+ A
A -
عواصم –وكالات - وصل بوريس جونسون إلى 10 داوننغ ستريت متأخراً ثلاثة أعوام، بعدما قاد بنجاح حملة تأييد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عام 2016 (بريكست)، وفشل آنذاك في حشد الدعم الكافي لتزعم حزب المحافظين بعد استقالة ديفيد كاميرون، رغم كونه المرشح الأوفر حظاً. وفاز جونسون، أمس الثلاثاء، في انتخابات زعامة حزب «المحافظين»، ليصبح بذلك رئيساً لوزراء بريطانيا، خلفاً لتيريزا ماي، التي استقالت بعدما عجزت عن التوصّل لاتفاق مع بروكسل بخصوص خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي «بريكست». ويشتهر جونسون بشخصيته الخلافية التي مكنته من احتلال مساحة رئيسية في الحيز العام البريطاني.
فجونسون يعرف عن نفسه بأنه محافظ ذو أفكار ليبرالية يعبر عنها تيار الوسط (الأمة الواحدة) في حزب المحافظين، يشار إليه بأنه «ترامب بريطانيا» نظراً لخطابه الشعبوي الذي يدغدغ المشاعر اليمينية القومية في بريطانيا، ويجد له صدى في اليمين المتطرف.
وبالرغم من اقتران اسم جونسون بتأييد «بريكست»، إلا أن مسيرته المهنية شملت باعاً طويلاً في الصحافة البريطانية المحافظة، إذ تنقل بين «ذا تايمز» و«تلغراف» و«سبكتاتور»، كما كان عضواً في البرلمان البريطاني منذ عام 2001، ولكن تخللتها فترة عمل فيها من خارج البرلمان بين عامي 2008-2016، عندما انتخب عمدة لمدينة لندن، وبعد نجاح حملة بريكست، تولى جونسون حقيبة الخارجية في حكومة تيريزا ماي لمدة عامين قبل أن يستقيل عام 2018 احتجاجاً على خطة «تشيكرز».
وبخلاف الصورة التي يرسمها جونسون لنفسه كإنجليزي محافظ، فهو من مواليد نيويورك في الولايات المتحدة، ويحمل الجنسيتين البريطانية والأميركية. كما يعود نسبه إلى وزير داخلية عثماني يدعى علي كمال وزوجته الإنجليزية ونفريد جونسون من جهة أبيه، بينما يرتبط نسبه من جهة أمه بالمؤرخ الأميركي اليهودي من أصول روسية إلياس أفري لو. وبالرغم من تلقي جونسون تعليمه في مدرسة إيتون وجامعة أوكسفورد، اللتين ينتمي إليهما معظم قادة حزب المحافظين، إلا أنه قضى سنوات طفولته في بروكسل، التي خدم فيها والده أثناء عمله في المفوضية الأوروبية.
في غضون ذلك حذر نائب رئيس المفوضية الأوروبية فرانس تيمرمانس أمس، من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق، بوقت أعلنت فيه لندن فوز بوريس جونسون بمنصب رئيس الوزراء.
وقال تيمرمانس خلال مؤتمر صحفي إن «الخروج دون اتفاق سيكون (مأساة) على التكتل وبريطانيا، لكن الاتحاد سيلتزم باتفاق الانسحاب مع لندن»، موضحا أن «خروج بريطانيا دون اتفاق ودون ترتيب سيكون مأساة على جميع الأطراف، وليس فقط على المملكة المتحدة». وكان جونسون عبّر كثيرا عن نيته إما إعادة التفاوض بشأن اتفاق الانسحاب أو الخروج دون اتفاق بحلول 31 أكتوبر المقبل. بينما قال تيمرمانس في تصريحاته أن «توصلت المملكة المتحدة إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي، والاتحاد الأوروبي سيلتزم بهذا الاتفاق»، مضيفا أننا «سنسمع ما سيقوله رئيس الوزراء الجديد عندما يأتي إلى بروكسل، وهذا هو أفضل اتفاق ممكن». ويتأهب الاتحاد الأوروبي لخروج بريطانيا دون اتفاق أو تأخير موعد الخروج مرة أخرى، إذا أوفى جونسون بوعوده بعد توليه رئاسة الوزراء. وذكر تيمرمانس أن الاتحاد الأوروبي متمسك بموقفه إزاء الخروج البريطاني، معتبرا أن شخصية جونسون أو أسلوبه الغريب لا يحدثان أي فارق.
copy short url   نسخ
24/07/2019
1002