+ A
A -
الدوحة- قنا- يعود غدا «الأحد» آلاف الطلبة في دولة قطر، بمختلف المراحل التعليمية ورياض الأطفال، إلى مقاعد الدراسة لبدء عام دراسي جديد. وقد أكملت وزارة التعليم والتعليم العالي كافة الاستعدادات والتحضيرات لبدء العام الدراسي الجديد 2019 - 2020.
وشملت الاستعدادات والترتيبات التي اتخذتها الوزارة، تهيئة البيئة المدرسية، والتأكد من الطاقة الاستيعابية للفصول المدرسية، وتوفير وسائل النقل والترحيل، فضلا عن الانتهاء من مناقصات الأغذية والمقاصف المدرسية، والتأكد من جاهزية المدارس من حيث إجراء عمليات الصيانة اللازمة لكافة مرافقها، وكذا التأكد من وسائل وأدوات الأمن والسلامة، وجودة المرافق بصورة عامة، وفق ما ذكره سعادة الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي وكيل وزارة التعليم والتعليم العالي في تصريح أدلى به لوكالة الأنباء القطرية «قنا».
كما تضمنت الاستعدادات كذلك سد الشواغر من خلال استقطاب وتعيين الكثير من المعلمين وفق معايير عالية، من حيث المؤهلات العلمية والخبرات العملية، من بينهم 219 معلما ومعلمة قطريين، علاوة على التوسع في برنامج «طموح» الذي تنفذه الوزارة بالتعاون مع كلية التربية بجامعة قطر وذلك بإضافة فئات جديدة، وتقديم العديد من المزايا والمكافآت التشجيعية لمنتسبيه.
ومع مباشرة الهيئات التدريسية والإدارية عملها يوم 20 أغسطس الجاري، أصبحت المدارس جاهزة لتوزيع الكتب والمستلزمات الدراسية وقوائم الطلبة على الفصول، وتطبيق النظم والسياسات واللوائح المدرسية من أول يوم دراسي، مع الالتزام الجاد بتحسين التحصيل الأكاديمي للطلبة كهدف إستراتيجي للوزارة.
وتنظم الوزارة حاليا، ضمن استعداداتها لبدء العام الدراسي الجديد، حملة العودة للمدارس، تحت شعار «بالعلم نبني قطر» بالتعاون مع عدد من الشركاء والداعمين، للتذكير والتأكيد على أهمية الاستعداد المعنوي والنفسي للدراسة، وشحذ الهمم لانتظام الطلبة في الدوام منذ أول يوم بكل جدية وحيوية.
وحسبما صرح به سعادة وكيل وزارة التعليم والتعليم العالي لـ«قنا»، سيشهد العام الدراسي 2019 /‏2020، افتتاح خمس مدارس جديدة للمراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية بمناطق الوكرة ومعيذر والخيسة والمطار والمناصير، بينما ستفتتح مدرسة «درم الدوحة» للبنات أبوابها لاستقبال طالباتها لأول مرة في قطر مع انطلاق العام الأكاديمي 2019-2020.
وتعتمد «درم الدوحة» وهي مدرسة دولية خاصة، المنهج البريطاني، وتعتبر من المدارس الانجليزية العريقة المخصصة للفتيات بالدوحة، وذلك ضمن إطار المنظومة القطرية من قيم وثقافة وتقاليد.
ويأتي افتتاح هذه المدرسة في إطار مبادرة مشروع المباني الحكومية المفرغة للمدارس الخاصة، وهي مبانٍ مدرسية خصصت لتشغيل المدارس الخاصة، أعلنتها اللجنة الفنية التابعة للمجموعة الوزارية لتحفيز ومشاركة القطاع الخاص في مشروعات التنمية الاقتصادية للدولة.
وتستقبل مدرسة «درم»، التي تأسست في المملكة المتحدة منذ أكثر من 600 عام، طالبات المرحلة التمهيدية المبكرة، بالإضافة للمرحلة الابتدائية، وستفتح بدءاً من عام 2020 أقسام التعليم الثانوي، بينما ستكون جاهزة بالكامل ومفتوحة لجميع المراحل الدراسية بحلول عام 2022.
وستواصل وزارة التعليم والتعليم العالي في العام الدراسي الجديد تنفيذ إستراتيجيتها التعليمية باعتبارها خريطة طريق للعمل التربوي والتعليمي بالدولة، لتعزيز بيئة التعلم الجاذبة بالمدارس الحكومية والخاصة، بما في ذلك الخيارات المتاحة لمواصلة تطوير التعليم وتحسين مخرجاته، لتحقيق أهداف وغايات رؤية قطر الوطنية 2030.
وقد أكد سعادة الدكتور محمد بن عبد الواحد الحمادي وزير التعليم والتعليم العالي في حفل استقبال المعلمين والمعلمات القطريين للعام الدراسي الجديد أن التعليم سيبقى هو الاستثمار الأول لدولة قطر، باعتباره استثمارا في الإنسان، وسيعود بالنفع على البلاد بالخير في كافة المجالات، كما سيظل هو الحاضنة التي ننطلق منها لبناء الوطن.
ونوه بأن العام الدراسي 2019 ــ 2020، يشهد انضمام 219 معلما ومعلمة من أبناء قطر إلى المدارس الحكومية، ممن يحملون شهادات دراسية في تخصصات مختلفة، مشيرا إلى أن الوزارة تبتعث الطلاب من خلال برنامج «طموح» لكلية التربية بجامعة قطر، في وقت عملت فيه على تطوير هذا البرنامج وزيادة مخصصاته المالية، وتوسيعه بإضافة فئات جديدة، تشمل أبناء المقيمين.
وقال إن الفرصة ما زالت متاحة أمام جميع طلبة كلية التربية من هذه الفئات للانضمام لبرنامج «طموح» الذي وصل عدد منتسبيه إلى 511 طالباً وطالبة، منهم 420 طالباً قطرياً و91 طالباً وطالبة من المقيمين ليسهموا في سد النقص في أعداد المعلمين القطريين، علما أن وزارة التعليم والتعليم العالي تبذل الجهد لتوفير بيئة مدرسية ملهمة، تقدر جهود المعلمين والمعلمات، وتحفظ كرامتهم مهنياً واجتماعياً، وتلبي احتياجاتهم المادية والمعنوية والتدريبية، وتضمن ترقيهم الوظيفي، وتمكنهم من مواكبة آخر المستجدات في تخصصاتهم.
النقل والتسجيل
تسهيلا على أولياء الأمور، أعلنت وزارة التعليم والتعليم العالي من جديد بدء عملية نقل وتسجيل الطلبة بالمدارس الحكومية للعام الدراسي 2019/‏ 2020، في المدارس الحكومية في مختلف المراحل التعليمية، وتستمر حتى الخامس من سبتمبر المقبل.
وأوضحت الوزارة أن التسجيل والنقل الإلكتروني سيبدأ عن طريق ولي الأمر خلال الفترة من الثامن وحتى التاسع عشر من سبتمبر، من خلال رابط التسجيل الإلكتروني ( http:/‏/‏tasjeel.edu.gov.qa )، مشيرة إلى أنه تم تخصيص مركزي مدرستي «الأحنف بن قيس الإعدادية للبنين» و«أبي حنيفة النموذجية» للمساعدة والتوجيه فيما يتعلق بالتسجيل، من السابعة صباحاً وإلى الساعة الثانية عشرة ظهرا.
وقد حددت إدارة شؤون المدارس بالوزارة الحد الأدنى لسن القبول لمرحلة الروضة للقطريين وأبناء مواطني دول مجلس التعاون وأبناء القطريات للمواليد حتى تاريخ 31/‏ 12/‏ 2014، وللتمهيدي للقطريين وأبناء مواطني دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وأبناء القطريات للمواليد حتى تاريخ 31 /‏12 /‏2013، وللصف الأول للقطريين وأبناء مواطني دول مجلس التعاون وأبناء القطريات للمواليد حتى تاريخ 31/‏ 12/‏ 2012 وللجنسيات الأخرى حتى تاريخ 30 /‏9 /‏2012. كما حددت الشروط والوثائق اللازمة لذلك، علما أنه سبق للوزارة فتح باب التسجيل المبكر للطلبة الراغبين في الالتحاق بالمدارس العامة للعام الدراسي 2019 /‏2020.
وفيما يتعلق بخطة الابتعاث الحكومي والشروط العامة لها للعام 2020/‏2019، أعلنت وزارتا التعليم والتعليم العالي والتنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية مؤخرا عن أن إجمالي عدد المبتعثين في برنامج الابتعاث الحكومي يبلغ 4171 مبتعثا هم الآن على مقاعد الدراسة، وذلك منذ إطلاق هذا البرنامج عام 2015.
كما حددت الوزارتان في مؤتمر صحفي بهذا الخصوص التخصصات المستهدفة في إطار خطة الابتعاث الحكومي للعام الجديد (2019 /‏ 2020) وعددها 1942 تخصصا موزعة على دراسة البكالوريوس والدبلومات المتخصصة وغيرها من التخصصات التي تحتاجها الدولة وسوق العمل.
ومن بين التخصصات الرئيسية، إدارة سلسلة التوريد، وإدارة المطارات، وإدارة الطيران، وإدارة لوجستيات النقل، وأمن المطارات، وأمن الطيران، والطب، والطب المساعد، والزراعة، والثروة الحيوانية والسمكية، والإحصاء والإحصاء الحيوي، والطب البيطري، والتربية «معلم» وعلوم الحاسب والمعلومات، والعلوم والمختبرات والتقييس، والقانون باللغات الإسبانية والألمانية والإيطالية والتركية والروسية والفرنسية واليابانية، وكذا تخصصات علاقات دولية بنفس هذه اللغات، إضافة إلى تخصص اللغات والترجمة والهندسة.
المتقدمون للبعثات
وتتولى وزارة التعليم والتعليم العالي وفق خطة الابتعاث توجيه وإرشاد وابتعاث الطلاب، علما أن عدد المتقدمين لبعثاتها الداخلية والخارجية وصل إلى أكثر من 750 طالبا وطالبة، فيما تقوم وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية بإعداد السياسة العامة للابتعاث، والتنسيق مع الجهات الحكومية لإعداد خططها للابتعاث في ضوء احتياجاتها ومن ثم إرسالها لوزارة التعليم.
وللعام الخامس على التوالي، أطلق مركز التدريب والتطوير التربوي بوزارة التعليم والتعليم العالي أواخر يوليو الماضي برنامج«التمكين» التربوي للمعلمين الجدد للعام 2019 /‏ 2020، والذي شهد تدريب أكثر من 500 معلم مع استمرار عملية التدريب المتواصلة وفق مجموعات متتالية.
ويهدف البرنامج إلى إكساب المعلمين والإداريين الجدد مجموعة من المعلومات والمهارات اللازمة لهم للبدء في العمل في بيئة جديدة عليهم، وأيضاً لتوعيتهم حول جملة من المواضيع التي تخصّ عملهم قبل الانضمام رسمياً والبدء في ممارسة أعمالهم.
استعدادات الداخلية
وتتم الاستعدادات للعام الدراسي الجديد بتعاون وتنسيق تامين بين وزارتي التعليم والتعليم العالي والداخلية، بما يضمن أمن وسلامة الطلبة ومحيط المدارس على مدار العام الدراسي، إضافة إلى دور هيئة الأشغال العامة «أشغال» من حيث افتتاح وصيانة العديد من الشوارع والجسور والأنفاق والتقاطعات، بما يضمن انسيابية الحركة باستخدام مجموعة من الطرق المحلية والتحويلات المرورية.
وفي هذا السياق أعلنت وزارة الداخلية اكتمال كافة الاستعدادات لاستقبال العام الدراسي الجديد.. مؤكدة جاهزية كافة إداراتها المعنية لضمان الأمن والسلامة في إطار دورها للمحافظة على أمن المجتمع وسلامته.
وأوضحت أن كافة الإدارات المعنية استعدت لاستقبال العام الدراسي الجديد باتخاذ جميع الإجراءات الوقائية، سواء منها ما يتعلق بالتأكد من توفر اشتراطات الأمن والسلامة في المدارس والأبنية التعليمية المختلفة لضمان أمن وسلامة الطلبة داخل المدارس، أو ما يتصل بالحركة المرورية لتمكين جميع مستخدمي الطريق من الوصول لوجهاتهم بيسر وسهولة، والحد من الاختناقات في الشوارع والطرقات.
وأهابت وزارة الداخلية بالجميع الالتزام الدائم بكافة قواعد السلامة المرورية بما يحفظ الأرواح والممتلكات، كما نبهت إلى ضرورة الحرص على توفير كافة اشتراطات السلامة في المدارس والأبنية التعليمية لتوفير بيئة تعليمية آمنة للجميع.
وامتدت استعدادات بدء العام الدراسي الجديد لتشمل المكتبات التي وفرت من ناحيتها شتى أنواع القرطاسية والحقائب والمستلزمات الدراسية من مختلف الأنواع والماركات، فيما بادر أولياء الأمور بتجهيز الزي المدرسي وشراء حاجيات أبنائهم استعدادا لانطلاقة ناجحة وموفقة للعام الدراسي 2019/‏ 2020.
وتؤكد هذه الاستعدادات المبكرة مدى الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة لمنظومتها التعليمية والتربوية التي حققت انجازات لافتة وحظيت بإشادات واسعة على النطاقين المحلي والدولي، ما يؤكد بدوره أن كافة السياسات المتعلقة بشؤون التعليم والمدارس والمناهج الدراسية، هدفها في المقام الأول مصلحة الطالب باعتباره محور العملية التعليمية، ما يستدعي التعاون بين جميع أطراف العملية التعليمية من أجل توفير كافة السبل لنجاح الطلبة وتميزهم.
copy short url   نسخ
24/08/2019
2088