+ A
A -
داخل مركز الدرج للرعاية الصحية الأولية شرق مدينة غزة، وقفت د. منى العيلة أخصائية النساء والولادة تدون ملاحظاتها أثناء تدريب الطاقم الطبي على استخدام أجهزة التصوير بالموجات فوق الصوتية (ألترا ساوند) الجديدة، ضمن مشروع «تطوير خدمات الأشعة بمراكز الرعاية الصحية في قطاع غزة» الذي يدعمه الهلال الأحمر القطري.
تشير د. منى إلى أنها كانت في أمس الحاجة إلى هذا التدريب المتخصص، للتعرف على المميزات الخاصة في أجهزة الموجات فوق الصوتية الجديدة عالية التقنية، مضيفةً: «منذ اليوم الأول للتدريب، حرص المدرب على إكسابنا مهارات ومعلومات جديدة. بفضل الأجهزة الجديدة، أصبحنا نميز بين الحالات الطبيعية وغير الطبيعية للأجنة، ونستطيع التعرف على تفاصيل دقيقة أثناء الفحص التليفزيوني للرأس والقلب والكلى والعظام طوال فترة الحمل، كما أدركنا كيفية التعامل مع الحالات المختلفة». وحول أهمية هذا التدريب للطاقم الطبي، يقول المدرب د. محمد العجلة، أخصائي الأشعة التشخيصية في مجمع الشفاء الطبي: «يركز التدريب على اكتشاف تشوهات الأجنة مبكراً، من خلال التشخيص بأجهزة الموجات فوق الصوتية ثنائية الأبعاد (2D)، والمساهمة في تقليل عدد حالات الحوامل المحولة إلى مجمع الشفاء الطبي من كافة مراكز الرعاية الصحية في قطاع غزة، من خلال إكساب 26 طبيبة مشاركة مهارات جديدة في التشخيص والتعامل مع الحالات بكفاءة عالية، بالإضافة إلى السعي لتطوير البرنامج التدريبي في المراكز خلال الفترة المقبلة».
يشار إلى أن الهلال الأحمر القطري يدعم تطوير خدمات الأشعة في مراكز الرعاية الصحية من خلال شراء وتوريد 14 جهاز تصوير بالموجات فوق الصوتية بتقنية «2D» و«4D»، بالإضافة إلى تنفيذ التدريب الخاص بالطاقم الطبي، بتكلفة إجمالية للمشروع بلغت 326.000 دولار أميركي (أي ما يعادل 1.189.900 ريال قطري)، من أجل ضمان تقديم خدمات نوعية في مراكز الرعاية الصحية. وفي هذا الإطار، تقول د. نهلة حلس مديرة مركز المرأة في مراكز الرعاية الصحية الأولية التابعة لوزارة الصحة الفلسطينية بغزة: «نقدم خدمات الرعاية المتكاملة للسيدات الحوامل في 28 مركزاً صحياً بكافة محافظات قطاع غزة. وقد شهدت السنوات الأخيرة معاناة كبيرة في ضعف الخدمات المقدمة للحوامل، نتيجة شح أجهزة التصوير التليفزيوني (ألترا ساوند) واقتصارها على 8 مراكز فقط»، مشيرةً إلى أن نتائج أجهزة الموجات فوق الصوتية القديمة كانت تفتقر إلى الجودة والوضوح والدقة، مما يعطي نتائج وقياسات غير صحيحة، فضلاً عن اضطرار بعض الحوامل للذهاب إلى مراكز الرعاية الصحية الأولية في أماكن بعيدة عن مناطقهن السكنية، أو البحث عن هذه الخدمة لدى مراكز طبية خاصة بتكلفة عالية.
وتوضح د. نهلة أن المشروع الجديد للهلال الأحمر القطري سيساهم في تقليل معدلات المرض والوفيات بين الأجنة، وزيادة نسبة الحوامل المترددات على مراكز الرعاية الصحية الأولية بعد توفير أحدث أجهزة التصوير التليفزيوني، مؤكدةً أن الاعتماد على الأجهزة الجديدة سيساعد في تقليل نسبة المترددات من السيدات الحوامل على العيادات الخارجية وأقسام الولادة في المستشفيات الحكومية، وكذلك سيساعد في التقصي الدقيق لعوامل الخطورة لدى الحوامل والأجنة، وإجراء التدخلات الطبية الطارئة عند اللزوم. من جانبه أكد د. محمد صلاح إبراهيم، المدير التنفيذي لقطاع الإغاثة والتنمية الدولية بالهلال الأحمر القطري، على أن دعم خدمات الرعاية الصحية في غزة يأتي على رأس أولويات تدخلات الهلال الأحمر القطري في القطاع منذ أكثر من 10 سنوات، بما يمثله ذلك من تأثير مباشر على مستوى الرعاية الطبية المقدمة للأشقاء الفلسطينيين، من خلال دعم جميع عناصر المنظومة الصحية سواء على مستوى الكادر البشري الطبي وتأهيله، أم على مستوى المؤسسات الصحية وتطوير أبنيتها وتزويدها بأحدث الأجهزة والمعدات والأدوية، أم من خلال التوعية الصحية المجتمعية، في ظل واقع معيشي صعب ومستمر، بما يتطلب مزيداً من الإسهامات للسادة المتبرعين من المؤسسات والأفراد، كي يستمر تقديم مثل هذه الخدمات الحيوية للمحتاجين في قطاع غزة.
copy short url   نسخ
21/08/2019
1298