرى والحديدة والمهرة ومواقع أخرى عديدة، سعت الإمارات لتعطيل بعضها وتدمير البعض، وجزء منها قامت بتشغيله بما يخدم «ميناء جبل علي» في الإمارات، ولنفس السبب احتلت أرخبيل «سقطرى» المتحكم في بحر العرب، وبهذا انتهت حاجتها لليمن ولا داعي للخسارة إلى جانب السعودية في هذه الحرب.
دولة المؤامرات
وأضاف الدكتور كلايست، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، أن هذه الحرب التي بدأت على اليمن عام 2015 سيناريو تم رسمه بالكامل في أبوظبي، ووضعت خريطة التحالف في الرياض، حيث قام ولي عهد أبوظبي الأمير محمد بن زايد باستغلال قلة خبرة ولي عهد السعودية وسيطرته على الحكم في المملكة وحبه للظهور، وقام بدفعه كقائد وزعيم للتحالف وهو ما أغرى ولي عهد السعودية ودفعه دون تفكير للمغامرة في اليمن، وأنفق في سبيل الزعامة التي صورها له ولي عهد أبوظبي مليارات الدولارات، وقام بتشكيل جيش من المرتزقة والجنود الذين تم استقدامهم من السودان وتشاد ودول أخرى تحت مسمى «قوات التحالف»، ودخل الحرب في اليمن دون ترتيب أو خطة عسكرية واضحة، فقط من أجل مصلحة ولي عهد أبوظبي وطموحه في السيطرة على النقاط الملاحية الهامة بدءا من رأس الخليج العربي مروراً ببحر عُمان، ثم بحر العرب، ثم مضيق باب المندب والبحر الأحمر حتى قناة السويس، ثم موانئ مصر حتى مدينة السلوم، وبعدها موانئ ليبيا وتونس وطنجة – شمال المغرب-، حتى المحيط الأطلسي، كل هذا في سبيل خدمة «جبل علي» وتمكين شركة موانئ دبي من فرض سيطرتها على الخط الملاحي الهام في العالم، نفس المغامرة كانت في الصومال وجيبوتي، ولنفس السبب، كل هذه النقاط كانت مهمتها سهلة، بعضها اشتراه المال، والبعض نجح بالمؤامرات السياسية كما الحال في مصر مثلا وليبيا، أما في اليمن وهي النقطة الأهم فالأمر لم يسر كما اشتهى بن زايد، وسقطت السعودية والإمارات والسودان في المستنقع، وتكبد التحالف مليارات الدولارات دفعت السعودية أغلبها من خزينتها، وساهمت الإمارات بجزء ضئيل، لكنها – أبوظبي- أنفقت المال الوفير على شراء الولاءات في مراكز سيطرتها أو كما نسميها «المستعمرات الملاحية» التي طمعت فيها، وأيضا في سقطرى، وغيرها من محافظات دمرتها الميليشيات التي قادتها الإمارات طوال السنوات الأربع الماضية لتضمن السيطرة المباشرة أو المباشرة عليها إلى الأبد، واليوم انتهت المهمة، وبات التواجد العسكري للإمارات غير ضروري، ولا يهم مصير السعودية ولا أمنها وأمانها خاصة الجنوب «نجران وأبها وجيزان وخميس مشيط» بالنسبة لأبوظبي.
copy short url   نسخ
18/07/2019
3804