+ A
A -
كتب – أكرم الفرجابي
تعد مراكز تعليم القرآن الكريم التابعة لإدارة الدعوة والإرشاد الديني، بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بمثابة واحات إيمانية عامرة بآيات الذكر الحكيم، كونها تستوعب نحو «16» ألف طالب ينتمون إلى «135» مركزاً، يتم توزيعهم على فترتين صباحية ومسائية، بحيث تكون الفترة الصباحية من الساعة 8 صباحاً وحتى 11 ظهراً، أما الفترة المسائية فتبدأ من بعد صلاة العصر وتستمر حتى قبيل صلاة العشاء، يتخللها فترة راحة لصلاة المغرب. وتقوم هذه المراكز القرآنية المنتشرة في أنحاء الدولة، بأدوار تربوية واجتماعية مهمة تساهم في تنشئة الأبناء، وتغرس في روحهم الآداب والأخلاق الإسلامية السمحة، المستمدة من تعاليم وتوجيهات كتاب الله، مع غرس وبيان العقيدة الصحيحة، وتنشئتهم على السيرة العطرة لأهل القرآن، إضافة إلى شغل أوقات فراغهم في أمر مفيد ينمي قدراتهم ومواهبهم، ويعزز مستواهم اللغوي، ويطور من ملكة الحفظ لديهم، ويعمل على تحسين لغتهم ونطقهم للحروف والكلمات بالشكل الصحيح.
دورات تربوية
وفي هذا السياق تنظم إدارة الدعوة والإرشاد الديني «50» دورة تربوية لطلاب مراكز تعليم القرآن بالبرنامج الصيفي، يقوم بتقديمها نخبة من الأساتذة في المجال التربوي، بهدف غرس مجموعة من القيم الإنسانية، والآداب الإسلامية، التي تسير في خط متواز مع منهج تعليم القرآن الكريم، حيث تساهم هذه الدورات في صقل المواهب القرآنية لطلاب ومنتسبي هذه المراكز، وتنمية مداركهم، وزيادة مهاراتهم في جوانب متعددة. ويقدم هذه الدورات قسم الإرشاد الديني، حيث تسعى الإدارة من خلال هذه الدورات إلى إيصال رسالتها التربوية، والثقافية الراقية، للمنتسبين للمراكز القرآنية من أبنائنا الطلاب، حيث يستهدف البرنامج خلال هذه الدورة الحديث عن قيم مختلفة، وعظيمة الأثر؛ ومنها، قيم الصدق؛ الأمانة؛ وكذلك قيمة الاحترام والتعاون وغرس الإيمان في النفوس، ومكانة النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة في قلوب المسلمين وكيف يكون الإحسان إليهم.
أوقات فراغ
وتهدف إدارة الدعوة والإرشاد الديني من خلال هذه الدورات التربوية إلى ملء أوقات الفراغ لدى المنتسبين للمراكز القرآنية خلال الفترة الصيفية خاصة طلاب الفترة الصباحية ضمن برنامج الدعوة والإرشاد الديني بهذه المراكز والذي يستقطب نحو «950» مشاركاً جديداً بالإضافة إلى الطلاب المسجلين القدامى بهذه المراكز، حيث بدأت هذه الدورة في السابع من الشهر الجاري وتستمر حتى الثامن من شهر أغسطس المقبل.
هذا وتقام هذه الدورات بمراكز تعليم القرآن الكريم التابعة لقسم القرآن الكريم وعلومه بالإدارة وهي (مركز ابن القيم بمنطقة المعمورة، ومركز الزبير بن العوام بمنطقة أبو نخلة، ومركز جامع المدينة التعليمية بمنطقة الريان القديم، ومركز ابن ذكوان بمنطقة المعراض، ومركز ابن تيمية بمنطقة بني هاجر، ومركز ابن عثيمين بمنطقة العزيزية، ومركز أبو بكر الصديق بمنطقة ام غولينا، ومركز الهداية بمنطقة بروة السيلية، ومركز بلال بن الحارث بمنطقة السد، ومركز جاسم بن أحمد بمنطقة أم صلال علي، ومركز حفص الكوفي بمنطقة الدفنة، ومركز جعفر بن عبد المطلب بمنطقة بن محمود، ومركز شعبة بن عياش بمنطقة بن عمران، ومركز يعقوب الحضرمي بمنطقة الجوعان، ومركز سعيد بن زيد بمنطقة العبيب، ومركز عثمان بن عفان بمنطقة الخور، ومركز الإمام الدوري بمنطقة أسلطة، ومركز الإمام نافع بمنطقة خليفة الشمالية، ومركز حمزة بن عبد المطلب بمنطقة الوكرة، ومركز الشاطبي بمنطقة الخريطيات، ومركز عاصم بن أبي النجود بمنطقة المنصورة، ومركز عبد العزيز بن جاسم بمنطقة الريان الجديد، ومركز عبدالله بن عباس بمنطقة المرة الغربية، ومركز كعب بن مالك بمنطقة الغرافة، ومركز الفرقان بمنطقة معيذر الجنوبي، ومركز أبو حنيفة بمنطقة المطار القديم.
أنشطة رياضية
ولا تقتصر هذه المراكز على التحفيظ والتلاوة فقط، بل تقدم أنشطة رياضية للطلاب يوم الأربعاء من كل أسبوع بملعب وزارة الأوقاف بمنطقة مسيمير، حيث تولي إدارة الدعوة ممثلة في قسم القرآن الكريم وعلومه الذي يشرف على إقامة هذه الأنشطة الرياضية اهتماماً كبيراً بهذا الجانب المهم في حياة الطلاب، لما له من مردود معنوي جيد كونه يسهم في رفع المعنويات وتجديد النشاط لدى المنتسبين للمراكز، ولذلك تحرص الإدارة على إقامة البرامج والأنشطة التربوية والرياضية والترفيهية المصاحبة لمنهج تعليم القرآن على مدار العام، ويحظى طلاب مراكز تعليم القرآن الكريم بتجربة متميزة؛ وذلك من خلال مباريات دوري طلاب المراكز الذي دأبت الإدارة على إقامته خلال السنوات الماضية، بهدف جمع الطالب بين الحرص على حفظ كتاب الله العزيز وإتقان تلاوته، والتأكيد على التفوق الدراسي وتعزيز البنية البدنية السليمة للطلاب؛ وقيم المنافسة على الخير من خلال الأنشطة الرياضية لتخريج جيل قرآني قوي البدن، متوازن نفسياً يساهم في نهضة مجتمعه.
إجازة صيفية
وأوضح السيد مال الله عبدالرحمن الجابر مدير إدارة الدعوة والإرشاد الديني أن هذه الدورات تهدف إلى الاستفادة من الإجازة الصيفية لأبنائنا الطلاب، والعمل على شغل أوقات فراغهم بإتاحة الفرصة لهم في التزود من كتاب الله تعالى حفظاً وتدبراً، وبث الأخلاق الحميدة فيما بينهم؛ وزيادة المهارات العلمية خلال فترة العطلة المدرسية، مشيراً إلى أن هذه الدورات تفتح الباب أمام الأبناء للمشاركة في أكثر من مسار للتزود من علوم القرآن وبأكثر من طريقة حيث تم تقسيم الدورات إلى مسارات منها حفظ جزء من القرآن الكريم بحسب مستويات الطلاب، وكذلك تلاوة سور المفصل (من سورة ق إلى سورة الناس ـ مع دراسة أحكام التجويد) بالإضافة إلى مراجعة المحفوظ السابق، وأيضا يمكن للطالب دراسة كتاب الدروس الهجائية (الدروس الأساسية)، أو حفظ سور ذات فضائل مثل: (البقرة ـ آل عمران ـ الكهف ـ الملك). وقال الجابر إن المراكز المشاركة في الدورات الصيفية لهذا العام بلغ عددها «31» مركزاً هي: مركز حفص الكوفي بمنطقة الدفنه، ومركز خلف البزار بمنطقة الذخيرة، ومركز الترمذي بمنطقة الرويس ومركز أبو حنيفة بمنطقة المطار القديم، ومركز جعفر بن أبي طالب بمنطقة بن محمود، ومركز شعبة بن عياش بمنطقة بن عمران، ومركز أبو الحارث البغدادي بمنطقة دخان، ومركز يعقوب الحضرمي بمنطقة الجوعان، ومركز الزبير بن العوام بمنطقة أبو نخلة، ومركز كعب بن مالك بمنطقة الغرافة، ومركز الإمام نافع بمنطقة مدينة خليفة الشمالية، ومركز حمزة بن عبدالمطلب بمنطقة الوكرة، ومركز الإمام الشاطبي بمنطقة الخريطيات، ومركز عبدالله بن عباس بمنطقة المرة الغربية، ومركز الإمام الدوري بمنطقة اسلطة الجديدة، ومركز الفرقان بمنطقة معيذر الجنوبي، ومركز عاصم بن أبي النجود بمنطقة المنصورة، ومركز عبدالعزيز بن جاسم بمنطقة الريان الجديد، ومركز ابن عثيمين بمنطقة العزيزية، ومركز عبد الرحمن بن جاسم بمنطقة الوكير، ومركز ابن تيمية بمنطقة بني هاجر، ومركز جاسم بن أحمد بمنطقة أم صلال علي، ومركز أبو بكر الصديق بمنطقة أم غويلينه، ومركز الهداية ببروة السيلية، ومركز بلال بن الحارث بمنطقة السد، ومركز ابن القيم بمنطقة المعمورة، ومركز ابن ذكوان بمنطقة المعراض، ومركز سعيد بن زيد بمنطقة لعبيب، ومركز عثمان بن عفان بمنطقة الخور، ومركز دار السلام بمنطقة بوهامور، وجامع المدينة التعليمية بمنطقة الريان القديم.
كفاءة وإتقان
ويشار إلى أنه تم توفير السبل الكفيلة بنجاح هذه الدورات، ومنها: اختيار المدرسين المتقنين؛ ممن هم على درجة عالية من الكفاءة والإتقان، إيماناً منهم بأهمية دور «المعلم المربي»، في حلقات تعليم القرآن، بحيث لا ينحصر دوره على تخريج أكبر عدد من الحفاظ فحسب، مع أن هذا هدف ومطلب من مطالب الحلقات القرآنية، بل يعمل إلى جانب ذلك على تخريج أناس يمثلون القرآن واقعاً وسلوكاً وتربية في حياتهم، وإن لم يحفظوا القرآن كاملاً، ولن تتحقق هذه الغالية ما يكن المعلم الذي يقوم بتدريس الطلاب في مراكز التحفيظ القرآنية، على قدر عالي من التدريب والتأهيل، حيث تهدف هذه البرامج المختلفة والمتنوعة كماً وكيفاً إلى إخراج جيل يتمتع بشخصية واعية إيجابية ومتميزة، جيل ملتزم بكتاب الله وسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم، ولا يقتصر دور هذه المراكز على تعليم كتاب الله بل تعد أكبر وأهم الحاضنات التربوية والدينية على مدار العام.
copy short url   نسخ
20/07/2019
4172