+ A
A -
الدوحة - الوطن
تستعد مؤسسة حمد الطبية، بالتعاون مع شركائها الفاعلين داخل دولة قطر، لإطلاق «برنامج قطر للوقاية من السكري» الذي يعد المشروع التعاوني البحثي الأكبر من نوعه في المنطقة.
وفي هذا السياق، قال البروفيسور عبد البديع أبو سمرة، مدير المعهد الوطني للسكري والسمنة وأمراض الأيض، ورئيس إدارة الطب الباطني بمؤسسة حمد الطبية:
«يعدّ مرض السكري من أكبر التحديات الصحية التي تواجهها دولة قطر، بحيث يُقدر أن 17 % على الأقل من البالغين من السكان يعانون من السكري، ومن المتوقع أن تشهد هذه النسبة ارتفاعاً ما لم يتم اتخاذ خطوات إيجابية على نطاق واسع لتغيير السلوكيات وتجنب عوامل الخطورة المرتبطة بمرض السكري».
واستطرد البروفيسور أبو سمرة قائلاً: «يُعنى برنامج قطر للوقاية من السكري بعلاج العوامل والمشاكل الصحية التي تؤدي للإصابة بمرض السكري؛ حيث يركز هذا البرنامج البحثي على تحديد العوامل الجينية والجزيئية التي تتسبب في الإصابة بمرض السكري، ومن المتوقع أن يُساعد هذا البرنامج البحثي على تحديد الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالمرض وبإمكانهم الاستفادة من التدخل المبكر، كما يهدف أيضاً إلى تحديد أفضل الطرق الممكنة لتوقع الإصابة بالسكري من النوع الثاني، والوقاية منه والحد من تطوره».
يعد برنامج قطر للوقاية من السكري ثمرة للتعاون البحثي المشترك القائم بين مؤسسات متعددة، إلى جانب مؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية، حيث شارك في إعداده كل من كلية طب وايل كورنيل، معهد قطر لبحوث الطب الحيوي، معهد قطر لبحوث الحوسبة في جامعة حمد بن خليفة، برنامج قطر جينوم، قطر بيو بنك للبحوث الصحية، الجمعية القطرية للسكري، سدرة للطب وشركة دروبي هيلث.
من جانبه، قال البروفيسور مايكل فرينو، رئيس الشؤون العلمية، والأكاديمية والهيئة التدريسية بمؤسسة حمد الطبية: «يسعى النظام الصحي الأكاديمي إلى إحداث تحول على مستوى الرعاية الصحية من خلال الحرص على دمج البحوث والتعليم بسهولة ويسر في الممارسة الإكلينيكية بفضل التعاون الوثيق بين مزودي الرعاية الصحية والشركاء الأكاديميين، وذلك بهدف الدفع بعجلة الابتكار الطبي وتحسين رعاية المريض. وقد أثبت «برنامج قطر للوقاية من السكري» أن التعاون بين الشركاء في النظام الصحي الأكاديمي بمقدوره أن يساهم في تحسين صحة ورفاه سكان دولة قطر».
ينقسم برنامج «قطر للوقاية من السكري» إلى سبعة مشاريع فرعية متكاملة؛ يهدف المشروع الأول إلى الوقاية من تفاقم أعراض مقدمات السكري من النوع الثاني، ويسعى المشروع الثاني إلى إيجاد أفضل الطرق للوقاية من سكري الحمل لدى النساء اللاتي تظهر فحوصات ما قبل الزواج أنهنّ عرضة لخطر الإصابة به، ويرمي المشروع الثالث إلى إيجاد أفضل الطرق للوقاية من تفاقم سكري الحمل وتحوله إلى سكري من النوع الثاني، بينما يسعى المشروع الرابع إلى تعزيز فرص انحسار مرض السكري لدى الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بمرض السكري من النوع الثاني حديثاً، ويهدف المشروع الخامس إلى التعرّف على العوامل الوراثية المتصلة بمقدمات السكري والسكري من النوع الثاني، أما المشروع السادس فيهدف إلى التعرّف على العلامات البروتينية والأيضية المرتبطة بمقدمات السكري والسكري من النوع الثاني، في حين يسعى المشروع السابع والأخير إلى تطوير أدوات الصحة الإلكترونية وتقييم التطبيقات على الأجهزة الذكية لدعم تغيير أنماط الحياة وتعزيز الوقاية وإدارة مرض السكري. وسوف يدعم المشروع البحثي الاستراتيجية الوطنية لمكافحة السكري، بقيادة وزارة الصحة العامة، ولاسيما من خلال إطلاق برنامج الكشف المبكر على مستوى دولة قطر بالتعاون مع مؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية.
وبدورها، أوضحت الدكتورة سامية أحمد العبدالله -المدير التنفيذي للعمليات بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية- قائلةً: «تنظم مؤسسة الرعاية الصحية الأولية عدداً كبيراً من برامج الكشف المبكر للتعرّف على الأشخاص الأكثر عرضة لمخاطر الإصابة بالمرض وذلك دعماً لبرنامج قطر للوقاية من السكري، حيث ساهم التطبيق الناجح لبرنامج طب الأسرة وبرنامج فحوصات الكشف المبكّر عن الأمراض في 27 من مراكز الرعاية الصحية الأولية ً ركيزة أساسية في برنامج الوقاية من الأمراض».
من جهتها، وصفت الدكتورة أسماء آل ثاني -رئيس لجنة برنامج قطر جينوم، ونائب رئيس أمناء قطر بيو بنك وعميد كلية العلوم الصحية بجامعة قطر- هذا المشروع بالفرصة المهمة لتعزيز فهم الطب الدقيق، وبالتالي القدرة على توجيه القرارات المتعلقة بالرعاية الصحية نحو توفير العلاجات الأكثر فعالية لكل مريض. واستطردت الدكتورة آل ثاني قائلةً: «يمثل برنامج قطر جينوم، بالتعاون مع قطر بيو بنك للبحوث الطبية، منبراً هامًا للارتقاء بدولة قطر باعتبارها رائدة في حقل الطب التخصصي الدقيق وقادرة على تلبية الاحتياجات الصحية لسكان دولة قطر. ويشكل «برنامج قطر للوقاية من السكري» فرصة نادرة لجمع ثروة من المعارف والخبرات المتوافرة في قطر بهدف مواجهة أحد التحديات الصحية الأساسية على مستوى العالم».
وانضم إلى «برنامج قطر للوقاية من السكري» العديد من المؤسسات الطبية العالمية والتي من بينها كينغز كوليدج لندن، وأمبريال كوليدج لندن، وجامعة جلاسكو، وكلية دبلن الجامعية، فضلاً عن جامعة فالنسيا. ويمثل البرنامج معلماً هاماً في مسار الوقاية من السكري في قطر وستبدأ عملية تسجيل المشاركين في البرنامج في مطلع العام 2020.
copy short url   نسخ
22/07/2019
1071